الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، نوفمبر 24، 2021

ملف حول حقوق الملكية الفكرية اليوم مع الدكتور الناقد والشاعر أحمد زنيبر: ملف من إعداد عبده حقي


  1نسترجع هذا الملف حول حقوق الملكية الفكرية بعد عقد من الزمن علنا نستكشف ما الذي تحقق في هذا المجال وإلى أي مدى تطورت القوانين لحماية حقوق المؤلفين في العالم .

اليوم مع الناقد والشاعر أحمد زنيبر

:

ـــ هل أنت مع أو ضد انتقال المعلومة بين المواقع والمجلات والصحف الإلكترونية استنادا إلى قاعدة المعاملة بالمثل أو القبول ب بتوافق ال(مد وجزر) ؟
+/ بداية، لابد أن نسلم بأهمية المواقع والمجلات والصحف الإلكترونية في بلورة الفعل الثقافي وخدمة الكاتب المغربي والعربي على السواء. فقد تحققت بالفعل نهضة أدبية ملحوظة، من خلال سرعة انتشار المعلومة وأيضا سرعة تداولها بين القراء، وبالتالي وهذا هو الأهم، حصول نوع من التفاعل والانفعال بخصوص ما يعرض للقراءة والمتابعة. فتوالي النشر وارتفاع وتيرة القراءة ساهمت في تلاقح الأفكار وتبادل الرأي، مهما كانت قيمتها ومحدوديتها في الزمان والمكان. لذلك يكون من الأفيد القبول بهذا العصر الرقمي بالنظر لما يحققه من إيجابيات كثيرةـ وإن شابتها أحيانا بعض المآخذ والمزالق كالسرقة الأدبية والفكرية وانتحال الشخصية والادعاء في غياب أية مراقبة، وغيرها مما يشوش على القارئ والمتابع
 2 ـــ أية صيغة قانونية قد تراها ناجعة لجزر ظاهرة السرقات الفكرية وانتهاك حقوق التأليف ؟
+/ السرقة الفكرية ومنها السرقة الأدبية ظاهرة قديمة عرفها العرب منذ بداياتهم الأولى في مزاولة الشعر، وقد عرفت تحت مسميات عديدة كالأخذ والنظر والسلخ والنسخ والتضمين والمسخ والإلمام وما إليها من مصطلحات تصب في نفس الاتجاه، وقد تداولها النقاد بالوصف والدرس والتحليل. مصطلحات كثيرة تشير، من جهة إلى حتمية حصول ذلك التأثير والتأثر بين الأدباء والشعراء، سواء تم الوعي بذلك أم لا، ومن جهة أخرى، تشير إلى حتمية التفاعل الثقافي بين الآداب، بما هي تناص وحوار وما شابه. غير أن ما يدعو للقلق هو حالات السطو والإغارة الواضحة من طرف البعض على الممتلكات الفكرية والإبداعية للغير والاجتهاد في إخفاء ذلك، مما يستدعي وقفة تأمل في ما يجري خاصة في عصرنا اليوم، عصر العولمة والرقمنة حيث الانتشار السريع للمعلومة والكم الهائل من النصوص والإنتاجات المنشورة يصعب معها ضبط حالات السرقات إلا في ما ندر. وتبعا لذلك لابد من صيغة قانونية تضمن للمؤلف حقوقه الفكرية وتضرب على أيدي المنتحلين إلى أن يعودوا إلى رشدهم الأدبي. إضافة إلى ضرورة تضافر الجهود من قبل الجميع كتابا وشعراء وغيرهم لفضح هؤلاء وكشف لصوصيتهم غير المبررة
ـــ هل تعتقد أن مسؤولية الحكومات ثابتة في تفشي وتنامي هذه الظاهرة وذلك بتقاعسها عن استصدار قوانين تهتم بالموضوع ؟
+/ طبعا لا الحكومة ولا المؤسسات التابعة لها، بحكم ما تتوافر علية من سلطة تشريعية وتنفيذية وتقديرية أيضا، مدعوة للمساهمة في تخليق الحياة الثقافية والدفاع عنها، بكل الوسائل التي توفر لها حسن التدبير وروح المبادرة، تقديرا للجهد الفكري للفاعلين الثقافيين. أما في غياب المتابعة والمراقبة وفي غياب الوازع الأخلاقي لدى الأفراد أيضا، فلا يمكن إلا أن تتضاعف هذه الظاهرة وتزداد انتشارا وخرقا للأسوار والحدود
 4 ـــ هل ترى أن رواج المعلومة هو مظهر صحي من مظاهر دمقرطة المعرفة وتمكين كل الفئات الاجتماعية منها ومن مصادرها ؟
+/ طبعا بكل تأكيد. فالمعلومة إذا ظلت حبيسة فكر صاحبها فلا حوار ثقافي ولا تبادل تأثير وتأثر. وعصرنا الحاضر في أمس الحاجة إلى حوار ثقافي جاد ومسؤول للرقي فعلا بعصر المعرفة للجميع حيث تتجدد الأفكار وتتخلص من رواسب الماضي وثقل العادات التي بادت
 5 ـــ هل سبق وأن تعرض عمل من أعمالك الأدبية أو العلمية أو الفنية إلى سرقة ؟ كيف علمت بذلك ؟ وكيف كان رد فعلك ؟
حين أضع بعض مجهوداتي الأدبية والفكرية المتواضعة بين يدي القارئ، تصبح ملكا له شريطة، فقط أن يذكر صاحبها أو يحاوره أو حتى ينتقده، نقدا بناء طبعا، فذاك ما نسعى إليه. أن نتعلم من بعضنا ونحترم مجهود بعضنا. وإن حصلت الاستفادة والإفادة من جهد الآخر، وهذا حاصل بالضرورة، سواء بالزيادة أو النقصان، فلتكن لنا الشجاعة الأدبية لذكر ذلك أو الإشارة إليه في موضعه وأوانه، حتى نقطع الطريق أمام من يريد أن يصطاد في المياه العكرة. ولعل هذا يعظم الفرد أكثر مما يحط من قدره. فمن علمني حرفا صرت له عبدا، كما يقال. وعموما، لا أحد ينطلق من فراغ، في ما أعتقد… 6 ـــ هل إطلاق موقع خاص بفضح اللصوص (السيبير مجرمين) كاف في نظرك لمحاصرتهم وردعهم ؟ +/ هو اقتراح وجيه ومفيد وربما يساعد، هذا أكيد. ولكن لن يغير الله ما بقوم اعتادوا السطو بكل برودة أعصاب على ملك الغير وبتقنيات حرفية أحيانا وبليدة أحيانا أخر (نسخ ولصق) كما تجري العادة الآن ، حتى يغيروا ما بأنفسهم. والزمن كفيل بهم والزمن كشاف كما يقال… 7 ـــ تسريب وثائق ويكيليكس هل يعتبر سرقة إنترنيتية وهل يعتبر نشرها انتهاكا لسيادة الدول أم مظهرا غير مسبوق للشفافية السياسية في أعلى مستوياتها العالمية ؟  

0 التعليقات: