أشهر رحالة العرب، ومن أوائل الرحالة في العالم، محمد بن عبد الله الطنجي، ولد عام 703هـ في طنجة، لعائلة مسلمة اهتمت بالعلوم الشرعية؛ فتلقى ابن بطوطة العلوم الشرعية والعربية والآدب، وهذا ما أعانه على صياغة كتابه الشهير “تحفة النُّظار في غرائب الأمصار”، وتوفي سنة 779هـ عن 76 عامًا.
دار ابن بطوطة العالم القديم بأسره خلال ثلاث رحلات كما هو موضح في الصورة المرفقة، بدأ شغفه بالترحال عند ذهابه لمكة بقصد أداء فريضة الحج، فمر ببلاد شمالي أفريقيا حتى بلغ مصر ففلسطين وسوريا وصولًا للحجاز، وتابع لبلاد فارس مرورًا بالعراق والأناضول وكذلك دار في الجزيرة العربية.
ولم يقصر رحلاته على الدول العربية، بل بلغ الهند والسند (باكستان حاليًا) وعاشر أهلها وأكمل إلى الصين والفلبين وأندونيسيا والبنغال وسيلان وجزر المالديف وغيرهم الكثير في رحلات قلّ من قام بشبيهها في عصره.
كان كتابه “تحفة النُّظار في غرائب الأمصار” تحفة بمعنى الكلمة حيث جمع فيه الطرائف والغرائب والأساطير وما سمعه من تلك البلدان الكثيرة خلال 30 عامًا من الترحال -يوجد بعض الأخذ والرد لدى المؤرخين على هذا الكتاب، ولكن ليس هذا موضوعنا-، فمذهب ابن بطوطة في الكتابة هو إدهاش القارئ بالحقائق والأعاجيب التي جمعها من ترحاله وهذا ما ميّز كتابه.
يذكر ابن بطوطة عن محاسن أفعال أهل السودان:
فمن أفعالهم قلة الظلم فهم أبعد الناس عنه، وسلطانهم لا يسامح أحدًا في شيء منه. ومنها شمول الأمن في بلادهم فلا يخاف المسافر فيها ولا المقيم من سارق ولا غاصب
ويذكر أيضًا: “ومنها -يقصد المحاسن- عنايتهم بحفظ القرآن العظيم، وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تُفك عنهم حتى يحفظوه”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق