الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، أكتوبر 01، 2023

شعراء سورياليون (6) جاك بريفير ملف من إعداد عبده حقي


جاك بريفيرت

ولد جاك بريفيرت Jacques Prévert في 4 فبراير 1900في نويي سور سين ( أوت دو سين ) وتوفي فيها11 أبريل 1977في أومونفيل لا بيتيت ( مانش ).

ألف مجموعات شعرية منها بارولز (1946)، وأصبح شاعرًا شعبيًا بفضل لغته العامية وتلاعبه بالألفاظ . ومنذ ذلك الحين اشتهرت قصائده في العالم الناطق بالفرنسية وتعممت على نطاق واسع في المدارس الفرنسية.

كما كتب اسكتشات وجوقات منطوقة للمسرح وأغاني وسيناريوهات وحوارات للسينما حيث يعد أحد فناني الواقعية الشعرية . قام أيضًا بإنشاء العديد من المجموعات الصوتية بدءًا من الأربعينيات.

لقد فجر بريفير الطابع التقليدي للكلام من خلال اللعب بالكلمات . يتكون شعره باستمرار من ألعاب على اللغة ( التورية ، والاختراعات الهزلية ، والألفاظ الجديدة ، وزلات اللسان المتعمدة، وما إلى ذلك) والتي يستمد منها الشاعر تأثيرات كوميدية غير متوقعة (أحيانًا الفكاهة السوداء)، أو معاني مزدوجة أو حتى صور غير عادية.

قصائده مليئة بالتلاعب بالأصوات، والتركيبات المخصصة للأذن ( الجناس ، والقوافي ، والإيقاعات المتنوعة) التي تبدو سهلة، ولكن بريفير يستغلها بمهارة. أخيرًا، يجب ألا ننسى، كما أشارت دانييل جاسيليا لاستر في مقدمتها لأعمال بريفير الكاملة في مكتبة لا بليادي، مساهمات السريالية التي نجد آثارًا لها: قوائم الجرد، والتعدادات غير المتجانسة للأشياء والأفراد، بالإضافة إلى من الأسماء أو الصفات ونحو ذلك إنه مغرم بعمليات الصورة والاستعارة والتشخيص (الحيوان، الشيء، الإنسان).

جاك بريفير – أوراق الخريف

ديسمبر 28, 2017151 دقيقة واحدة

antolgy bg جاك بريفير - أوراق الخريف

آهِ ، كلي أملٌ أنْ تذكري الأمسَ وأيّاماً جميلـة

 

عندما كـنـّا رفيـقـيـْن نغـنـّي فـي الخـميـلة.

 

حيث كان العيشُ أحلى ، لنْ تـَرَيْ أبْداً مثيـله

 

حيث كانتْ شمسُنـا أكثـرَ وَهْـجاً وسُـطوعاً

 

ما لشمسِ اليـومِ تبدو في السَّـما جِـدَّ كليلة

 

هي ذي الأوراقُ ، أوراقُ غصون الشَّجَراتِ

 

فـوق جرّافـة حـرثٍ جُمـِعَتْ بعد شَتاتِ

 

هل تريْنَ ؟ إنني لست بناس ٍ…

 

فوق جرّافة حرثٍ جُمِـعتْ بعد شتاتِ،

 

وكذا الآهاتُ طرّاً وجميعُ الذكرياتِ،

 

كلّهـا مقهورة تحملها ريحُ الشَّمالِ

 

في خفـايا ليلة باردةٍ نحـو الزوالِ

 

وكذا النسيان يطويها إلى غير مـآلِ

 

لنْ تـَريْـني ناسياً أغنيـةً غنّيـتِـها لي.

 

لازمة

 

إنّها أغنيـة ٌ تـُُشبـِهـُنا حبّـاً ووَجْـدا

 

أنتِ، يا أنتِ التي هامتْ غـرامـا

 

وأنا الواله في حبِّـكِ شوقـاً وهـُيـاما

 

فلقد عشنا معـاً ننهل كأس الحبِّ رغدا

 

أنتِ، يا أنتِ التي هامتْ غـرامـا

 

وأنا الواله في حبِّـكِ شوقـاً وهـُيـاما

 

لكنِ الدّهـرُ ضنينٌ يُبعد العشّاق حَسْدا

 

وبلطف دون أنْ يُحدِثَ صوتاً أو نغـمْ

 

ومن الرَّمل مياه البحر تمحـو كلَّ آثار قدمْ

 

لمحبّـين نَأوا عن بعضهم قهـراً ونَكدا

 

هـي ذي الأوراقُ ، أوراقُ غصون الشَّجَراتِ

 

فـوق جرّافـة حـرثٍ جُمـِعَتْ بعد شَتاتِ

 

وكذا الآهـاتُ طـرّاً وجميعُ الذكـريـاتِ

 

إنّ حُـبّـي ، هادئـاً عذبـاً نقـيّـا ،

 

باسمٌ دوماً وممتـنّ ٌلهاتـيـكَ الحـياةِ

 

إنَّ حُـبّي لك جـمّ وافـرٌ ليس يُـحَـدّ ُ

 

فلقد كُـنتِ بحُسْنٍ ما لـه في الكون نِـدّ ُ

 

فلماذا الظنّ ُ أنْ أنساكِ لا حبّ ٌوعهدُ ؟

 

وحياة االأمس أحلى زانها عطر ووردُ

 

حيث كانتْ شمسُنا أكثرَ وهجاً وسطوعاً

 

ولقد كنتِ ليَ الأكثـرَ عطفاً يا فـتـاتي

 

غير أني لم أكنْ أعملُ إلاّ الحَسَـراتِ

 

والتي غنّـيْـتِـها لي من أغانيك شجيّـا

 

سوف أبقى دائماً أسمعها ما دمتُ حيّـا

لازمة

ترجمة : د. بهجت عباس

يتبع


 

 

0 التعليقات: