الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، نوفمبر 14، 2023

قصة قصيرة "في قاعة الانتظار" عبده حقي


في غرفة الانتظار، كان الجو متجمدًا، كما لو أن الزمن قد توقف في هذا المكان المريح، الذي تشوبه جدران باللون الأبيض والرمادي والأزياء الشتوية للأشخاص من حولي. كنت هناك، أرافق زوجتي إلى موعدها مع طبيب الأسنان، وأترك ​​أفكاري تتجول عبر صفحات ناشيونال جيوغرافيك، وأشهد عالمًا ينفتح أمامي.

بدت الساعات وكأنها تمتد إلى ما لا نهاية، ضائعة في برودة هذا المساء الشتوي، حيث بدأ الليل مبكرًا. أثناء جلوسي، راقبت كل تفاصيل الغرفة، وهي صورة مصغرة تمتزج فيها همهمة الكبار مع حفيف المعاطف، والضوء الناعم للمصابيح ومجموعة متنوعة من المجلات الموضوعة بلا مبالاة على الطاولة.

وكانت المجلة التي بين يدي نافذة مفتوحة على العالم، تكشف عن أراضٍ بعيدة وعجائب طبيعية وحقائق آسرة. تاهت عيناي في الصور، وانغمست في حميمية البراكين، وأعماقها السوداء، وروحها المتفجرة، التي انفجرت في سيل من الحمم المتوهجة. كانت كل لقطة تحكي قصة، وتلتقط لحظات سريعة الزوال كانت تبدو على بعد آلاف الأميال من غرفة الانتظار هذه، لكنها مع ذلك أذهلتني.

مر الوقت ببطء، وكأن الثواني تتلذذ بالتمدد والالتواء، مما يوحي بأن الانتظار أصبح بعدا موازيا، حيث امتزج نفاد الصبر بالفضول. وبدا الناس من حولي أيضًا محاصرين في هذه الفقاعة الزمنية، يتأرجحون بين الانزعاج والقبول المستسلم، كل منهم منهمك في أفكاره أو قراءاته.

زوجتي، بدورها، بدت سجينة زمنيّة أخرى، هذا الانتظار الذي امتدّ وامتدّ من جديد. غيابها، رغم حضوره، بدا بعيدًا، وكأن عالمها الداخلي قد استوعبها، وترك عقلها يهيم بعيدًا عن غرفة الانتظار الدنيوية.

قلبت صفحات المجلة التي تكشف عن أراضٍ بعيدة وحيوانات برية وشعوب غريبة. تركت نفسي تنتقل عبر القصص المرئية، وانجرف إلى عالم اختلط فيه الهروب بالمعرفة، حيث أصبحت كل صورة بابًا مفتوحًا للمجهول.

وأخيراً مر الوقت، وخرجت زوجتي من موعدها، كسرت سحر هذا الانتظار. ظهرت على وجهها ابتسامة ارتياح، وعندما غادرنا غرفة الانتظار أدركت أن هذه التجربة، على الرغم من أنها تبدو بسيطة، كانت بمثابة رحلة انتظار، تمزج بين اكتشاف العالم والصبر، وتحول لحظة الملل إلى استكشاف الخيال.

في غرفة الانتظار، كان الجو مشوبًا بالأراضي البعيدة، لينقل عقلي إلى الأراضي الغريبة حيث تبدو المغامرة كل يوم. ظهرالمستكشفون الشجعان، أمام عيني، وهم يرتدون سراويل ركوب الخيل، وأحذية ذات رباط، ويرتدون خوذات من اللباب. حضورهم المتجمد في صورة أسر نظري، ويستحضر قصص الاستكشاف والاكتشاف والغرابة.

صورة رجل ميت معلق على عمود، تهمس بأسطورة غامضة، ولغز في المناظر الطبيعية المليئة بالعجائب والألغاز. وبجانبه أطفال برؤوس مدببة، ملفوفون في دائرة غامضة، مربوطون بخيط، يبدو أنهم يأتون من عالم موازٍ، مليء بعادات غريبة ورائعة. قدمت نساء سود عاريات، مزينة أعناقهن بخيوط متشابكة، تذكرنا بشكل غريب بعقد المصابيح الكهربائية، برؤية غريبة ومثيرة للقلق. بدت أثدائهن، التي تم تشكيلها بجمالية غير معروفة ومزعجة، بمثابة لغز وتحدي للنظر والفهم.

تكشفت الصفحات، وكشفت تلك القصص الغريبة، وهذه الصور الآسرة، وسلسلة من اللحظات المجمدة في الزمن، تلتقط حقائق بعيدة عن تجربتي الخاصة. كنت أقرأ بنهم، يجرفني هذا الفضول الذي دفعني لاستكشاف عالم بعيد عن الحياة اليومية، لكني شعرت بأن الخجل يقيدني ويجعلني أسير القراءة، غير قادر على التوقف حتى أمام الجوانب الأكثر وضوحا.

المجلة نافذة مفتوحة على الآفاق البعيدة، بهوامشها الصفراء، ورائحة المغامرة والبعد، جعلتني أسير عالمها الغريب الغامض. يبدو أن إرساءها في الماضي، المنقوش في تاريخ بعيد، يؤكد بشكل أكبر المسافة بين غرفة الانتظار المريحة هذه وهذه العوالم المجهولة.

فجأة، صرخة، "أوه!" » من الألم المنبعث من داخل الغرفة يخترق الأجواء ويمزق الطمأنينة. كان صوت زوجتي، الناعم والمليء بالمعاناة المكبوتة، يتردد في الفضاء، ويهتز هواء غرفة الانتظار، ويحجب للحظة الصور الغريبة في المجلة.

يبدو أن هذا الصوت، المألوف والمفاجئ في نفس الوقت، يكسر السحر لهذه الصفحات الآسرة. انقطع انتباهي عن المجلة، وتوجهت أفكاري إلى زوجتي، وقد حملها القلق الممزوج بالفضول. فجأة اجتاحني مزيج من المشاعر والأسئلة والرغبة في التواجد لدعمها.

وقفت، خارجة من عالم المجلة الغريب والغامض، للانضمام إلى زوجتي. في تلك اللحظة، سيطر واقع غرفة الانتظار، وأبعدني عن هذه العوالم الغريبة والمذهلة. لقد حولت صرخة عمتي من الألم رحلتي الداخلية نحو فعل الحضور، والدعم الذي يمكنني تقديمه في لحظة غير متوقعة ومربكة.

في غرفة الانتظار هذه حيث نقلني المستكشفون المتجمدون والصور الغامضة، تردد صدى زوجتي كنداء للمجهول وعودة إلى الواقع. إن تجاور هذه العوالم، وهذه المشاعر، وهذه العوالم المتميزة للغاية، أغرقني في رحلة عبر تقلبات الفضول والخوف والوجود المريح الذي يجب تقديمه.

في غرفة الانتظار، بدا أن الوقت يرقص بإيقاع غريب، رقصة على حافة عامي السابع. ثلاثة أيام، همست لنفسي، ثلاثة أيام حتى أبلغ السابعة من عمري. ومع ذلك، كانت هذه الكلمات محاولة يائسة لربط نفسي بالمعلوم، ونداء لوقف الإحساس بالدوار الناتج عن الانزلاق من العالم الكروي إلى هاوية الفضاء البارد الأسود المزرق. أردت أن أتمسك براحة الألفة، وأن أرسي نفسي في صلابة ما أعرفه.

لكن وسط زوبعة الأفكار هذه، ظل همس في ذهني: أنت "أنا"  ، واحد من بين كثيرين. ولكن لماذا يجب أن تكون واحدًا فقط؟ لقد كانت فكرة تحركت في داخلي، سؤالًا يتفتح مثل زهرة رقيقة تبحث عن الضوء. لقد ترددت في النظر بعمق إلى ما جعلني "أنا"، متجنبًا شدة اكتشاف الذات.

تجرأت على اختلاس نظرة جانبية، غير قادرة على مواجهة النظرات العليا - تلك الركبتين، والسراويل، والتنانير، وطيف الأحذية الرمادية المستقرة في الظل. كانت عبارة عن لوحة من الأرجل، لأزواج مختلفة من الأيدي تستريح تحت وهج المصابيح. في تلك اللحظة، واجهت ما هو عادي، لوحة من اللحظات اليومية المرسومة بضربات الروتين. طمأنت نفسي، إذ علمت أنه لم يحدث أي شيء غريب في هذه الغرفة على الإطلاق، وأنه من غير المرجح أن يحدث أي شيء خارج عن المألوف.

ومع ذلك، في السكون الهادئ لتلك الغرفة، زرعت بذرة الفضول نفسها داخل روحي، فضول يرغب في اجتياز عوالم "الذات"، لتقشير طبقات وجودي، للتشكيك في التفرد والتميز. تعدد الهوية. من كانت هذه "أنا"، هذه من بين "أنا" التي لا تعد ولا تحصى في العالم؟

كانت غرفة الانتظار، وهي ملاذ للدنيويين، تحمل سحرًا غير متوقع. تردد صدى جدرانه كفن المألوف، لكن يبدو أن ذهني يدور حول احتمال ذوات متباينة، حول عدد لا يحصى من "الأنا" التي يمكن أن توجد داخل شخص واحد. الجمود في غرفة الانتظار يتناقض مع الزوبعة الداخلية للأفكار، مما يخلق سيمفونية من السكون والتأمل النابض بالحياة.

أثناء تفكيري في هذا التأمل، تحول توقعي لتحويل سبعة إلى لغز الذات. كان الاحتفال الوشيك معلقًا في الهواء، ويربطني بعتبة تحدد فيها الأرقام النمو والعمر، ولكن في الداخل، تكشفت رحلة غير مرئية، تدعوني لاستكشاف تعقيدات ما يعنيه أن تكون "أنا".

وفي وسط البنطلونات والتنانير والأحذية التي يكتنفها ظلام الغرفة، أحسست بعالم يتجاوز الواقع الظاهري. لم تكن مجرد غرفة يمر فيها الزمن، بل غرفة الإمكانات، حيث كان المألوف يحمل مفاتيح كشف ما هو غير عادي.

لذا، جلست هناك، مثل العديد من "الأنا"، على وشك احتضان عام جديد، مشتاقًا للتعمق في الفروق الدقيقة في الهوية، لكشف أسرار "الأنا" تحت السطح. وفي غرفة الانتظار الهادئة والعميقة تلك، أدركت أن الرحلة الأكثر استثنائية لم تكن فقط في بلوغ السابعة من عمري، ولكن في اكتشاف الأعماق الغامضة للذات.

في غرفة الانتظار، انكشف بداخلي استفسار صامت، سؤال يردد صدى جوهر الوجود. لماذا يجب أن أكون مثل البشر، أو مثل نفسي، أو أي شخص على الإطلاق؟ ما هي الخيوط المشتركة التي تربطنا ببعضنا البعض – الأحذية، والأيدي، والجرس العائلي الذي يقبع في حلقي، وحتى مجلة ناشيونال جيوغرافيك بصورها المؤرقة – التي تربطنا كمجموعة واحدة أو تفرقنا في نسيج الإنسانية الواسع؟

وجدت نفسي أفكر في التعقيدات التي تربطنا أو تفرقنا. الأحذية، كل واحدة منها فريدة من نوعها في جرجرها وتجاعيدها، تحمل قصصًا لا توصف، وتجتاز بصمت مساراتها الخاصة عبر رحلات الحياة المتعرجة. الأيدي، المتفاوتة في الحجم، في الخطوط المحفورة عبر الزمن، في القصص التي يمكن أن ترويها أو تخفيها، تشهد على روايات فردية، متشابكة ولكنها متميزة. وذلك الصدى المألوف، صدى صوت عائلتي الساكن في كياني، ساهم في سد الفجوة بين الألفة ولغز الذات.

صفحات مجلة ناشيونال جيوغرافيك، وهي بوابة لعجائب وأهوال العالم، أسرت انتباهي. لقد انجذبت إلى الصور المؤرقة، مثل تلك الصدور المروعة والمترهلة، والتي تمثل تناقضًا صارخًا مع المناظر الطبيعية المهيبة وجاذبية المجهول. همست هذه الصور عن واقع يتجاوز المألوف، وحثتني على مواجهة جوانب الوجود التي لا يمكن تفسيرها، تلك الجوانب التي جعلت نسيج الواقع أكثر تعقيدًا وإرباكًا.

ما الذي وحدنا؟ ما الذي حدّد إنسانيتنا المشتركة، ووجودنا المتبادل في هذه اللحظة العابرة؟ لقد تصارعت مع هذه الأسئلة، وتعمقت في لغز الوحدة والفردية. كانت الغرفة عبارة عن فسيفساء من الأفراد الذين يرتبطون بمجرد حقيقة وجودهم، وتضم عددًا كبيرًا من القصص والصور في نسيج الحياة، كل منها يساهم بصبغة على القماش الجماعي.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الترابط، ظل هناك شعور عميق بالآخر. كيف كنت هنا، بينهم، أشارك في التجربة الإنسانية المشتركة، ومع ذلك أشعر بالفجوة التي تفصلني عن الآخرين في الغرفة؟ لم أكن أمتلك الكلمات التي تعبر عن عمق هذا الإحساس، مفهوم "غير محتمل" الذي تردد صداه في أعماق أفكاري.

وفي وسط تأملاتي، صرخة اخترقت الهواء، صرخة تحمل احتمال التصعيد، أن يعم الظلام الغرفة، لكنه لم يحدث. كانت الصرخة بمثابة نغمة متنافرة في سيمفونية غرفة الانتظار، مما أدى إلى تعطيل التوازن، ولكنه أيضًا تذكير صارخ بعدم القدرة على التنبؤ بالوجود.

لقد كنت مربوطًا بهذا العالم بخيط غير مرئي، مراقب عالق بين المألوف وغير المألوف. كانت الصرخة، وهي اضطراب غير متوقع، بمثابة حافز، حيث أثارت مشهدًا من المشاعر والأفكار بداخلي. لقد كانت لمحة عن هشاشة الحياة، وتذكيرًا بأن إنسانيتنا المشتركة كانت عبارة عن توازن دقيق بين النظام والفوضى، بين ما هو عادي وما هو غير متوقع.

وبينما كنت أتعامل مع هذه التأملات، أدركت أن غرفة الانتظار كانت أكثر من مجرد مساحة مادية. لقد كان ملتقى للقصص، وعالمًا مصغرًا تتقاطع فيه وتتباعد خيوط الوجود الإنساني، مما يخلق نسيجًا منسوجًا بتعقيدات تجربتنا المشتركة.

وفي النهاية، أصبحت الغرفة لوحة من المفارقات، وسيمفونية من الإنسانية المشتركة التي تتناقض مع الألغاز الفردية التي تميزنا. وقفت على عتبة الفهم، محصورًا بين الرغبة في حل لغز وحدتنا وقبول الجوانب غير المحتملة والمجهولة التي جعلت وجودنا معقدًا بشكل جميل للغاية ولا يمكن تفسيره بشكل عجيب.

في غرفة الانتظار، كان هناك سطوع شامل يملأ المكان، ويبعث دفءًا مريحًا ممزوجًا بإحساس غريب بالاختناق. كان الهواء معلقًا ثقيلًا بالترقب، جوًا ثقيلًا يلفني مثل موجة سوداء كثيفة، تتحطم وتنحسر، لتعود بقوة لا هوادة فيها. لقد كانت رقصة من التناقضات - الإنارة، والدفء القمعي، وموجة الظلام المزعجة التي تسعى إلى الدخول، بالتناوب في إيقاع ساحر ومربك.

وجدت نفسي منغمسًا في مد وجزر غريبين، أتأرجح بين هذه الأحاسيس المتضاربة، كما لو أن الغرفة نفسها كانت انعكاسًا للاضطراب الذي بداخلها. موجات الظلام المستمرة، المجازية والملموسة، رسمت صورة من عدم اليقين لم أستطع التخلص منها. يبدو أن كل موجة تحمل عبئًا، ثقلًا خاصًا بها، وتصطدم بشواطئ وعيي، فقط لتتراجع وتكشف عن طبقة أخرى من المجهول.

في هذه الأجواء المتناقضة، انجرف عقلي إلى عالم آخر - عالم ينشأ فيه نوع مختلف من الاضطرابات، عالم غارق في صراع الحرب. ترددت أصداء الصراع في أفكاري، بعيدة لكنها حاضرة دائمًا. قدمت غرفة الانتظار، بأضواء الفلورسنت الوامضة والدفء الخانق، تناقضًا صارخًا مع المناظر الطبيعية المقفرة التي تسودها الفوضى والمعركة.

في الخارج، خلف حدود غرفة الانتظار وهو مزيج من الصقيع والذوبان، همس بحكايات عن عناق هذا الموسم المخيف. كان ذلك اليوم الخامس، ولم يتسم بمرور الوقت فحسب، بل بثقل ملموس يكسو المدينة، ثقل ولد من القدرة على التحمل والمرونة وسط العناصر القاسية.

لقد رسم التقاء قلقي الداخلي والفوضى الخارجية لوحة سريالية داخل حدود هذه الغرفة. كان الدفء الذي يحيط بي بمثابة تناقض صارخ مع البرد المر في الخارج. كانت الغرفة ملاذًا، وملاذًا حيث يبدو أن الوقت يمتد، ولكن في العالم الآخر، كان الوقت يسير بلا هوادة إلى الأمام، ويكشف كل يوم عن فصل جديد في الملحمة المستمرة من النضال والبقاء.

وسط هذا التنافر بين الدفء والظلام الزاحف، استقر في داخلي شعور بالقلق. كانت الغرفة نموذجًا مصغرًا لثنائيات الحياة، حيث قدمت تفاعلًا بين العناصر المتعارضة، وهي كناية عن العالم الأوسع حيث رقص الضوء والظل رقصة الفالس الأبدية.

وجدت نفسي عالقًا بين هذه القوى المتباينة، متفرجًا في مسرح الوجود الكبير، حيث كانت غرفة الانتظار بمثابة المسرح. اجتمعت الحرارة القمعية، والسطوع الخافت، والظلام الذي يلوح في الأفق، مما خلق سيمفونية من التناقضات التي تكشفت داخل حدود هذا الفضاء الدنيوي على ما يبدو.

في لحظات التجاور هذه، شعرت بموجة من المشاعر - شعور عميق بالتعاطف مع أولئك الذين يقاتلون العناصر في الخارج، وإدراك التناقض الصارخ بين أمان الغرفة والحقائق القاسية للعالم خارج أسوارها.

أصبحت غرفة الانتظار، بضيائها المتواصل وظلامها المتناقض، كناية عن الطبيعة المضطربة للحياة نفسها - مكان يتعايش فيه دفء الأمان مع عدم اليقين المخيف للعالم الخارجي. وداخل هذه الغرفة، وسط موجات متموجة من المشاعر المتناقضة، وجدت نفسي مشاركًا غير مقصود في رقصة كونية، مجرد مراقب للفوضى المتناغمة التي تحدد وجودنا.

0 التعليقات: