الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، مارس 21، 2024

في اليوم العالمي للشعر تذكير بقوة الكلمة : عبده حقي


يعد يوم الشعر العالمي، الذي يتم الاحتفال به سنويًا في 21 مارس، بمبادرة من ثلة من الشعراء المغاربة بمثابة شهادة على قوة الشعر وجماليته الدائمة حيث يلعب القصيد، بقدرته على التقاط المشاعر والتعبير عن الأفكار واستحضار الصور والتخييل، دورًا مهمًا في تعزيز تقدير اللغة والتجربة الإنسانية.

يهدف اليوم العالمي للشعر، الذي أطلقته اليونسكو عام 1999، إلى الارتقاء بقراءة الشعر وكتابته ونشره وتعليمه في جميع الطبقات الاجتماعية في أنحاء العالم. إنه بمثابة تذكير بأهمية الشعر في الحفاظ على التراث الثقافي للإنسانية ونقله بين الشعوب . ومن خلال الاحتفال بهذا اليوم، يجتمع الشعراء والمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم معًا للاعتراف والتعريف بالقيمة العالمية للشعر باعتباره تعبيرًا عن تنوع الإبداع البشري.

إن الشعر، بثرائه اللغوي والجمالي، هو بمثابة جسر بين الثقافات، ويقوي التفاهم والتعاطف عبر الجسور اللغوية والثقافية حيث يوفر يوم الشعر العالمي منصة للشعراء من خلفيات متنوعة لمشاركة قصائدهم  ومجازاتهم واستعاراتهم وتشبيهاتهم ، وبالتالي الارتقاء بالتنوع اللغوي والتبادل الثقافي. ومن خلال الشعر، نكتسب نظرة ثاقبة وعميقة لعادات وتقاليد ووجهات النظر من مختلف أنحاء العالم، مما يثري فهمنا للتجربة الجماعية للإنسانية.

إن الاحتفال باليوم العالمي للشعر يشجع الناس من جميع الأعمار على التعامل مع الشعر كشكل من أشكال التعبير الإبداعي. وسواء من خلال الكتابة أو الإلقاء أو الأداء، يوفر الشعر منفذًا فريدًا للتعبير عن الذات والإبداع. من خلال المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالشعر في هذا اليوم، يتم إلهام الأفراد لاستكشاف أفكارهم وعواطفهم وتجاربهم، وبالتالي تغذية قدراتهم الخيالية وتنمية شعور أعمق بالوعي الذاتي.

يحمل يوم الشعر العالمي أيضًا أهمية تعليمية، فهو بمثابة فرصة لدعم معرفة القراءة والكتابة والتقدير الأدبي حيث تنظم المدارس والمكتبات والمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم فعاليات وأنشطة للاحتفال بهذا اليوم، وتعريف التلاميذ والطلاب بجمال الشعر وقوته. ومن خلال ورشات الشعر والقراءات والمسابقات، لا يقوم الطلاب بتطوير مهاراتهم اللغوية فحسب، بل يتعلمون أيضًا تقدير الأبعاد الجمالية والعاطفية للأدب.

يتمتع الشعر بصفة عامة بالقدرة على معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية الملحة، ويعمل كمحفز للتغيير وترسيخ الديموقراطية . ومن خلال القصائد التي تتناول موضوعات مثل العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، يعمل الشعراء على رفع مستوى الوعي وإلهام العمل. يوفر يوم الشعر العالمي منصة لسماع هذه الأصوات، وتضخيم رسالة الرحمة والتعاطف والتضامن.

في العديد من الثقافات، يكون الشعر بمثابة مستودع للذاكرة الجماعية، ويحافظ على التراث الثقافي والهوية للأجيال القادمة. ومن خلال التقاليد الشفهية والمخطوطات المكتوبة وطقوس الأداء، يستمر انتقال الشعر من جيل إلى جيل، مما يضمن استمرارية الممارسات والقيم الثقافية. ويكرم يوم الشعر العالمي هذا الإرث من خلال الاحتفال بالإرث الدائم للشعراء في الماضي والحاضر.

0 التعليقات: