الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، أبريل 25، 2024

النص الرقمي والمؤلف المفترض (11) : عبده حقي

قضايا حقوق النشر في العالم الرقمي

في العصر الرقمي، أصبحت ملكية حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالنصوص الرقمية موضوع نقاش مستمر. وإذا كان من المفترض تقليديًا أن المؤلفين يمتلكون حقوقًا حصرية لأعمالهم، فقد أصبح المشهد أكثر تعقيدًا عند النظر في النصوص الرقمية، حيث قد يطالب المؤلفون أو الناشرون أو منصات النشر بملكية حقوق الطبع والنشر.

يتضمن تحديد ملكية حقوق الطبع والنشر في النصوص الرقمية النظر في عوامل مختلفة، بما في ذلك الاتفاقيات التعاقدية وشروط الترخيص وطبيعة عملية إنشاء المحتوى وتوزيعه.

عادةً ما يمتلك المؤلفون، بصفتهم منشئي النصوص الرقمية، ملكية حقوق الطبع والنشر الأولية لأعمالهم. يتضمن ذلك الحقوق الحصرية لإعادة إنتاج وتوزيع وعرض وتكييف نصوصها. ومع ذلك، قد يختار المؤلفون نقل بعض أو كل هذه الحقوق إلى الناشرين أو الكيانات الأخرى من خلال اتفاقيات تعاقدية، مثل عقود النشر أو اتفاقيات الترخيص.

يلعب الناشرون دورًا مهمًا في إنتاج وتوزيع النصوص الرقمية وقد يؤكدون ملكية حقوق الطبع والنشر على جوانب معينة من العمل، مثل التنسيق أو التخطيط أو التحسينات التحريرية. في الحالات التي يقدم فيها الناشرون مدخلات تحريرية كبيرة أو استثمارًا ماليًا في عملية النشر، يجوز لهم المطالبة بملكية حقوق الطبع والنشر المشتركة أو المشتقة إلى جانب المؤلف.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤكد منصات النشر، مثل مواقع الويب أو شبكات التواصل الاجتماعي أو أنظمة إدارة المحتوى، ملكية حقوق الطبع والنشر على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون المنشور على منصاتهم. غالبًا ما تتضمن هذه الأنظمة الأساسية اتفاقيات شروط الخدمة التي تمنحها حقوقًا واسعة لاستضافة المحتوى الذي ينشئه المستخدم وعرضه وتوزيعه، بينما يحتفظ المستخدمون بملكية الأعمال الأصلية التي يقومون بإنشائها.

تؤدي تعقيدات ملكية حقوق الطبع والنشر الرقمية إلى ظهور اعتبارات قانونية وأخلاقية فيما يتعلق بالإسناد والترخيص والاستخدام العادل. يجب على المؤلفين والناشرين ومشغلي المنصات التعامل مع هذه القضايا بعناية لضمان احترام حقوق الملكية الفكرية وحمايتها مع تعزيز التبادل الحر للأفكار والمعلومات في المجال الرقمي.

يختلف قانون حقوق الطبع والنشر حسب الولاية القضائية، مما يزيد من تعقيد المشكلة، حيث قد يكون لدى البلدان المختلفة أطر قانونية مختلفة تحكم حقوق الملكية الفكرية في النصوص الرقمية. على هذا النحو، يجب على المؤلفين والناشرين مراعاة القوانين واللوائح المعمول بها في ولاياتهم القضائية واتخاذ تدابير استباقية لحماية حقوقهم ومصالحهم في المحتوى الرقمي.

وفي الختام، فإن مسألة ملكية حقوق الطبع والنشر في النصوص الرقمية تؤكد الحاجة إلى اتفاقيات واضحة وشفافة بين المؤلفين والناشرين ومشغلي المنصات. ومن خلال تعزيز التعاون واحترام حقوق الملكية الفكرية والالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية، يمكن لأصحاب المصلحة العمل معًا لخلق بيئة عادلة ومستدامة لإنشاء المحتوى الرقمي وتوزيعه.

تابع


0 التعليقات: