الحياة البرية لا تقدر بثمن
يعتمد الناس في كل مكان على الموارد القائمة على الحياة البرية والتنوع البيولوجي لتلبية احتياجاتهم من الغذاء والوقود والأدوية والسكن والملابس. ولتمتع بمنافع الطبيعة وجمالها، لا بد من العمل معًا للتأكد قدرة النظم البيئية على الازدهار والبقاء لأجيال وأجيال. لذا، دعونا نحتفل بالحياة البرية وبالجهود المهمة المبذولة في كل أنحاء العالم لصون البيئة.
ويُعد اليوم العالمي للأحياء البرية فرصة للاحتفال بالأشكال العديدة الجميلة والمتنوعة للحيوانات والنباتات البرية وبما يسهم في إذكاء الوعي بعديد المنافع التي تعود علينا من صون تلك الأنواع. وفي الوقت نفسه، يذكرنا هذا اليوم بالحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود المبذولة في مكافحة الجرائم في حق الحياة البرية والحد من الأنشطة البشرية التي تتسبب في تقليل تلك الأنواع وبما لذلك من آثار اقتصادية وبيئية واجتماعية واسعة النطاق. ونظرا لهذه الآثار السلبية المختلفة، يركز الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة على وقف فقدان التنوع البيولوجي.
❞الربط بين الناس والكوكب واستكشاف الابتكار الرقمي في صون الأحياء البرية ❝
يركز اليوم العالمي للأحياء البرية لعام 2024 على الابتكار الرقمي وكيفية استخدام التقنيات وخدمات الحفظ الرقمي في الدفع قدما بعملية الحفاظ على الأحياء البرية، واعتماد التجارة المستدامة والقانونية في الأحياء البرية، وتعزيز التعايش بين الإنسان وبينها. ويقرر شعار احتفالية عام 2024، ❞الربط بين الناس والكوكب واستكشاف الابتكار الرقمي في صون الأحياء البرية ❝، بتأثير التدخلات الرقمية على النظم البيئية والمجتمعات في عالم يزداد ترابطا.
ونجد أنفسنا في خضم ثورة رقمية عالمية تعمل على تفكيك الحواجز التي تحول دون الحوكمة الرقمية التي تركز على الناس وتكافؤ الفرص. وتتقلص "الفجوة الرقمية" تدريجياً، مع تحسين سبل الاتصالات وقدرة 66% من سكان العالم على الدخول إلى الإنترنت. وإلى ذلك، لم يزل هناك ما يقرب من 2.7 مليار شخص في جميع أنحاء العالم غير متصلين بالإنترنت. وفي أقل البلدان نمواً والدول النامية غير الساحلية، لا يقدر على الدخول إلى الإنترنت سوى 36% من السكان. وفضلا عن ذلك، تتأثر النساء والشباب أكثر بالفجوات الرقمية من مثل المقدرة على الدخول إلى الإنترنت واكتساب المهارات الرقمية العملية.
وفي حين أن التقدم التكنولوجي قد أدى إلى تحسن كبير في جوانب مختلفة من العمل على صون الأحياء البرية، بما في ذلك البحث والاتصالات والتتبع وتحليل الحمض النووي، فإن التحديات من مثل الوصول غير المتكافئ، والتلوث البيئي، والاستخدام غير المستدام للتكنولوجيا تعيق تحقيق الشمول الرقمي العالمي بحلول عام 2030.
ويعد الاحتفاء باليوم العالمي للأحياء البرية في عام 2024 بمثابة منصة للتبادل بين الأجيال وتمكين الشباب. وتركز احتفالية هذا العام —بتقديم العروض الفنية والمناقشات— على الفرص المتاحة في الأعمال الرقمية المستدامة لصون الأحياء البرية. وهو يشجع استكشاف الابتكارات الرقمية الحالية، ويعالج التناقضات متعددة الجوانب، ويقدم تصورا للاتصال الرقمي الشامل. وهذا العام، تعاونت أمانة اتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسسة وايلدلابس، ومؤسسة جاكسون وايلد، والمؤسسة الدولية لرعاية الحيوان، في بذل جهود لتعزيز هذه المناقشات الحيوية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق