عند التقاء الأفق بالفكرة،
حيث تعثر الشمس على مخدعها في زغب الغيوم،
يمرّ الليل على أطراف أصابعه،
الأشجار تمتد كأذرع منسية،
تحاول الإمساك بأهداب السماء،
لكن الشفق، ذلك المهرّج الأخير في سيرك النهار،
يرسم شواربه الحمراء على وجوه الأحجار،
ويضحك… يضحك…
حتى يسقط في الهاوية.
كم مرة مررنا عبر هذا اللون،
دون أن ندرك أنه مرآة الأرواح؟
كم مرة لمسته أيدينا،
فتفتت كحلم لم يكتمل؟
آه يا شفقًا يشبه جرحًا سماويًا،
أين تذهب حين تطفئ الشمس فمها؟
هل تسافر خلف الكواكب المهاجرة،
أم تذوب في أحشاء البحر
كأغنية نسيتها الأسماك؟
في هذا الاحمرار المتوهج،
تُعاد كتابة كل القصائد المحترقة،
كل الكلمات التي لم تُنطق،
كل الأحلام التي أُجهضت
قبل أن تصل إلى شفاه العالم.
وها أنا،
أقف عند الحافة،
أنظر إلى النزيف الأخير للنور،
وأتساءل:
هل كان الشفق الأحمر يومًا
مجرّد وداع،
أم أنه ولادة أخرى
في رحم اللازمن؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق