مساء يوم الجمعة، السابع من مارس 2025، فقد المغرب إحدى أيقوناته الفنية بوفاة الفنانة القديرة نعيمة سميح عن عمر يناهز 73 عامًا، بعد صراع مع المرض. وتُعد نعيمة سميح من أبرز الأصوات النسائية في المغرب، حيث أثرت الساحة الفنية بأعمال خالدة لامست وجدان الجمهور المغربي والعربي.
وُلدت نعيمة سميح في حي درب السلطان بالدار البيضاء عام 1954، ونشأت في بيئة شعبية أثرت في تكوين شخصيتها الفنية. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث اكتشف موهبتها الملحن عبد القادر الراشدي، الذي قدمها للجمهور.
تميزت بصوتها الدافئ
والقوي، ما جعلها تحظى بشعبية واسعة.
قدمت نعيمة سميح العديد
من الأغاني التي أصبحت جزءًا من التراث الموسيقي المغربي، منها:
"ياك أجرحي": تُعتبر من أشهر أغانيها،
حيث تعبر عن مشاعر الحب والفراق بإحساس عميق.
"شفت الخاتم": أغنية رومانسية تعكس جمال
الصوت والكلمة.
"على غفلة": تُبرز قدراتها الفنية في
التعبير عن المشاعر الإنسانية.
كما تعاونت مع كبار
الملحنين والشعراء المغاربة، مما أسهم في تنوع وغنى رصيدها الفني.
تأثيرها الفني:
لم تكن نعيمة سميح
مجرد مطربة فحسب، بل كانت رمزًا للمرأة المغربية القوية والمبدعة. استطاعت أن تحافظ
على هويتها الفنية وسط تحولات المشهد الموسيقي، وظلت وفية للأغنية المغربية الأصيلة.
ألهمت أجيالًا من الفنانين والفنانات، وكانت قدوة في الالتزام الفني والأخلاقي.
في عام 2021، فقدت
نعيمة سميح طليقها مصطفى بلقايد، بطل سباق الدراجات السابق، بعد صراع مع المرض. أنجبا
معًا ابنًا يُدعى شمس الدين، الذي سار على خطى والدته في المجال الفني.
ردود الفعل على وفاتها:
أثار خبر وفاتها حزنًا
عميقًا في الأوساط الفنية والجماهيرية. نعى العديد من الفنانين والمثقفين رحيلها، معبرين
عن فقدان الساحة الفنية لرمز من رموزها. قالت المطربة حياة الإدريسي في تصريح لها:
"برحيل نعيمة سميح، نفقد صوتًا أصيلاً وأيقونة للفن المغربي".
إرثها الفني:
سيظل إرث نعيمة سميح
الفني خالدًا في ذاكرة المغاربة والعرب. أغانيها ستبقى تُردد في المناسبات والمحافل،
وستظل مصدر إلهام للفنانين والمهتمين بالموسيقى المغربية. رحم الله نعيمة سميح، وأسكنها
فسيح جناته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق