في مشهدٍ يُذكّرنا بأفلام الخيال العلمي، خرج الإعلام الجزائري الرسمي بتقرير يُظهر أسطولًا بحريًا ضخمًا، مزوّدًا بتقنيات متقدمة، يُفترض أنه سيُرهب المغرب. ولكن، كما اتضح لاحقًا، هذا الأسطول لم يكن سوى نتاج الذكاء الاصطناعي، مما أثار موجة من السخرية والتساؤلات حول مصداقية الإعلام الجزائري.
في التقرير المذكور، تم عرض صور لسفن حربية متطورة، تُبحر في تشكيلات دقيقة، وتُطلق صواريخها في عروضٍ استعراضية. ولكن، بعد تدقيق الخبراء والمراقبين، تبين أن هذه الصور مُولدة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا تمت للواقع بصلة.
إن هذا الاستخدام للذكاء
الاصطناعي في خلق مشاهد وهمية يُثير تساؤلات حول نوايا الإعلام الجزائري. هل الهدف
هو رفع الروح المعنوية؟ أم محاولة لإظهار قوة غير موجودة على أرض الواقع؟
ليست هذه المرة الأولى
التي يُتهم فيها الإعلام الجزائري بتضخيم الإنجازات أو تقديم معلومات غير دقيقة. ففي
السابق، تم عرض تقارير تُظهر مشاريع زراعية وصناعية ضخمة، تبين لاحقًا أنها مُبالغ
فيها أو غير مكتملة.
إن هذا المنهج يُضعف
من مصداقية الإعلام في دولة الكراغلة ، ويُثير الشكوك حول صحة المعلومات المقدمة. فبدلًا
من تقديم تقارير واقعية تُعزز من ثقة المواطن، يتم اللجوء إلى الخيال العلمي والتضخيم
الأجوف .
لا شك أن الذكاء الاصطناعي
يُعد من أبرز التقنيات الحديثة، وله استخدامات متعددة في مجالات مختلفة. ولكن، استخدامه
في خلق مشاهد وهمية تُعرض على أنها حقيقية يُعد تضليلًا للجمهور.
هذا الاستخدام يُثير
تساؤلات أخلاقية حول حدود استخدام التكنولوجيا، ودور الإعلام في تقديم معلومات دقيقة
وموثوقة.
عقب عرض التقرير، شهدت
وسائل التواصل الاجتماعي موجة من السخرية والانتقادات. حيث تساءل البعض عن مدى جدية
الإعلام الجزائري، فيما أشار آخرون إلى أن هذه المشاهد تُشبه ألعاب الفيديو أكثر من
كونها تقارير إخبارية.
كما أشار بعض المحللين
إلى أن هذه الخطوة قد تُضعف من موقف الجزائر في الساحة الدولية، وتُعرضها للسخرية والانتقاد.
في عالمٍ يزداد فيه
تدفق المعلومات، تُصبح الحاجة إلى إعلام مسؤول وموثوق أمرًا ضروريًا. فبدلًا من اللجوء
إلى الخيال العلمي والتضخيم الأجوف، يجب على الإعلام تقديم تقارير دقيقة تُعزز من ثقة
الجمهور وتُسهم في بناء مجتمع واعٍ ومُطلع.
إن استخدام الذكاء
الاصطناعي في الإعلام يجب أن يكون أداة لتعزيز الجودة والدقة، وليس وسيلة للتضليل والخداع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق