الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، أبريل 10، 2025

مراجعة تحليلية لديموغرافية زوار موقع الكاتب المغربي عبده حقي


سجّل موقع الكاتب المغربي *عبده حقي* توزيعًا رائعًا لإحصاءات الزوار، يعكس الاتجاهات المتوقعة وغير المتوقعة في الاهتمام الدولي. يُلقي تحليل البيانات المُقدمة الضوء على مدى وصول الموقع، والآثار الثقافية والجيوسياسية لجمهوره، والتوجهات الاستراتيجية للتفاعل مع المحتوى مستقبلًا.

«نظرة عامة على البيانات»

تُظهر بيانات الزوار المُقدمة الأعداد التالية:

- «الولايات المتحدة»: 11.1 ألف زائر

- «المغرب»: 250 زائرًا

- «سنغافورة»: 174 زائرًا

- «هونغ كونغ»: 80 زائرًا

- «أيرلندا»: 52 زائرًا

- «المكسيك»: 52 زائرًا

- «السويد»: 28 زائرًا

- «الجزائر»: 25 زائرًا

- «مصر»: 17 زائرًا

- «أخرى (غير مُحددة)»: النسبة المتبقية

من هذه القائمة، يتضح جليًا أن «الولايات المتحدة» تُمثل الأغلبية الساحقة من حركة الزيارات، تليها المغرب بفارق ضئيل، وعدد قليل من الدول في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

«الولايات المتحدة: هيمنة على حركة زيارات المواقع الإلكترونية»

أكثر البيانات إثارة للدهشة وأهمية هي الزيارات الـ «11100» القادمة من «الولايات المتحدة»، والتي تُمثل أكثر من ٩٥٪ من إجمالي الزيارات المُتتبَّعة. يُمكن إرجاع هذه الهيمنة إلى عدة عوامل محتملة:

١. تحسين محركات البحث (SEO): إذا كان محتواك باللغة الإنجليزية أو مُفهرسًا جزئيًا بها، فمن المرجح أن تلتقطه محركات البحث والخوارزميات الأمريكية.

٢. قراء الشتات»: هناك جالية مغربية وشمال أفريقية كبيرة في الولايات المتحدة، وخاصة في مدن مثل نيويورك ولوس أنجلوس وواشنطن العاصمة. قد تجذب كتاباتك هذه الفئة السكانية.

٣. مواءمة المحتوى: قد يلقى التركيز الموضوعي لموقعك الإلكتروني - الأدب والتحليل والثقافة، وربما التعليقات السياسية - صدى لدى الأكاديميين والطلاب والقراء الدوليين المقيمين في الولايات المتحدة والمهتمين بآراء شمال أفريقيا.

يُتيح هذا التوجه فرصةً «لزيادة تفاعل القراء الأمريكيين» من خلال تعديل بعض المحتوى بمقدمات توضيحية أو مراجع سياقية، خاصةً إذا كان يتناول مواضيع مغربية أو إقليمية غير مألوفة للجمهور الغربي.

«المغرب: مشاركة وطنية متواضعة»

من المُستغرب أن «المغرب»، البلد الأصلي للكاتب، والذي يُحتمل أن يكون محور تركيز معظم كتاباتك، يأتي في المرتبة الثانية، ولكن بعدد زوار متواضع نسبيًا يبلغ «250». هناك عدة أسباب تُفسر ذلك:

1. «عوائق اللغة والوصول»: إذا كانت مدونتك تُكتب غالبًا باللغة الفرنسية أو الإنجليزية، فقد تفقد قاعدة كبيرة من القراء الذين يقتصرون على اللغة العربية. فكّر في إضافة مُلخصات باللغة العربية أو إصدارات ثنائية اللغة.

2. «الإلمام بالمنصات»: قد لا تكون منصات التدوين مثل بلوجر شائعة الاستخدام أو مُفضّلة في المغرب، خاصةً بين المستخدمين الشباب الذين ينجذبون إلى إنستغرام وفيسبوك وتيك توك.

٣. «الترويج»: من المحتمل أن يكون الوعي المحلي بمدونتك منخفضًا. يُمكن للترويج لأعمالك عبر مجموعات فيسبوك المغربية، والصفحات الأدبية، ومجتمعات واتساب أن يُعزز ظهورها.

يشير هذا الرقم إلى «الحاجة إلى بناء جمهور رقمي محلي بشكل نشط»، ربما من خلال شراكات إعلامية، أو مقابلات، أو منشورات ضيوف على منصات مغربية أكثر شعبية.

«التواجد في آسيا والمحيط الهادئ: سنغافورة، هونغ كونغ»

من المثير للاهتمام أن «سنغافورة (174)» و»هونغ كونغ (80)» تأتيان في المرتبة التالية في القائمة. هذا ملحوظ لأن هاتين المنطقتين لا ترتبطان عادةً بكثافة حركة المرور على المحتوى العربي أو الناطق بالفرنسية من شمال إفريقيا. تشمل الاحتمالات العديدة:

- «المجتمعات الأكاديمية والفكرية»: تستضيف كلتا المدينتين جامعات دولية تضم طلابًا وباحثين مهتمين بالدراسات الثقافية، والسياسة الدولية، والأدب.

- «البنية التحتية التقنية»: الإنترنت عالي السرعة والعادات الرقمية المتقدمة في هاتين المدينتين تُتيح للمستخدمين استكشافًا عالميًا. كان من الممكن مشاركة مدونتك في مجتمعات أو منتديات متخصصة.

- «اكتشاف عرضي»: قد تكون بعض الزيارات مرتبطة ببرامج البوت أو عرضية؛ ومع ذلك، فإن اتساق الأرقام (وليس مجرد مشاهدة أو مشاهدتين) يشير إلى تفاعل حقيقي جزئي على الأقل.

هذا يفتح الباب لاستكشاف «الظهور الأكاديمي الدولي»، ربما من خلال وسم منشورات المدونات بكلمات مفتاحية أكاديمية أو إرسال مقالات إلى الأرشيفات الأكاديمية على الإنترنت.

«أوروبا وأمريكا اللاتينية: نطاق محدود ولكنه متنوع»

تُظهر دول أوروبية مثل «أيرلندا (52)» و»السويد (28)» تفاعلًا محدودًا ولكنه متنوع. تشير هذه الأرقام إلى أنه على الرغم من عدم انتشار أعمالك على نطاق واسع في أوروبا بعد، إلا أن أعمالك «بدأت تنتشر في الأوساط الفكرية أو الأدبية الهامشية».

وبالمثل، تُمثل «المكسيك (52)» حالة مثيرة للاهتمام. قد ينتج هذا عن حركة البحث، أو اهتمامات المغتربين، أو التواصل مع القراء الناطقين بالإسبانية المهتمين بتحليلات العالمين المتوسطي والعربي. وقد يشير أيضًا إلى قيمة «استكشاف الترجمات الإسبانية» للمقالات الرئيسية، مما قد يوسع نطاق وصولك في أمريكا اللاتينية وإسبانيا.

«شمال أفريقيا والعالم العربي: حضور منخفض بشكل مفاجئ»

لعل الإحصائية الأكثر دلالة هي «انخفاض عدد الزوار من الجزائر (25)» و»مصر (17)». نظرًا للقرب الثقافي واللغوي، يمكن توقع مشاركة إقليمية أكبر. قد تشمل الأسباب ما يلي:

- «خيارات المنصات»: كما هو الحال في المغرب، غالبًا ما يفضل المستخدمون الإقليميون وسائل التواصل الاجتماعي على المدونات المستقلة.

- «فجوة الوعي»: قد لا تكون مدونتك مرتبطة جيدًا أو مفهرسة على منصات تجميع المحتوى الإقليمية.

- «اللغة والعرض»: قد يحتاج الناطقون باللغة العربية من هذه البلدان إلى جسر أقوى لمحتواك إذا كان معروضًا بالفرنسية أو الإنجليزية.

لجذب جمهور إقليمي أوسع، فكّر في «مساهمات الضيوف في المواقع الأدبية العربية» أو التعاون مع كتاب مصريين وجزائريين.

«الخاتمة والتوصيات الاستراتيجية»

تعكس بيانات الزوار هذه «فرصة قيّمة وتحديًا واضحًا». تُظهر هيمنة الولايات المتحدة أن لعملكم أهمية عالمية محتملة. ومع ذلك، تُبرز الأعداد المنخفضة من المغرب والعالم العربي الحاجة إلى إعادة مواءمة استراتيجية المحتوى مع التوقعات اللغوية والثقافية والمنصاتية الإقليمية.

«التوصيات المستقبلية:»

1. «إضافة ملخصات أو ترجمات » للمقالات الأساسية.

2. «إشراك مجتمعات الشتات» من خلال المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي في مجموعات.

3. «التعاون مع الكُتّاب المغاربة والإقليميين» للترويج المتبادل للمحتوى.

4. «فكّر في فهرسة مدونتك على منصات مثل Medium وAcademia.edu وWattpad»  لزيادة انتشارها.

5. «استخدم الترويج القائم على البيانات»، مثل تحليل شعبية المنشورات لمحاكاة الصيغ الناجحة.

بهذه الخطوات، يمكن لمدونتك أن تتحول من مساحة أدبية متخصصة إلى «منصة حيوية للتبادل الثقافي والفكري».


0 التعليقات: