1
أفتح النافذة لأتنفس الغبار،
فتدخل أصوات لا يعرفها الزمن،
كأنني أبتلع مقابر مهجورة،
وأبصق عصافير من نار.
2
مشيتُ على ظلي فانفجرت تحتي بحيرة،
تساقطت عليّ أقمار عمياء،
فالتقطتُ وجهي من قاع الزرقة،
وأعدتُ ترتيبه على هيئة صرخة.
3
في جيبي ساعة توقفت منذ الولادة،
كلما فتحتها، يخرج طفل يركض عارياً،
يلعب بخيوط العنكبوت،
ثم ينام على كتفي مثل جرح قديم.
4
أنا آخر تمثال نسيه السياسيون في الساحة،
أطير حين ينام الجنود،
وأعود عند الفجر مغطى بالحمام،
كأنني قميص حجارة.
5
شربتُ كوباً من الحبر،
فأصبحت الكلمات تتساقط من عيني،
أكتب بلا ورق ولا يد،
كأني محارة تنزف قصائد.
6
على الطاولة تفاحة مشقوقة إلى نصفين،
نصفها يبتسم، نصفها يئن،
وضعتُ بينهما أصابعي،
فانغلقت عليّ مثل فخ سماوي.
7
أمشي في الصحراء ومعي مرآة،
كلما نظرتُ إليها،
رأيتُ غابة من أصوات زرقاء،
وأشجاراً تحمل وجوه أصدقائي الموتى.
8
فتحتُ صدري فانبعثت موسيقى،
رقصتُ مع ظلي حتى انكسر الضوء،
ثم التقطتُ بقايا الليل،
وخيطتُها بدموعي في جيب قميصي.
9
أجلس على كرسي مصنوع من العدم،
وأكتب على لوح غير موجود،
كل جملة تتحول إلى طائر،
ثم تموت قبل أن تتعلم الطيران.
10
صنعتُ ليلاً من بقايا الصدف،
وألقيتُه فوق سريري،
حين نمتُ، غطاني البحر،
وتركتني الأسماك أتنفس من شقوق حلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق