الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الاثنين، أكتوبر 27، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي

 


فِي المَغْرِبِ، أُسْدِلَ السِّتَارُ عَلَى الدَّوْرَةِ الخَامِسَةِ وَالعِشْرِينَ لِـ «المَهْرَجَانِ الوَطَنِيِّ لِلفِيلْمِ» بِمَدِينَةِ طَنْجَةَ، بَعْدَ أُسْبُوعٍ مِلْيءٍ بِالعُرُوضِ وَالمُنَافَسَةِ. وَقَدْ فَازَ الفِيلْمُ المَغْرِبِيُّ «البَحْرُ البَعِيدُ» لِلمُخْرِجِ سَعِيدٍ حْمِيشٍ بْنِ العَرَبِيِّ بِالجَائِزَةِ الكُبْرَى، فِي دَلِيلٍ وَاضِحٍ عَلَى قُدْرَةِ السِّينِمَا المَغْرِبِيَّةِ عَلَى التَّمَيُّزِ وَالإِبْدَاعِ بَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ التَّجْدِيدِ وَالتَّحَدِّي. وَتَزَامَنَتْ هَذِهِ الدَّوْرَةُ مَعَ دَعْمٍ رَسْمِيٍّ قَدْرُهُ سَبْعَةُ مَلَايِينَ وَنِصْفُ المَلْيُونِ دِرْهَمٍ، فِي إِشَارَةٍ إِلَى اعْتِرَافٍ مُتَزَايِدٍ بِأَهَمِّيَّةِ الصِّنَاعَةِ السِّينِمَائِيَّةِ كَرَافِعَةٍ ثَقَافِيَّةٍ وَاقْتِصَادِيَّةٍ.

وَعَلَى الصَّعِيدِ العَرَبِيِّ، تَتَوَاصَلُ فِي القَاهِرَةِ فَعَالِيَّاتُ «المُهْرَجَانِ وَالمُؤْتَمَرِ لِلمُوسِيقَى العَرَبِيَّةِ» فِي نُسْخَتِهِ الثَّالِثَةِ وَالثَّلَاثِينَ، فِي أَجْوَاءٍ مِلْؤُهَا الإِبْدَاعُ وَالتَّجْدِيدُ. فَقَدْ جَمَعَتِ الحَفَلَاتُ بَيْنَ الكْلَاسِيكِيِّ وَالمُعَاصِرِ، وَأَعَادَتْ قِرَاءَةَ تُرَاثِ أُمِّ كُلْثُومَ وَعَبْدِ الحَلِيمِ وَغَيْرِهِمَا فِي صِيَغٍ شَبَابِيَّةٍ حَدِيثَةٍ، مِمَّا يُؤَكِّدُ أَنَّ القَاهِرَةَ لَا تَزَالُ مَنْبَعًا لِلتَّجْدِيدِ وَالتَّرْبِيَةِ الفَنِّيَّةِ فِي العَالَمِ العَرَبِيِّ.

أَمَّا فِي إِفْرِيقْيَا، فَقَدِ انْطَلَقَ فِي لَاجُوسَ البِينَالِيُّ الفُوتُوغْرَافِيُّ الجَدِيدُ تَحْتَ شِعَارِ «الاعْتِقَالُ وَالحَبْسُ»، مُقَدِّمًا صُوَرًا وَنُصُوصًا بَصَرِيَّةً تُجَسِّدُ قَضَايَا الهُوِيَّةِ وَالمَاضِي وَالمُقَاوَمَةِ. وَقَدْ تَحَوَّلَ الحَدَثُ مِنْ مُهْرَجَانٍ إِلَى بِينَالِيٍّ دَوْلِيٍّ يَجْمَعُ فَنَّانِينَ مِنْ نَايِجِيرِيَا وَجَنُوبِ إِفْرِيقْيَا وَدُوَلٍ أُخْرَى، لِيُقَدِّمَ رُؤًى جَدِيدَةً تَجْعَلُ مِنَ الصُّورَةِ وَثِيقَةً وَرِوَايَةً فِي آنٍ وَاحِدٍ.

وَعَلَى المُسْتَوَى العَالَمِيِّ، تَسْتَعِدُّ مَدِينَةُ فِينِيسْيَا لِخِتَامِ بَيْنَالِي الفُنُونِ بِجَلْسَةٍ مَخْصُوصَةٍ حَوْلَ «الطَّاقَةِ وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ»، فِي مَسْعًى لِفَهْمِ تَأْثِيرِ التِّقْنِيَاتِ الجَدِيدَةِ عَلَى الإِبْدَاعِ وَعَلَى تَوَازُنِ البِيئَةِ وَالفَنِّ. وَيُظْهِرُ هَذَا النِّقَاشُ أَنَّ العُلُومَ وَالفُنُونَ أَصْبَحَتْ تُشَكِّلُ ثُنَائِيَّةً مُتَكَامِلَةً لِرَسْمِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الجَدِيدِ فِي العَصْرِ الرَّقْمِيِّ.

وَفِي مَجَالِ الإِعْلَامِ وَالتِّكْنُولُوجْيَا وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ فِي المَغْرِبِ، أُطْلِقَ بَرْنَامَجٌ وَطَنِيٌّ لِتَدْرِيبِ الأَطْفَالِ عَلَى المَهَارَاتِ الرَّقْمِيَّةِ وَالتَّفْكِيرِ الذَّكِيِّ فِي إِطَارِ «المَغْرِبِ الرَّقْمِيِّ 2030». وَيَهْدِفُ البَرْنَامَجُ إِلَى بِنَاءِ جِيلٍ يَسْتَوْعِبُ أَدَوَاتِ العَصْرِ وَيُسَاهِمُ فِي صِنَاعَةِ مَعْرِفَتِهِ، مِمَّا يُؤَشِّرُ عَلَى دُخُولِ المَغْرِبِ مَرْحَلَةَ السَّيَادَةِ الرَّقْمِيَّةِ وَالمُبَادَرَةِ الإِبْدَاعِيَّةِ.

وَعَرَبِيًّا، أَطْلَقَتِ الإِمَارَاتُ خِدْمَةَ تَرْجَمَةٍ قَضَائِيَّةٍ مُدَعَّمَةٍ بِالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ لِتَذْلِيلِ حَوَاجِزِ اللُّغَةِ فِي المَحَاكِمِ وَالمُؤَسَّسَاتِ العَدْلِيَّةِ. وَتُعْتَبَرُ هَذِهِ الْخُطْوَةُ تَطْبِيقًا عَمَلِيًّا لِلتِّقْنِيَةِ فِي خِدْمَةِ الإِنْسَانِ، وَنَقْلَةً نَوْعِيَّةً نَحْوَ تَحْدِيثِ القَطَاعِ العَدْلِيِّ وَتَيْسِيرِ الإِجْرَاءَاتِ.

وَإِفْرِيقْيَا تَسِيرُ نَحْوَ تَبَنِّي الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ كَأَوْلَوِيَّةٍ إِسْتِرَاتِيجِيَّةٍ بَعْدَ إِعْلَانِ الاِتِّحَادِ الإِفْرِيقِيِّ خُطَّتَهُ فِي هَذَا المَجَالِ، مَعَ سَعْيٍ لِتَعْمِيمِ التَّكْنُولُوجْيَا وَسَدِّ الفَجْوَةِ بَيْنَ الدُّوَلِ المُتَقَدِّمَةِ وَالأُخْرَى الصَّاعِدَةِ. أَمَّا عَلَى الصَّعِيدِ الدُّوَلِيِّ، فَقَدْ أُطْلِقَ مُتَصَفِّحٌ جَدِيدٌ يُسَمَّى «أَطْلَسْ»، يَسْتَعْمِلُ الذَّكَاءَ الِاصْطِنَاعِيَّ لِلتَّصَفُّحِ وَالبَحْثِ وَالتَّخْطِيطِ، مِمَّا يُغَيِّرُ مَفْهُومَ العَلَاقَةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَالمَعْرِفَةِ عَلَى الشَّبَكَةِ.

وَفِي مَجَالِ الأَدَبِ الرَّقْمِيِّ، أَعْلَنَتِ «المَكْتَبَةُ العَرَبِيَّةُ الرَّقْمِيَّةُ» عَنْ بَدْءِ مَشْرُوعٍ كَبِيرٍ لِتَدْرِيبِ النَّاشِرِينَ وَالْمُؤَلِّفِينَ عَلَى حُقُوقِ النَّشْرِ الإِلِكْتِرُونِيِّ، بِالتَّعَاوُنِ مَعَ مَدِينَتَيِ الشَّارِقَةِ وَأَبُو ظَبِي وَالقَاهِرَةِ. وَيَهْدِفُ المَشْرُوعُ إِلَى تَحْقِيقِ نَقْلَةٍ نَوْعِيَّةٍ فِي تَوْطِينِ المَعْرِفَةِ العَرَبِيَّةِ عَلَى الفَضَاءِ الرَّقْمِيِّ.

وَفِي إِفْرِيقْيَا، يُنَظَّمُ «مَهْرَجَانُ الأَدَبِ الإِفْرِيقِيِّ» تَحْتَ شِعَارِ «قِصَصٌ بِلَا حُدُودٍ»، وَيُشَارِكُ فِيهِ كُتَّابٌ مِنْ أَنْغُولا وَنَايِجِيرِيَا وَغَانَا وَغَيْرِهَا، فِي تَجْرِبَةٍ تَسْعَى لِتَجْسِيرِ الفَجْوَةِ بَيْنَ القَارَّةِ وَالعَالَمِ. أَمَّا فِي الأَدَبِ العَالَمِيِّ، فَتَتَّسِعُ قَوَائِمُ الجَوَائِزِ لِنُصُوصٍ تَتَنَاوَلُ الذَّكَاءَ الِاصْطِنَاعِيَّ وَالهُوِيَّةَ الرَّقْمِيَّةَ، مِمَّا يَعْكِسُ وُصُولَ هَذِهِ القَضَايَا إِلَى صُلْبِ التَّجْرِبَةِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالإِبْدَاعِيَّةِ.

خِلَاصَةُ المَشْهَدِ اليَوْمَ تُؤَكِّدُ أَنَّ الثَّقَافَةَ وَالفُنُونَ فِي المَغْرِبِ وَالعَالَمِ العَرَبِيِّ وَالإِفْرِيقِيِّ تَسِيرُ نَحْوَ مَرَاحِلَ جَدِيدَةٍ مِنَ الازْدِهَارِ، وَأَنَّ الإِعْلَامَ وَالتِّكْنُولُوجْيَا وَالذَّكَاءَ الِاصْطِنَاعِيَّ يُعِيدُونَ تَشْكِيلَ العَالَمِ وَصُوَرِ التَّفَاكُرِ الإِنْسَانِيِّ، فِيمَا يُفْتَحُ الأَدَبُ الرَّقْمِيُّ آفَاقًا جَدِيدَةً لِلكِتَابَةِ وَالقِرَاءَةِ وَالحِوَارِ بَيْنَ الثَّقَافَاتِ. وَفِي وَسَطِ هَذَا التَّسَارُعِ، يَبْقَى السُّؤَالُ الأَكْبَرُ: كَيْفَ سَيَكُونُ الإِبْدَاعُ غَدًا فِي عَالَمٍ تَكْتُبُهُ المَكِينَةُ وَيَحْلُمُ بِهِ الإِنْسَانُ؟


0 التعليقات: