الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الجمعة، نوفمبر 28، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي

 


تَشۡهَدُ ٱلسَّاحَةُ ٱلثَّقَافِيَّةُ وَٱلرَّقۡمِيَّةُ ٱلۡيَوۡمَ حَرَكَةً مُتَسَارِعَةً تَتَقَاطَعُ فِيهَا ٱلۡفُنُونُ مَعَ ٱلتِّكۡنُولُوج۪يَا وَٱلصَّحَافَةِ وَٱلۡأَدَبِ ٱلرَّقۡمِيِّ، مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ إِلَى ٱلۡعَالَمِ، فِي مَشۡهَدٍ يُرَسِّخُ أَنَّ ٱلۡإِبۡدَاعَ ٱلۡمُعَاصِرَ لَمۡ يَعُدۡ مَفۡصُولًا عَنِ ٱلذَّكَاءِ ٱلۡإِصۡطِنَاعِيِّ وَٱلرَّقۡمَنَةِ، بَلۡ يُعَاوِدُ تَعۡرِيفَ دَوۡرِ ٱلۡمُبۡدِعِ وَٱلصَّحَافِيِّ وَٱلۡقَارِئِ فِي زَمَنِ ٱلشَّابِكَةِ وَٱلۡبِيَانَاتِ ٱلۡكَبِيرَةِ.

فِي ٱلۡمَغۡرِبِ، يَفۡتَتِحُ مِيلَادُ مَعۡرِضٍ دَوۡلِيٍّ جَدِيدٍ بِجَامِعَةِ ٱلۡقَاضِي عِيَّاض بِمَرَّاكُشَ حَلۡقَةً مُهِمَّةً فِي هٰذَا ٱلۡمَسَارِ، حَيۡثُ يَنْطَلِقُ ٱلۡيَوۡمَ مَعۡرِضُ «إِفۡرِيقِيَا – مَهۡدُ ٱلۡحَيَاةِ» لِيَقۡدَمَ رِحۡلَةً بَصَرِيَّةً وَمَعۡرِفِيَّةً عَبۡرَ تُرَاثِ ٱلۡقَارَّةِ وَحُضُورِهَا ٱلۡمُعَاصِرِ، فِي فَضَاءٍ جَامِعِيٍّ يَمۡزِجُ بَيْنَ ٱلۡبَحۡثِ وَٱلۡمُتۡحَفِ وَمُخۡتَبَرِ ٱلۡفُنُونِ.  وَفِي ٱلۡجِهَةِ ٱلشَّرۡقِيَّةِ لِلۡمَمۡلَكَةِ، تَتَوَاصَلُ مَبَادِرُ ٱلصُّونِ ٱلۡثَّقَافِيِّ لِلۡمُورُوثِ ٱللَّامَادِّيِّ وَدَعۡمِ ٱلشَّبَابِ فِي ٱلصِّنَاعَاتِ ٱلۡمُوسِيقِيَّةِ، فِي مَشَارِيعَ تَضَعُ ٱلۡمُوسِيقَى ٱلشَّعۡبِيَّةَ وَٱلۡهُوِيَّةَ ٱلۡمَحَلِّيَّةَ فِي قَلۡبِ رُؤۡيَةٍ تَّنۡمَوِيَّةٍ جَدِيدَةٍ.  وَبِمُوازَاةِ ذٰلِكَ، يُرَسِّخُ مِهۡرۡجَانُ «فِيزَا فُورْ مُيُوزِيكْ» بِٱلرِّبَاطِ مَكَانَتَهُ كَسُوقٍ فَنِّيَّةٍ وَمِنَصَّةٍ لِتَقَاطُعِ ٱلۡفَنَّانِينَ وَٱلۡمُنۢتِجِينَ وَٱلۡمُدِيرِينَ ٱلۡفَنِّيِّينَ مِنْ إِفۡرِيقِيَا وَٱلشَّرۡقِ ٱلۡأَوۡسَطِ، حَيْثُ تَتَجَاوَرُ ٱلۡحَفَلَاتُ ٱلۡمُوسِيقِيَّةُ مَعَ ٱلنَّقَاشَاتِ حَوۡلَ حُقُوقِ ٱلۡمَلۡكِيَّةِ وَنَمَاذِجِ ٱلۡإِنۡتَاجِ ٱلرَّقۡمِيِّ فِي ٱلۡمُوسِيقَى ٱلۡمُعَاصِرَةِ. 

وَيَزۡدَادُ ٱلۡمَشۡهَدُ ٱلۡمَغۡرِبِيُّ حَيَوِيَّةً مَعَ أُسۡبُوعِ «فَنِّ ٱلرُّقۡمَنَةِ» فِي خُرِيبۡكَةَ وَبِنْ گُرِير، حَيْثُ يَقۡدِمُ مِهۡرۡجَانُ فُنُونِ ٱلرَّقۡمَنَةِ تَجَارِبَ تَّفَاعُلِيَّةً تَسۡتَخۡدِمُ ٱلذَّكَاءَ ٱلۡإِصۡطِنَاعِيَّ وَٱلۡوَاقِعَ ٱلۡمُعَزَّزَ وَٱلۡبِيئَاتِ ٱلۡغَامِرَةَ لِمُسَاءَلَةِ ٱلۡعَلَاقَةِ بَيْنَ ٱلۡإِنۡسَانِ وَٱلۡآلَةِ، فِي تَّجۡرِبَةٍ تَجۡعَلُ ٱلۡفَنَّ ٱلرَّقۡمِيَّ أَقۡرَبَ إِلَى مَخۡتَبَرٍ مَفۡتُوحٍ لِلسَّرۡدِ وَٱلتَّصَوُّرِ ٱلۡمُسۡتَقۡبَلِيِّ.  وَمَعَ خُطَطٍ حُكُومِيَّةٍ جَدِيدَةٍ لِرَفۡعِ ٱلِاسۡتِثۡمَارِ فِي ٱلشَّبَابِ وَٱلثَّقَافَةِ وَٱلۡإِعۡلَامِ، يَبۡدُو أَنَّ ٱلۡمَغۡرِبَ يَرۡسُمُ مَسَارًا يَجۡمَعُ بَيْنَ دَعۡمِ ٱلۡبُنْيَةِ ٱلتَّحۡتِيَّةِ وَرِعَايَةِ ٱلۡمُبۡدِعِين. 

عَرَبِيًّا وَإِفۡرِيقِيًّا، تَتَكَثَّفُ ٱلۡفَعَّالِيَّاتُ ٱلۡمَزۡجِيَّةُ بَيْنَ ٱلۡمَاضِي وَٱلۡحَاضِرِ. فِي ٱلشَّارِقَةِ، يُعِيدُ مِهۡرۡجَانُ ٱلۡفُنُونِ ٱلۡإِسۡلَامِيَّةِ ٱلۡمُتَمَثِّلُ فِي مَعۡرِضِ «مَنَارَاتُ ٱلنُّورِ» تَأۡمُّلَ ٱلۡفَنِّ ٱلرُّوحِيِّ بِعُيُونٍ ضَوۡئِيَّةٍ جَدِيدَةٍ، عَبۡرَ أَعۡمَالٍ تَسۡتَخۡدِمُ ٱلۡخَطَّ وَٱلزَّخۡرَفَ وَتِّقۡنِيَّاتِ ٱلۡإِسۡقَاطِ ٱلرَّقۡمِيِّ فِي فَضَاءٍ وَاحِدٍ.  وَفِي ٱلدِّرۡعِيَّةِ بِٱلسُّعُودِيَّةِ، يَخۡلُقُ مَوۡسِمُ ٱلدِّرۡعِيَّةِ لِلسَّرۡدِ جَوًّا حَيًّا لِسَرۡدِ ٱلۡحِكَايَاتِ فِي حَيٍّ تَّارِيخِيٍّ، حَيْثُ تَتَقَاطَعُ أَصۡوَاتُ ٱلرُّوَاةِ مَعَ وَرَشِ ٱلۡكِتَابَةِ وَعُرُوضِ ٱلۡأَطۡفَالِ، فِي تَّكَةٍ تَّقۡرِيبِيَّةٍ بَيْنَ ٱلۡجِيلِ ٱلرَّقۡمِيِّ وَتُّرَاثِ ٱلۡحَكَّاءِ ٱلۡعَرَبِيِّ.  وَفِي ٱلإمَارَاتِ أَيْضًا، يُثِيرُ ٱلتَّحۡلِيلُ ٱلصَّحَفِيُّ حَوۡلَ نُمُوِّ ٱلۡمَشۡهَدِ ٱلثَّقَافِيِّ فِي أَبُو ظَبۡي وَدُبَي وَٱلشَّارِقَةِ ٱلۡاِنۡتِبَاهَ إِلَى كَيْفِيَّةِ تَحَوُّلِ ٱلۡمُتَاحِفِ وَصَالَاتِ ٱلۡعَرۡضِ إِلَى فَوَاعِلَ إِقۡلِيمِيَّةٍ فِي صُنۢعِ ٱلسِّيَاسَاتِ ٱلثَّقَافِيَّةِ وَٱلشَّرَاكَاتِ ٱلۡدَّوۡلِيَّةِ.  وَفِي إِفۡرِيقِيَا ٱلۡجَنُوبِيَّةِ، يَسۡتَعِدُّ مِهۡرۡجَانُ «مَارُوبِينغ» لِلۡفُنُونِ وَٱلثَّقَافَةِ لِٱسۡتِقۡبَالِ جُمْهُورٍ يَرۡبِطُ بَيْنَ ٱلسِّيَاحَةِ ٱلثَّقَافِيَّةِ وَعُرُوضِ ٱلۡمُوسِيقَى وَٱلۡفُنُونِ ٱلتَّشۡكِيلِيَّةِ فِي مَوۡقِعٍ أَثَرِيٍّ يَسۡتَحۡضِرُ أَيْضًا سُؤَالَ ٱلۡهُوِيَّةِ ٱلْإِفۡرِيقِيَّةِ فِي عَصۡرِ ٱلۡعَوۡلَمَةِ. وَعَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلدَّوۡلِيِّ، تَتَوَالَى قَوَائِمُ ٱلۡمَعَارِضِ ٱلۡكُبۡرَى فِي نُيُويُورْك وَشَانۡغَهَاي وَغُوَاتِيمَالَا وَإِدِنۡبُورَة، مِمَّا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلۡفَنَّ ٱلْمُعَاصِرَ أَصۡبَحَ يَعۡبُرُ ٱلْقَارَّاتِ بِسُرْعَةِ ٱلۡبِيَانَاتِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ نَفۡسِهَا. 

أَمَّا فِي مَجَالِ ٱلصَّحَافَةِ وَٱلإِعۡلَامِ وَٱلتِّكۡنُولُوجِيَا فِي ٱلۡمَغۡرِبِ، فَٱلۡيَوۡمَ يَبۡدُو أَنَّ ٱلۡخَبَرَ ٱلرَّقۡمِيَّ أَصۡبَحَ هُوَ ٱلۡخَبَرَ ٱلْآمّ. فَقَانُونُ «دِيجِيتَالْ إِكْسْ ٠» ٱلۡجَدِيدُ يَضَعُ إِطَارًا تَشۡرِيعِيًّا لِدَمۡجِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ وَحُكۡمِ ٱلۡبَيَانَاتِ وَٱلْهُوِيَّةِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ فِي ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلۡعَامَّةِ وَٱلخَاصَّةِ، فِي وُجۡهَةٍ تُرِيدُ لِـ«ٱلْمَغۡرِبِ ٱلرَّقۡمِيِّ ٢٠٣٠» أَنْ يَكُونَ فَاعِلًا إِقۡلِيمِيًّا فِي مَجَالِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْمُوثُوقِ وَأَمۡنِ ٱلْمَعۡلُومَاتِ.  وَيَتِمُّ تَعۡزِيزُ هٰذِهِ ٱلرُّؤۡيَةِ بِمَشَارِيعَ ضَخۡمَةٍ لِلْبُنۡيَةِ ٱلتَّحۡتِيَّةِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ، مِنْ خُطَّةِ ٱلسَّحَابِ ٱلرَّقۡمِيِّ ٢٠٢٥–٢٠٣٠ إِلَى مَرْكَزِ بَيَانَاتٍ عِمۡلَاقٍ فِي ٱلدَّخْلَةِ، فَضْلًا عَنْ إِطۡلَاقِ شَبَكَاتِ ٥چ فِي ٱلرَّبَطِ وَكَتِيرٍ مِنَ ٱلْمُدُنِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ، مِمَّا يَفۡتَحُ آفَاقًا جَدِيدَةً لِلۡمُحْتَوَى ٱلصَّحَافِيِّ ٱلۡمُتَعَدِّدِ ٱلْوَسَائِطِ وَٱلۡبَثِّ ٱلرَّقۡمِيِّ.   وَفِي ٱلۡوَقۡتِ نَفۡسِهِ، تَنْطَلِقُ بَرَامِجُ وَطَنِيَّةٌ لِتَدۡرِيبِ ٱلْأَطۡفَالِ عَلَى ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ وَٱلْمَهَارَاتِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ فِي أَكۡثَرَ مِنْ مَدِينَةٍ، فِي رِهَانٍ مُبَكِّرٍ عَلَى جِيلٍ يُتۡقِنُ لُغَةَ ٱلخَوَارِزۡمِيَّاتِ كَمَا يُتۡقِنُ لُغَةَ ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلْكِتَابَةِ. وَتُوَاكِبُ هٰذِهِ ٱلْحَرَكَةَ مُؤۡتَمَرَاتٌ عِلۡمِيَّةٌ مِثْلَ مُؤۡتَمَرِ «إِنْتِيسْ ٢٠٢٥» وَمُؤۡتَمَرِ ٱلرِّيَاضِيَّاتِ وَٱلذَّكَاءِ ٱلۡإِصۡطِنَاعِيِّ بِٱلْمُحَمَّدِيَّةِ، حَيْثُ يَجۡتَمِعُ ٱلْبَاحِثُونَ وَٱلْمُهۡنِيُّونَ لِمُنَاقَشَةِ أَثَرِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ فِي كُلٍّ مِنَ ٱلصَّحَافَةِ وَٱلصِّحَّةِ وَٱلْخِدْمَاتِ ٱلْعَامَّةِ. 

عَلَى مُسۡتَوَى ٱلْعَالَمِ ٱلْعَرَبِيِّ وَإِفۡرِيقِيَا، يَتَّسِعُ نِقَاشُ ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ فِي ٱلْإِعۡلَامِ وَٱلصَّحَافَةِ. فَفِي دُبَي، يُشَكِّلُ «مُنۢتَدَى ٱلصَّحَافَةِ بِٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ» وَمُنۢتَدَى «ٱلصِّحَافَةِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ» نُقۡطَةَ تِّقَاطُعٍ بَيْنَ ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلْإِعۡلَامِيَّةِ وَشَرِكَاتِ ٱلتِّكۡنُولُوجِيَا وَخُبَرَاءِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ، فِي بَحۡثٍ عَنْ نَمَاذِجَ جَدِيدَةٍ لِلْإِنْتَاجِ ٱلصَّحَافِيِّ ٱلْمُؤَتۡمَتِ وَرِقَابَتِهِ أَخۡلَاقِيًّا وَقَانُونِيًّا.  وَفِي إِفۡرِيقِيَا، تُطۡلِقُ مَبَادِرُ إِقۡلِيمِيَّةٌ مِثْلَ مَجْلِسِ إِفۡرِيقِيَا لِلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ وَقِمَّةِ «كُوتُونُو» لِلرَّقۡمَنَةِ تَعَهُّدَاتٍ سِيَاسِيَّةً بِجَعۡلِ سَنَةِ ٢٠٢٥ مَحْطَّةً فَارِقَةً فِي مَسَارِ ٱلرَّقۡمَنَةِ وَحُكۡمِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ فِي ٱلۡقَارَّةِ، مَعَ ٱلتَّرۡكِيزِ عَلَى مَبَادِئِ ٱلسِّيَادَةِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ وَحِمَايَةِ ٱلْمُجْتَمَعَاتِ مِنْ خُطُورَةِ ٱلْمَعۡلُومَاتِ ٱلْمُضَلِّلَةِ.  وَتُرَافِقُ هٰذَا ٱلْمَسَارَ مَبَادِرُ تَّعۡلِيمِيَّةٌ فِي كِينْيَا وَغَانَا لِإِدۡخَالِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ فِي ٱلْمَنَاهِجِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ وَتَّدۡرِيبِ ٱلْمُوَظَّفِينَ ٱلْعَامِّينَ عَلَى حُكۡمِهِ، مَعَ إِطۡلَاقِ مَبَادَرَةٍ إِمَارَاتِيَّةٍ بِقِيمَةِ مِلۡيَارِ دُولَارٍ لِدَعۡمِ ٱلْبُنْيَةِ ٱلتَّحۡتِيَّةِ لِلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ فِي إِفۡرِيقِيَا، فِي رِهَانٍ عَلَى أَنْ يَكُونَ ٱلذَّكَاءُ ٱلْإِصۡطِنَاعِيُّ أَدَاةَ تَّنۡمِيَةٍ لَا أَدَاةَ هَيْمِنَةٍ جَدِيدَةٍ. وَفِي ٱلْخَلۡفِيَّةِ، تَتَصَاعَدُ ٱلنِّقَاشَاتُ ٱلدَّوۡلِيَّةُ حَوۡلَ كَيْفِيَّةِ تَغَيُّرِ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَ ٱلصَّحَافِيِّ وَٱلْجُمْهُورِ مَعَ ظُهُورِ ٱلْمُلَخَّصَاتِ ٱلذَّكِيَّةِ وَٱلْبَوَّابَاتِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُ ٱلْخَبَرَ مُجَهَّزًا قَبۡلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَوَاقِعِ ٱلصَّحَافَةِ نَفۡسِهَا، فِي تَّحَذِيرٍ مِنْ تَآكُلِ رَابِطَةِ ٱلثِّقَةِ بَيْنَ ٱلصَّحَافَةِ وَٱلْمُجْتَمَعِ. 

وَفِي ظِلِّ هٰذِهِ ٱلرَّقۡمَنَةِ ٱلشَّامِلَةِ، يَبۡرُزُ ٱلْأَدَبُ ٱلرَّقۡمِيُّ كَمَخۡتَبَرٍ مَفْتُوحٍ لِلتَّجۡرِبَةِ. فَدِرَاسَاتٌ أَكادِيمِيَّةٌ حَدِيثَةٌ حَوۡلَ مَوَاقِفِ ٱلطُّلَّابِ ٱلْعَرَبِ مِنَ ٱلْأَدَبِ ٱلرَّقۡمِيِّ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ شَرَائِحَ وَاسِعَةً مِنَ ٱلْجِيلِ ٱلْجَامِعِيِّ تَعۡتَبِرُ إِدۡخَالَ ٱلنُّصُوصِ ٱلتَّفَاعُلِيَّةِ وَٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُتَعَدِّدَةِ ٱلْوَسَائِطِ فِي ٱلْمَقَارِيرِ ٱلْجَامِعِيَّةِ «ضَرُورَةً عِلۡمِيَّةً»، وَأَنَّ غِيَابَهَا يُفۡقِدُ ٱلْمُنَاهِجَ قُدۡرَتَهَا عَلَى مُوَاكَبَةِ ٱلْوَاقِعِ ٱلرَّقۡمِيِّ ٱلَّذِي يَعِيشُونَهُ.   وَمِنْ جِهَةٍ أُخۡرَى، يُسَاهِمُ مَشْرُوعٌ بَحۡثِيٌّ حَوۡلَ «ٱلْأُسْطُورَةِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ وَٱلْأَدَبِ ٱلْعَرَبِيِّ» فِي بِنَاءِ أَرْشِيفٍ رَّقۡمِيٍّ لِمُتَابَعَةِ حُضُورِ ٱلْمِيثُولُوجْيَا ٱلْيُونَانِيَّةِ فِي ٱلرِّوَايَةِ وَٱلشِّعۡرِ ٱلْعَرَبِيَّيۡنِ ٱلْمُعَاصِرَيْنِ، فِي نَمُوذَجٍ يَجۡمَعُ بَيْنَ أَدَوَاتِ ٱلْأَرْشَفَةِ وَتَّحۡلِيلِ ٱلْبَيَانَاتِ وَالدِّرَاسَةِ ٱلدَّلَالِيَّةِ لِلنُّصُوصِ.  وَفِي أُفُقٍ أَشۡمَلَ، تَدۡفَعُ مَبَادِرُ «ٱلْأَدَبِ ٱلْعَرَبِيِّ وَٱلْعَالَمِ» نَحۡوَ بِنَاءِ مَنَصَّاتٍ رَّقۡمِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةِ ٱللُّغَاتِ تُتِيحُ وُصُولًا تَّفَاعُلِيًّا إِلَى ٱلنُّصُوصِ ٱلْكْلَاسِيكِيَّةِ وَٱلْمُعَاصِرَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، وَتَدۡعُو إِلَى لِقَاءَاتٍ أَدَبِيَّةٍ دَوۡلِيَّةٍ يُشَارِكُ فِيهَا ٱلْكُتَّابُ ٱلْعَرَبُ مِنْ مَوۡقِعِ ٱلشَّرِيكِ ٱلْمُسَاهِمِ لَا مِنْ مَوۡقِعِ ٱلطَّرَفِ ٱلْهَامِشِيِّ. وَعَلَى ٱلصَّعِيدَيْنِ ٱلْإِفۡرِيقِيِّ وَٱلْعَالَمِيِّ، يَتَشَابَكُ ٱلْأَدَبُ ٱلرَّقۡمِيُّ مَعَ مَهۡرَجَانَاتِ ٱلْفُنُونِ ٱلرَّقۡمِيَّةِ ٱلَّتِي تُجَرِّبُ ٱلسَّرۡدَ فِي بِيئَاتِ ٱلْوَاقِعِ ٱلْمُعَزَّزِ وَٱلْمَحَاكَاةِ ٱلْغَامِرَةِ، مِمَّا يَجۡعَلُ ٱلْقَارِئَ يَتَنَقَّلُ مِنْ صَفْحَةٍ إِلَى شَاشَةٍ إِلَى فَضَاءٍ سَمَاعِيٍّ بَصَرِيٍّ فِي ٱلتَّجۡرِبَةِ نَفۡسِهَا. 

فِي ٱلْخِتَامِ، يُبۡدِي مَشۡهَدُ ٱلْيَوۡمِ أَنَّ مَا يَحۡدُثُ فِي قَاعَةِ عَرۡضٍ بِمَرَّاكُشَ أَوْ مِهۡرۡجَانٍ فَنِّيٍّ فِي ٱلرِّبَاطِ أَوْ مَؤۡتَمَرٍ لِلذَّكَاءِ ٱلْإِصۡطِنَاعِيِّ فِي ٱلْمُحَمَّدِيَّةِ لَيْسَ مَعْزُولًا عَمَّا يَجۡرِي فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْعَرَبِيِّ وَإِفۡرِيقِيَا وَٱلْعَالَمِ كُلِّهِ؛ فَٱلثَّقَافَةُ وَٱلْفُنُونُ وَٱلصَّحَافَةُ وَٱلْأَدَبُ ٱلرَّقۡمِيُّ تَتَرَابَطُ ٱلْيَوۡمَ فِي شَبَكَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ ٱلْبِيَانَاتِ وَٱلرِّوَايَاتِ وَٱلتَّقَنِيَّاتِ. وَيَبۡدُو أَنَّ ٱلْمَغۡرِبَ، بِمَا يُطْلِقُهُ مِنْ مَبَادِرَ فِي ٱلتُّرَاثِ وَٱلرَّقۡمَنَةِ وَٱلتَّعۡلِيمِ وَٱلْفُنُونِ، يَتَمَوۡضَعُ كَحَلۡقَةٍ جَسْرِيَّةٍ بَيْنَ إِفۡرِيقِيَا وَٱلْعَالَمِ ٱلْعَرَبِيِّ وَٱلْفَضَاءِ ٱلدَّوۡلِيِّ، فِي اِنۡفِتَاحٍ يَجۡعَلُ ٱلْقَارِئَ وَٱلْمُشَاهِدَ وَٱلْمُتَلَقِّي شَرِيكًا فِي صُنۢعِ ٱلۡقِصَّةِ، لَا مُسْتَهْلِكًا سِلۡبِيًّا لَهَا.


0 التعليقات: