مقدّمة : صدر كتاب Cyberculture عام 1997 بفرنسا بعنوان «Ciberculture : Rapport au Conseil de l’Europe»، ثم تُرجم إلى الإنجليزية ضمن سلسلة «Electronic Mediations». chasse-aux-livres.fr+4antroporecursos.files.wordpress.com+4amazon.com+4
في هذا العمل، يحاول بيار ليفي تقديم تصور شامل لثقافة ما بعد الرقمية أو ما يسميه «الثقافة السيبرية/السيبر-ثقافة» (cyberculture) بقياسها على التحولات التكنولوجية والاجتماعية والمعرفية التي رافقت شبكة الإنترنت والفضاءات الافتراضية. amazon.com+1
يبني ليفي رؤيته على فكرة أن البُنى المعرفية والمجتمعية تغيّرت جذرياً بفعل تقنية الاتصال الرقمية، وأن ما يحدث ليس مجرد تطور تقني بل تغيّر ثقافي/أنطروبولوجي. persee.fr+1
لذلك، يُعدّ الكتاب محاولة لتأمّل فلسفي ومعرفي في ما تعنيه شبكة الاتصال الرقمية وما تداعياتها على المعرفة، التعليم، الفن، المدينة، والمجتمع.
المحاور الرئيسية
يمكن تلخيص أبرز المحاور التي يعالجها ليفي في الكتاب كما يلي:
-
مفهوم «السيبر-فضاء» (cyberspace) والثقافة السيبرية
ليفي يعمد إلى تحليل ما يفوق البُعد التقني للشبكة؛ فالـ«فضاء السيبر» ليس مجرد بنية تحتية بل فضاء معرفيّ وثقافيّ يُشكّـل «العلاقات بين البشر، والكمبيوتر، والاتصالات». وهذه الثقافة السيبرية تحمل معها إمكانات جديدة للمعرفة والمشاركة الجماعية. antroporecursos.files.wordpress.com+1
كما يؤكّد أن استخدام التقنية ليس محايداً: «التقنية ليست بالحتمية، لكنها شرط أو مكوّن يُتيح ويُقيّد في الوقت نفسه». persee.fr+1 -
المعرفة، التعليم، والذكاء الجماعي
أحد محاور ليفي الأساسية هو فكرة «الذكاء الجماعي» (collective intelligence) — وهي فكرة سبق أن طرحها في كتابه قبل هذا العمل. فالتكنولوجيا الرقمية تتيح توزيع المعرفة، تشاركها، وتنميتها عبر المجتمعات الافتراضية. Wikipédia+2antroporecursos.files.wordpress.com+2
في Cyberculture، يعرض كيف أن التعليم والتدريب والتعلّم تتغيّر جذرياً في سياق السيبر-فضاء، إذ يصبح التعليم أقل هرميّة وأكثر تفاعليّة، والمعرفة أقل محصورة. antroporecursos.files.wordpress.com+1 -
الفنون، وسائل الإعلام، والتفاعل
يناقش ليفي تغيّر شكل الفن والإعلام بفعل التحول الرقمي: من الوسائط التقليدية إلى الوسائط القائمة على الحاسب، الشبكة، الواقع الافتراضي، والتفاعل. amazon.com+1
كما يناقش التفاعل (interactivity) باعتباره علامة مميزة للثقافة السيبرية، لكنّه يُحذّر من تبسيطه باعتباره مجرد «رد فعل»، ويطرح أن التفاعل هو إعادة تصور للمعلومة والتواصل. Wikipédia+1 -
المدينة، الإقليم، والتغيّرات المجتمعية
لا يقتصر اهتمام ليفي على الفضاء الافتراضي فحسب؛ بل يربط بين التحولات الرقمية وبين تغيّرات المدينة، الإقليم، تنظيم المجتمع، والاقتصاد المعرفي. في هذا السياق، يرى أن الثقافة السيبرية تستدعي «إعادة تصميم» المدينة والمجتمع من جهة، وإعادة التفكير في ما تعنيه «الفضاء» و«المعيش المشترك». antroporecursos.files.wordpress.com+1 -
قضايا الإقصاء، الثقافة، والتنوّع
رغم تفاؤله إلى حد ما، فإن ليفي لا يغلق عينيه على مخاطر الإقصاء الاجتماعي والمعرفي التي قد ترافق الثورة الرقمية: فالفجوة الرقمية والتفاوت في الولوج إلى التقنية والمعرفة قد تؤدي إلى تهميش شرائح. persee.fr+1
تحليل نقدي من منظورك ككاتب مهتم بالتحولات والموروثات الثقافية
من منظورك ككاتب يهتم بتحولات ثقافية، سردية، وذاكرة — يمكن التنويه إلى ما يلي:
نقاط القوة
-
يمنح الكتاب رؤية متكاملة تربط التقنية بالثقافة والمعرفة والمجتمع، وهو ما يسمح لك، كمبدع، بربط مفاهيمك السردية (مثلاً في روايتك عن الهوية، الذاكرة، التحوّل) بخلفية فكرية رقمية حديثة.
-
لغة ليفي واضحة إلى حدّ ما، وتقديمه للمفاهيم ليس جامداً بل فيه ما يشجّع على التأمّل: مثلاً فكرة أن الحركة نحو التواصل الجماعي لا تحمل بالضرورة «محتوى نهائي»، بل شكل تواصل مفتوحًا. persee.fr+1
-
قدرة الكتاب على إثارة تساؤلات حول ما بعد التقنية: كيف سيبدو العالم حين يصبح التواصل والمعرفة موزّعة، وكيف تتغيّر علاقة الفرد بالمجتمع وبالمعلومة.
نقاط الضعف أو الملاحظة النقدية
-
رغم شمولية الطرح، بعض الفقرات تميل إلى التفاؤل أو الإعلانيّة حول إمكانات التقنية، ربما دون تحليل كافٍ للتناقضات أو الجوانب السلبية العميقة. مثلاً، الاستخدام التجاري الشامل أو التحكم المؤسس في الشبكات أقل حضوراً بالتحليل.
-
التركيز غالباً على البُعد الغربي/الشبكي قد يجعله أقل ارتباطاً بواقعنا في المغرب أو العالم العربي، حيث تُختلف بنيات الولوج إلى التقنية والمعرفة. لذا، كمبدع مغربي، قد تحتاج إلى ترميم هذا المقام بالسيناريوهات المحلية — أي كيف تتشظّى فكرة «الثقافة السيبرية» في إطار التفاوت، اللغات، البنى التقليدية، خصوصاً في المجتمعات التي تملك تراثاً غير رقميّ أو ذا طابع حضاري مغاير.
-
بعض المفاهيم تحتاج إلى تحديث: الكتاب صدر في التسعينات، والعالم الرقمي تغيّر بشكل كبير (شبكات التواصل الاجتماعي، الهواتف الذكية، الاقتصاد الرقمي، الذكاء الاصطناعي) — لذا قراءة الكتاب اليوم تستدعي تأمّلاً في ما تغيّر وما لم يتغيّر.
ختام: كيف يمكن أن يستفيد منك ككاتب؟
كونك كاتباً مهتماً بتحولات الهوية، الذاكرة، والبُنى السردية — إليك بعض الأفكار التي يمكن أن تستوحى من هذا الكتاب:
-
يمكنك أن تتخيّل في روايتك مثلاً كيف تدخل «الثقافة السيبرية» ضمن سردية بطلك الذي ينتقل من المغرب إلى باريس، ومن هناك ربما إلى فضاءات رقمية أو تواصل معرفي رقمي، فتتداخل شبكات المعرفة بالهوية الترابية.
-
تحوّل مفهوم «الذاكرة» التي تناقشها أنت (ككاتب للرواية التي تتناول تاريخ الاسترقاق، الترحيل، الجسد…) يمكن ربطه بفكرة ليفي عن تنظيم المعرفة في الفضاء السيبراني: كيف تُخزّن الذاكرة الرقمية، كيف يُعاد تشكيلها في الشبكة، وما دلالتها للهوية الفردية والجماعية.
-
يمكنك أن تستثمر النقد الذي يطرحه ليفي حول التفاوت/الإقصاء وتُضمّنه ضمن شخصياتك: بطل من جنوب المغرب يدخل فضاء السيبر ثم يصطدم بحاجز التقنيات أو بواقعه «التقليدي» أو التفاوت الرقمي.
-
أخيراً، يمكنك استخدام مصطلحات ليفي (مثل «الذكاء الجماعي»، «السيبر-فضاء»، «التفاعل المعرفي») كخلفية فلسفية أو مضمونية لروايتك، بحيث تعطيها بعداً تأمّلياً وثقافياً يجعلها أكثر غنى.







0 التعليقات:
إرسال تعليق