حوارمع جريدة المنعطف بمناسبة الدخول الثقافي الجديد
حوارات الموسم الجديد على باب معالي الدخول الثقافي و الفني نسأل..
عبده حقي كاتب قاص وروائي ومديرتحريرموقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة
يتميز شتنبر من كل سنة بحركة غير إعتيادية، تتجلى في بداية موسم جديد، نسميه بالدخول السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي. لكننا اليوم نعيد طرح سؤال قديم جديد ، هل نستطيع الحديث عن دخول فني و ثقافي؟، و هل هناك ملامح وجه يستطيع أن يستفيق في بداية الموسم و ينفض عنه كسل العطلة و يستعد لبقية الموسم؟
أظننا من خلال السنوات التي مرت، كنا نحاول أن نقارب هذا السؤال بإجابات محددة، و ننطلق من إفتتاح الموسم المسرحي ، المرتبط أساسا بالدعم، لكن هذا الدعم صار غير منتظم لا في الزمان و لا في الدفوعات المالية و بالتالي تأخر العروض المسرحية. و بخلاف المسرح لم يكن للكتاب و لا للموسيقى و لا للتشكيل أي دخول، اللهم الدخول في عباءة الدخول الجماعي و إعتبار معرض تشكيلي أو إصدار كتاب أو إطلاق أغنية نوعا من الدخول. لكن الحقيقة أننا اليوم نقف في مفترق الطرق، نتأمل ذات اليمين و ذات اليسار، لا نجد سوى الترقب الذي صار سيد اللحظات الفنية و الثقافية.
أمام هذا الجدال نفتح في المنعطف ، سلسلة حوارات يومية مع مثقفين و فنانين و نقاد و كتاب ، نقارب من خلالها الرأي العام الثقافي و الفني و ما يمكن أن نخرج به من خلاصات أساسية و أحكام عامة تشمل مشهدنا الثقافي و الفني، و طبعا بحثا عن بعض الإجابات و الحلول الممكنة.
1* إنتهت العطلة و بدأ الموسم هل من زاد لهذه السنة ؟
ـــ شكرا على الدعوة الكريمة . طبعا لولا الزاد الذي نغامر في الكثيرمن الأحايين للمراهنة عليه في مستقبل غامض وأحيانا يكون زادا تأتي به الظروف الثقافية والفنية الطارئة لما تشبثنا بهذا الإصرارفي الحضورمنذ ست سنوات ، ما يعني أن العجلة الثقافية والفنية تدور في هذا الوطن الحبيب بالرغم من الإكراهات والمعيقات الذاتية والموضوعية فهي تدورعلى كل حال حتى بالقليل من الزاد.
2* عندما نتحدث عن الدخول السياسي نعلم أن هناك ملامح لهذا الدخول ماذا عن الدخول الثقافي و الفني؟
ـــ مع الأسف في رأيي الخاص ليست هناك أجندات فنية وثقافية وهي على هزالها وفقرها تبقى معلقة وفي مهب الرياح التي لاتشتهيها سفن الفن والثقافة بشكل عام .
فيما يخص مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة الإلكترونية فقد دشنا الدخول الثقافي لهذه السنة بإنجازأنطلوجيا للقصة القصيرة المغربية ومن دون شك أنها ستكون أول أنطلوجيا تصدر في كتاب إلكتروني وتضم أشهررواد القصة في المغرب كالقاص مبارك ربيع وإدريس الصغير ومصطفى يعلى ومصطفى لغتيري وعبدالعزيزالراشدي وعبدالمجيد الهواس وغيرهم . وفي إطار مواصلتها لطرح ملفات للنقاش في مختلف قضايا الشأن الثقافي فقد دشنا كذلك هذا الدخول بإعداد ملف حول موضوع "هل مازالت هناك جدوى لدورالنخب المثقفة والسياسية في المجتمعات العربية ؟ " والذي يشارك فيه العديد من ألمع المفكرين المغاربة والعرب مثل : السيد نجم ونبيل عودة وفاروق مواسي وأحمد أبومطروغيرهم وأخيرا سنقوم بإصداركتاب ورقي وإلكتروني خاص بكل الحوارات التي أنجزناها منذ الإنطلاقة سنة 2006.
3* في رأيك لماذا يغيب المشهد الثقافي الفني عن أجندة شتنبر؟
ـــ مع الأسف هذا هوالسؤال القديم الجديد . نتحدث بعد كل إجازة صيف عن أبواب الدخول (السياسية والثقافية والإجتماعية و الرياضي و و ) من دون التفكير قبل إقفال الموسم الفارط بتسطيرأجندة واقعية وعقلانية طموحة وقابلة للتنفيذ تراهن بالأساس على تجاوز ماهو كائن إلى الممكن من المستحيل .شاهدت بالأمس مثلا تقريرا على قناة "الحرة" عن المعرض الدولي للكتاب بواشنطن واندهشت حقا لطوابيرالمئات من القراء الذين أتعبوا الكتاب بتوقيعاتهم وعن العشرات من موائد النقاش والنقد هنا وهناك والعشرات من فضاءات القراءة والمئات من الأطفال المبتهجين بزيارة الأروقة . طبعا لامقارنة مع وجود الفارق بيننا وبين و م أ .فمتى يتحقق هذا الأمل لأن معارض الكتب عندنا تبقى مساحات للمشي والتجوال أكثرمنها فضاءات لتصريف كل آليات القراءة والإقراء والنقد .
4* هل نستطيع لوم المثقفين و الفنانين عن غيابهم أم أن الامر يتجاوزهم؟
ـــ أخشى أن أقول أن الوضع الثقافي والفني ببلادنا قد أصيب بداء العقليات الرمادية واستشراء شعور عارم بالإحباط وتناسل مخلوقات جديدة من أعداء النجاح بالرغم من هذا المشهد الثقافي الذي يوهم بالحركية والدينامية في كل جهات الوطن سواء بدعم من الوزارة الوصية على ضحالته أو عبر التمويل الذاتي . فهل عقد مناظرة وطنية حول الثقافة المغربية هذا العام سيكون كفيلا برسم معالم سياسة جديدة وحديثة للقطاع الثقافي تستوعب كل الطيف المغربي وتلبي إنتظارات كل الفاعلين من فنانين ومثقفين ومنتجين ؟ أتمنى ذلك .
5* ماذا عن الهيآت الثقافية و الفنية من إتحادات و بيوت و نقابات و جمعيات هل تتوفر على برنامج واضح و مسطر قبلا ليكون الموسم متحركا متفاعلا و فاعلا؟
ـــ لست أدري ولا علم لي إطلاقا بآليات إشتغال هذه الهيآت وكيف تسطر برامجها السنوية وفق مرجعياتها ومراميها وإمكانياتها ومهما يكن من أمرفإن أية جمعية أو منظمة أوإتحاد لن ينجح إطلاقا في الوفاء بأهدافه الثقافية إذا ماكانت تعوزه الوسائل المالية واللوجسيتية والبشرية وقبل هذا وذاك دعم الجهات المسؤولة سواء منها المحلية أو الوطنية أوحتى الدولية .يجب إذن على هذه الجمعيات أن ترتقي أكثربأسلوب تدبيرأنشطتها بشكل عقلاني علمي بعيدا عن عقلية الإنتهازية والذاتية والتخطيط المفخخ.
6* كل سنة نسمع عن إفتتاح الموسم المسرحي لكن مباشرة بعد العروض الاولى التي تسمد من الموسم المنصرم يدخل أبو الفنون المغربي في سبات إضطراري هل للمسرحين دور في ذلك أم أن المسألة بيد الوزارة الوصية؟
ـــ سيدي دعني أحيلك على الحوار الأخير الذي أجريته مع أحد أعلام المسرح المغربي إنه الدكتور عبدالكريم برشيد فلربما تجد فيه الجواب الشافي وأعتقد أن جريدتكم الغراء قد نشرته في شهر رمضان الفارط يقول عبدالكريم برشيد :الساحة المسرحية المغربية اليوم، تعرف حروبا وتكتلات وتحالفات ومؤامرات، فإن أسباب كل هذا ترجع كلها إلى لعنة الدعم، فلا حد أصبح يختلف معك فكريا، ولا حد عنده رأي مخالف يواجهك به، ولا أحد يمكن أن يفكر في أي شيء من غير الدعم.وبهذه المناسبة فأنا من خلال منبركم أوجه هذا النداء إلى كل الجهات التي التي يهمها الشأن الثقافي ببلادنا إلى التفكيرالعاجل في إنقاذ العشرات من دورالسينما التي تتساقط يوما بعد يوم والتفكيرفي تحويلها إلى فضاءات تثقيفية سمعية بصرية وركحية فما أحوجنا اليوم إلى ذلك في ظل مايهدد كياننا من ظلامية وعنف وتهديد لمقومات الهوية الوطنية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق