الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، مايو 18، 2016

ثرثرة فوق النت : عبده حقي

ثرثرة فوق النت : عبده حقي
بعد أن أفرد برنامج "ليالي الأنس" الذي يقدمه الإعلامي القدير حميد النقراشي بإذاعة طنجة على الأمواج الوطنية ليلة كل خميس صبيحة الجمعة 13 ماي 2016 إبتداءا من الساعة الثانية
عشر والنصف ليلا أقول بعد أن أفرد مشكورا حلقة كاملة حول تجربتي الأدبية والإعلامية الرقمية على مدى أربعة عقود بمشاركة الأصدقاء الجميلين الأعزاء الدكتور إدريس كثير والدكتور بوجمعة العوفي والقاص والروائي والمترجم عبدالنبي كوارة واعتذار الفريق التقني في الإذاعة لضيق الفسحة الزمنية في آخر لحظة عن الإتصال بأصدقاء آخرين مثل الدكتور عياد أبلال أقول بعد إنتهاء الحلقة لم يهدأ هاتفي عن الرنين للتنويه بهذا المسار المتواضع منذ أواسط السبعينات والتحفيز على مواصلة هذه التجربة بكل إصرار فيما تساءل البعض الآخر عن الوضع الإعتباري والموضوعي لمجلة إلكترونية تحمل إسم إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة وأين يوجد مقر هذا الإتحاد وكم هم أعضاؤه وشروط الإنتماء وواجب الإنخراط وغيرها من الأسئلة الهامشية والفضولية بالمقارنة مع ما حققته المجلة من رصيد ثقافي يشهد به الفضلاء من المثقفين النزهاء والعقلاء في المغرب والمشرق العربي .
وأعود مرة أخرى لأؤكد أن تأسيس إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة كانت فكرة راودتني منذ 2008 غذاة إلتحاقي باتحاد كتاب الإنترنت العرب وبعد تأسيس فروع في أقطار عربية أخرى ... لكن بقي سؤال جدوى تأسيس هذا الإتحاد النتي في خضم ضبابية وتشرذم وهشاشة العمل الجمعوي الثقافي بالمغرب تكبح إن لم أقل تجعلني أحجم عن الإقدام على تصريف وتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع بكل مايتطلبه ذلك من ماراتون و(تمزيق الحذاء) بالطول والعرض لتحقيق هذا المشروع الثقافي الهام جدا ... ثم ما جدوى تأسيس هذا الإتحاد إذا كان سيتسبب في إحداث شرخ عميق وحساسية ضارة بالمشهد الثقافي المغربي وتقسيمه إلى جناحين (غريمين) هما إتحاد كتاب المغرب العتيد الذي أسسه الرواد (عبدالكريم غلاب ومحمد برادة ومصطفى القباج ومحمد عزيز لحبابي ..إلخ) والوافد الجديد إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة بوجوهه الشبابية الجديدة وأخيرا ماجدوى الدخول في نفق معتم ومبهم في النهاية مع الزحف الحثيث لمنصات التواصل الإفتراضية الثقافية وترحال بعض الكتاب المغاربة بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني وهجرة آخرين بشكل نهائي نحو النشر الشبكي ... فهل مازلنا أو هل مازالت فكرة تأسيس إتحاد كتاب الإنترنت تحمل نفس الثقل ونفس الضرورة الملحة كما كانت قبل عشر سنوات  .. ؟
أعتقد أننا اليوم في حاجة ماسة كفاعلين في المشهد الثقافي المغربي أن نترفع عن الأسئلة الهامشية ولنتساءل عن مايوجد داخل الإطار من إنجازات وليس الإمعان في لون وشكل هذا الإطار .. فهل سنبقى نتحدث دائما في ثرثرة فوق النت عن هذه الإطارات الثقافية الأرضية في عالم ينتقل كل دقيقة دقيقة إلى إنشاء حضارته الجديدة على الكوكب الإفتراضي الأزرق .. فنحن بتنا نتحدث اليوم عن المجلة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني والحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية والبطاقة الإلكترونية والمدونة الشخصية وصفحة الفيسبوك وتغريدات التويتر والمكتبات الإلكترونية الشاملة و .. و .. فلماذا لا نقبل باتحاد كتاب إنترنت يجعل من السند الإلكتروني سقفه الإفتراضي لخلق جسور التواصل والإبداع بين المثقفين والكتاب والأدباء في المغرب أولا ثم المشرق العربي .
وبه وجب الإعلام والسلام


0 التعليقات: