الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


السبت، مايو 14، 2016

بورتريه أرتور رامبو ترجمة : عبده حقي

بمدينة ( شارلوفيل) ولد جون نيكولا رامبو في 20 أكتوبر 1854 . كان والده فريديريك رامبو قبطانا بفيلق المدرعات وهو من أصول بدوية في منطقة ( الأدرين ) .
فجأة سيهجر الأب رامبو أسرته وسيختفي عن البيت نهائيا وسيلتحق بالسرية العسكرية بمدينة ( غرونوبل ) ثم ب (ديجون ) بع حصوله على التقاعد .
شكل هذا الإختفاء جرحا غائرا في نفس الأم ( فيتالي كويف ) وران على البيت صمت الأيتام والبؤس إلا أن هذا الحدث لم يمنع الوالدة فيتالي من الإهتمام بتربية الأبناء تربية حازمة وصارمة بل قاسية في بعض الأحيان قصد تمنيعهم من كل سلوكات العقوق أوالشذوذ عن الطريق القويم مثلما كان والدهم رامبو .
التحق أرتور وأخوه بمؤسسة ( روسات ) ثم بكوليج ( شارلوفيل ) سنة 1865 حيث سيلتقي أرتور بصديقه الأمين (إيرنست ديلاي ).
برز إسم أرتور كتلميذ ألمعي حصل على الكثير من الجوائز خصوصا في مجال الإبداع الشعري . وفي سن الثالثة عشر بعث سريا برسالة تبجيل وتقدير إلى الأمير الفرنسي بمناسبة أحد الأعياد الدينية . وفي سنة 1869 سيحصل أرتور رامبو على الجائزة الأولى في المسابقة الأدبية التي نظمتها الأكاديمية الفرنسية عن قصائده الثلاثة ( شطرقصيدة ـ الملاك والطفل ـ جوكورتة)
في سنة 1870 ستنشر إحدى المجلات قصيدته الأولى : (هدية رأس السنة لليتامى )
للصدف الحياتية أيضا فعلها في شق مسارات المبدعين وهكذا سيلتحق بنفس الكوليج الذي يدرس به أرتور
الشاعر(جورج إزامبار ) وسيتعرف على الطفل أرتورالذي مازال يتلمس وقتئذ طريقه في حقول القصيد وسيغمره بالكثير من العطف والرعاية الأبوية والأدبية وكعربون على محبته لأرتور سيفتح إزامبار مكتبته النفيسة ليغترف منها الطفل الشاعرويوسع من آفاقه الشعرية .
في ماي 1870 بعث أرتور بثلاث قصائد إلى مجلة ( مونبارناس المعاصر) التي كان يديرها ( تيودو دو بونيفيل) ولسوء حظه أحجمت المجلة عن إدراج القصائد الثلاث ضمن أعدادها اللآحقة .
في شهر يوليودخلت فرنسا الحرب ضد بروسيا وغادر الأستاذ إزامبار مدينة ( شارلوفيل ) إلى منطقة ( دووي) تاركا ذخيرته المعرفية ــ مكتبته ــ لتلميذه أرتور .
لم يطق أرتور وحدته وقنوطه وسيطلق نعال الريح إلى باريس في أولى مغامراته السفرية لكنه اعتقل على
حين غرة بمدينة (مازاس) لعدم صلاحية تذكرة سفره  ، وما إن علم الأستاذ ( إزامبار) بخبراعتقال أرتور رامبو حتى تدخل على وجه السرعة للإطلاق سراحه وقضى أسبوعين في ضياقته...
سيعود الطفل إلى بيت الأسرة. .. كان الإستقبال باردا وخاليا من كل دفئ عائلي ما جعله في لحظة إحباط يقفل عائدا إلى ( شارلوروا ) ببلجيكا ثم إلى العاصمة بروكسيل فإلى ( دووي ) ثانية .
تقدمت والدته إلى مركز البوليس بطلب البحث عنه فأصدرت الشرطة مذكرة بحث في حق الطفل الشريد أرتور رامبو وهكذا ألقي عليه القبض وتمكنت والدته من إرجاعه إلى البيت غيرأنه لم يواصل دراسته ب(شارلوفيل ) لأن بناية الكوليج هنالك تحولت إلى مشفى وسيكتفي فقط بالتردد على المكتبة العامة .
توالت الأحداث بفرنسا وتفجرالوضع بباريس في 18 من شهر مارس وسينضم أرتور إلى صفوف المتمردين وأنتج بالمناسبة قصائد تمجد تلك الإنتفاضة منها ( أناشيد الحرب ) و( الباريسي) و( أيادي جون ماري ) وتحول أرتورفجأة إلى شاب ثوري ، متمرد وارتمى في أتون الإدمان على الكحول والصعلكة... كانت تلك مرحلة موسومة عموما بالفوضى والزيغ والتمرد والتشرد...
في أواخر شهرآب سيبعث ببعض القصائد إلى ( فيرلان ) صديقه القديم وبعد قراءتها وإعجابه بها ، طلب منه أن يلتحق به في العاصمة باريس .
دس أرتور قصيدته ( المركب الثمل ) في جيبه ورحل إلى باريس وهناك التقى ب ( فيرلان ) وزوجته ( ماتيل ) وأقام لأيام معدودات ببيتهما غير أن الزوجة المنحدرة من أوساط برجوازية وطبقة راقية لم تطق
معاشرة الشاب الأرذل أرتوررامبو ذي الملامح البئيسة والهيئة القذرة ، فسيلجأ إلى بعض أصدقائه الباريسيين في دائرة الشعراء ( روتيست ) التي أسسها شارل كروس في فندق ( الغرباء ) بشارع ( سان ميشيل ) .
تمضي الأيام كما اعتاد عليها أرتور بين نفور وطرد وتشرد وسيرحل سنة 1874 إلى لندن رفقة صديقه الشاعر ( جيرمان نوفو ) حيث سيستقران معا ب 178 شارع ( ستامفورد ) وهناك سينخرطان في تدريس اللغة الفرنسية للتلاميذ الأنجليز . وكما وقع في سابقا سيهجر جيرمان ــ آخرالأصدقاء ــ أرتور وسيعود إلى باريس ربما بسبب نفس الدوافع التي جعلت الآخرين يشمئزون من معاشرته وصداقته .
وجد أرتور رامبو نفسه وحيدا بباريس وفي لحظة قرر أن يطلق نعاله للريح في رحلة طويلة عبر القارة الأوروبية .

بعض أعماله
1886 : إضاءة
.......  : موسم الجحيم
1870 : مشاعــــــــر

ترجمة : عبده حقي

عن مجلة ( ويكيبيديا )

0 التعليقات: