الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، أبريل 21، 2017

مصربلاعقل عبده حقي :

هل تنعطف مصرمن زمن الثورة إلى زمن المؤامرة !؟ المؤامرة الدنيئة على هويتها وعقلها العلمي والفكري والثقافي ؟ أي شيطان قذرشحن أعصاب ذاك المصري ليلقي بمولوتوف في جمجمة
المجلس العلمي المصري ؟ وهل بلغت النقمة والإنتقام والإستخفاف بذاكرة مصرالفكرية ، إلى إضرام النارفي عقل مصر؟ لم لم يتريث ويتأمل ذاك المصري القذرويقدرفداحة جريمته التاريخية قبل أن يلقي بجمرة غضبه على 40000 مخطوط من ذخائر الكتب المصرية لتأكل منها النارزهاء 20000 مصنف . ألم يفكرذاك الوغد أن مااقترفه يده من جريمة تاريخية أتت على جزء من الموروث الثقافي العربي قبل أن يكون موروثا ثقافيا وعلميا مصريا .
نفجرهذه الأسئلة الأليمة وغيرها كثيرونحن نتابع الحرب الخفية والمعلنة في القاهرة وبالضبط في ساحة التحرير.. لنرى كيف مسخت الثورة المباركة إلى حرب ماغولية هدفها الأول والأخيرهو تدميروتخريب الصرح الحضاري المصري والإيغال عميقا في التنكيل بأم الدنيا لتنهض على فراغ فكري وثقافي ...
غيرأنه بالرغم من تعدد المسؤوليات فيما يحصل من رفس وجلد وإطلاق رصاص صوب عيون المحتجين وإضرام للنارفي (عقل) مصر، فإن المسؤولية أولا وأخيرا يتحملها النظام البائد ، الذي جعل من المواطن المصري مجرد رقم للتصويت في انتخابات مجلس الشعب لإطالة العمرالإستبدادي للسيد الرئيس ... فما كان لهذا المصري المجنون أن يضرم النارفي مقرالمجلس العلمي المصري لوكان مواطنا مصريا بالهوية الكاملة والدم واللحم والذاكرة ...
ماوقع للمجلس العلمي يوضح أن السياسة التعليمية والتربوية والثقافية وكل تلك البهرجة الإعلامية والفنية بترسانتها اللوجيستيكية وبنيتها التحتية الضخمة والمتطورة لم تستطع أن تحصن أم الدنيا من أخطارالفوضى الهدامة وليس الخلاقة المهددة لمقومات الهوية ... كما لم تستطع أن تطعم المواطن المصري بما يكفي من مقاديرضرورية لحب وطنه والتفاني في الدفاع عن موروثه .
النارالتي إلتهمت جزءا من عقل مصرأشبه ماتكون بتلك النارالتي إلتهمت المسجد الأقصى في 21 غشت من سنة 1969 بيد الإرهابي اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل) ، تلك النارالتي أضرمها ذاك الوغد المصري جعلتني أجزم أن اليد التي ألقت بالمولوتوف إما أنها مرتزقة أوأنها يد دخيلة على ميدان التحريربقناع مصري .
يشارإلى أن هذا المجمع العلمي في القاهرة أنشئ في 20 أغسطس سنة 1798 بقرار من نابوليون بونابارت وكانت أهداف المجمع العمل على تقدم مصرالعلمي ونشرالعلم والمعرفة في مصروبحث ودراسة ونشرأحداث مصر الداخلية ومرافقها الصناعية .
كان للمجمع المصري أربع شعب هي : الرياضيات والفيزياء والإقتصاد السياسي والأدب والفنون الجميلة . وفي عام 1918 أجريت تعديلات على الشعب وأصبحت الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثاروالعلوم والفلسفة والسياسة والفيزياء والرياضيات والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي .

يحتوي المجمع على مكتبة تضم 40000 كتاب وله مجلة سنوية وحسب آخرالأخبارالصادرة يوم 19 دجنبرفإن النارقد أتلفت مايناهز20000 عنوان . ويعتبرالمجلس العلمي هوأعرق المؤسسات العلمية في مصرإذ مرعلى إنشائه أكثرمن مئتي عام .

0 التعليقات: