الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، فبراير 11، 2019

(آراء ومواقف ) نحو مجتمع بزيرو أمية : عبده حقي


كانت هاته أول مرة بعد مسار ثقافي وأدبي طويل منذ عقود أتلقى دعوة رسمية من وزارة الثقافة للمشاركة ضمن فعاليات الدورة 25 من المعرض الدولي للنشر والكتاب
بالدار البيضاء سنة 2019 .. ولن أخفيكم سرا أنني وأنا أتلقى مكالمة هاتفية من ردهات الوزارة شعرت بغبطة كبيرة تنم إحساس دفين بأن هناك إذن في حكومتنا الموقرة وزارة للثقافة تعترف أخيرا ببعض من أسدوا الكثير من التراكم الثقافي والأدبي لهذا الوطن الغالي .
يعتبر تنظيم هذه التظاهرة كل سنة على مشارف عيد الحب تقليدا ثمينا وشكلا من أشكال عرض الوجه الآخر للمغرب الثقافي مثلما تعمل وزارة السياحة على إظهار المغرب كأجمل بلد في العالم من خلال الدعاية والترويج للمنتوج السياحي المغربي في الداخل والخارج وعبر كل المنصات الكفيلة بذلك حتى نبلغ عشرة ملايين سائح وسائحة سنويا فلماذا لانفكر في بلوغ هدف مجتمع بزيرو أمية .
وكما عهدنا واعتدنا على ذلك مع إفتتاح كل دورة تتكرر الأسئلة البائتة والمريرة والمزمنة حول بيئة القراءة في بلادنا .. ماذا حققنا وماذا لم نستطع تحقيقه وماذا عسانا سنحقق على مدار السنة إلى حين حلول الدورة القادمة .
ومما لاشك فيه أننا دائما نجد أنفسنا كمجتمع وكمثقفين ومهتمين بشأن القراءة ندور في الحلقة المفرغة لنفس الأسئلة : لماذا لانقرأ أو بالأحرى لماذا نعادي القراءة ونتغاضى عن دورها المحوري في الارتقاء بالمجتمع إلى درجة الأمم المتقدمة . ولا نخفيكم سرا أننا كثيرا ما نقيم إسقاطات فجة حين نطمح إلى جعل القراءة أولوية الأولويات فيما أن ما يشغل المواطن البسيط حين يفتح عينية عند كل فجر هو تأمين قوته اليومي وسد أفواه الأسرة بدل تأثيث جانب من بيته برفوف من الكتب التي لن ينفعه إهدار رزقه في إقتنائها والتفاخر بقراءتها بينما تتوارى في خلف بروفايله رقعة الفقر وثقوب الجيب .. هكذا علمتنا قسوة الحياة في الوطن العربي ودول العالم الثالث الخبز أولا والخبز أخير .
عديد من الأسئلة الجديدة ستطرح في ندوات هذه الدورة لعل أهمها سؤال القراءة بين الورقي والرقمي .. وفي اعتقادي أننا بقدر ما نحن في حاجة إلى تشخيص المشهد القرائي الراهن بقدر ما نحن أيضا في حاجة إلى التفكير في اعتماد استراتيجية ثقافية وبيداغوجية للإرتقاء بسلوك القراءة في زمن الرقمية إلى سلوك إيجابي وناجع ومدر للأخلاق الطيبة التي تعود على المجتمع والدولة بالخير العميم .

0 التعليقات: