الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


السبت، يناير 18، 2020

حدث في مثل هذا اليوم 18 يناير1952 - بدأ الثورة الشعبية التونسية ضد الاحتلال الفرنسي


تونس، رسميًا الجمهورية التونسية، هي دولة تقع في شمال أفريقيا يحدها من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب الشرقي ليبيا (459 كم) ومن الغرب الجزائر (965 كم).
عاصمتها مدينة تونس. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 163,610 كم2. يبلغ سكان الجمهورية التونسية حسب آخر الإحصائيات سنة 2014 ما يقارب 10 ملايين و982,8 ألف نسمة.
لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الفينيقيين والأمازيغ والقرطاجيين والونداليين والرومان وقد عرفت باسم مقاطعة أفريكا إبان الحكم الروماني لها والتي سميت باسمها كامل القارة. فتحها المسلمون  في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان سنة 50 هـ لتكون ثاني مدينة إسلامية في شمال أفريقيا بعد الفسطاط. في ظل الدولة العثمانية، كانت تسمى "الإيالة التونسية". وقعت تحت الاحتلال الفرنسي في عام 1881، ثم حصلت على استقلالها في عام 1956 لتصبح رسميا المملكة التونسية في نهاية عهد محمد الأمين باي. مع إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو 1957، أصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس لها.
تلى الأخيرَ في رئاسة الجمهورية زين العابدين بن علي بالانقلاب عام 1987، واستمر حكمه حتى 2011 حين هرب خلال الثورة التونسية. اعتمدت تونس على الصناعات الموجهة نحو التصدير في عملية تحرير وخصخصة الاقتصاد الذي بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 5 ٪ منذ أوائل 1990، ويذكر ان تونس عانت الفساد في ظل حكم الرئيس السابق.
تونس لديها علاقات وثيقة وتاريخية مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وهي حليف رئيسي خارج الناتو ولديها عدة اتفاقيات شراكة متقدمة تجمعها مع الاتحاد الأوروبي والذي يعد الزبون الأول لتونس والحليف الاقتصادي القوي. تونس هي أيضا عضو في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وأنشأت تونس علاقات وثيقة مع فرنسا على وجه الخصوص، من خلال التعاون الاقتصادي والتحديث الصناعي، وبرامج الخصخصة. وقد جعلت النهج الذي تتبعه الحكومة في الصراع بين إسرائيل وفلسطين كما أنها وسيط في مجال الدبلوماسية في الشرق الأوسط ومساهم كبير في فرض السلام في العالم عبر قواتها المنتشرة في مناطق النزاع والتابعة للأمم المتحدة.
ساعدت الظرفية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي اتسمت بالقطبية الثنائية (الحرب الباردة) الحزب الحر الدستوري الجديد على تدعيم موقفه حول النقاط الولسنية خاصة حق الشعوب في تقرير مصيرها ضد فرنسا التي أصبحت قوة استعمارية ضعيفة متراجعة من الحرب شأنها شأن إنجلترا. رغم أن فرنسا وعدت الحزب بالاستقلال سنة 1952 الا انها اخلفت الوعد فنتج عنه الثورة المسلحة سنة 1954 مما جعلت فرنسا ترزح إلى المفاوضات سنة 1955 التي اقرت فيها حكومة منداس فرانس بالاستقلال الداخلي الذي لقي معارضة من قبل صالح بن يوسف الذي إعتبره خطوة للوراء ثم الاستقلال التام سنة 1956 والتي شهدت بعض المعارضة من اليمين المتطرف وانصار الامبريالية الفرنسية.

الثورة التونسية كانت حملة مكثفة من المقاومة المدنية التي نجمت عن ارتفاع معدلات البطالة، والتضخم، والفساد,  عدم وجود حرية التعبير والحريات السياسية الأخرى وسوء الأحوال المعيشية. وقيل إن النقابات العمالية كانت جزءا لا يتجزأ من الاحتجاجات. الاحتجاجات شكلت بداية موجة الربيع العربي، وهي مجموعة من التحركات المماثلة في جميع أنحاء العالم العربي

شكلت وفاة محمد البوعزيزي، البائع المتجول التونسي الدي يبلغ من العمر 26 عاما، الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 احتجاجا على مصادرة بضاعته والإذلال الذي تعرض له من قبل أحد مسؤولي البلدية. بداية الاحداث في ولاية سيدي بوزيد إزداد الغضب وتحول إلى إحتجاجات عنيفة بعد وفاة البوعزيزي في 4 كانون الثاني 2011، مما أدى في النهاية إلى تنحي الرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني 2011، بعد 23 عاما في السلطة.

استمرت الاحتجاجات المطالبة بحل الحزب الحاكم وإقصاء جميع أعضائه من الحكومة الانتقالية التي شكلها محمد الغنوشي. في نهاية المطاف استجابت الحكومة الجديدة لمطالب المتظاهرين. وأعلن القضاء التونسي حل التجمع الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم السابق ومصادرة جميع أملاكه. كما قرر وزير الداخلية حل " البوليس السياسي "، ومحكمة أمن الدولة التي كانت تستخدم لترهيب واضطهاد النشطاء السياسيين.
يوم 3 مارس 2011، أعلن الرئيس أن الانتخابات للمجلس الوطني التأسيسي ستعقد في 23 أكتوبر 2011. أعلن المراقبون الدوليون والمحليين أن الانتخابات جرت في ظروف حرة ونزيهة. فازت حركة النهضة، المحظورة سابقا في ظل نظام بن علي، بحوالي 90 مقعدا من أصل ما مجموعه 217. في 12 كانون الأول 2011، وانتخب لناشط المعارض المخضرم السابق والحقوقي منصف المرزوقي رئيسا للبلاد.
في مارس 2012، أعلنت حركة النهضة أنها لن تدعم جعل الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع في الدستور الجديد. وانتقد موقف حزب النهضة بشأن القضية من قبل الإسلاميين المتشددين، الذين يريدون الشريعة كاملة، ورحبت به الأحزاب العلمانية. في 6 فبراير سنة 2013، شكري بلعيد، زعيم المعارضة اليسارية والناقد البارز في الجبهة الشعبية، اغتيل. وفي 25 يوليو 2013 تم إغتيال أحد زعماء المعارضة القومية في تونس وهو محمد براهمي وصادف ذلك ذكرى عيد الجمهورية. وقد أعقب ذلك أزمة سياسية خانقة أدت في الاخير إلى إطلاق حوار وطني برعاية الرباعي الراعي للحوار أدى في النهاية إلى تخلي حكومة علي العريض عن مهامها وتسليم مقاليد الحكم إلى حكومة مستقلة برئاسة مهدي جمعة تولت تصريف الاعمال إلى حين الانتخابات القادمة  وفي أكتوبر 2014 أجريت أول انتخابات تشريعية في تونس بعد المصادقة على الدستور الجديد فاز فيها حزب حركة نداء تونس بالمرتبة الأولى يليه حزب حركة النهضة ثم الإتحاد الوطني الحر وتلت هذه الانتخابات انتخابات رئاسية تمت على دورتين بين الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الانتقالية بعد الثورة ووزير سابق في عهد الحبيب بورقيبة من جهة ومحمد المنصف المرزوقي حقوقي ورئيس الجمهورية المؤقت الذي تولى تسيير البلاد بعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، وانتهت الانتخابات الرئاسية بفوز الباجي قائد السبسي بأغلبية الأصوات ولأول مرة في تاريخ الجمهورية التونسية تم تسليم السلطة بطريقة ديمقراطية وسلمية سلسة. وبذلك انتهت المرحلة الانتقالية.

0 التعليقات: