الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، يناير 07، 2020

كتاب اليوم " خالعات الحجاب والنقاب: الثورة الصامتة"

لا يُخفي الكتاب من عنوانه فضلاً عن مضمونه، انحياز الكاتبة الواضح والمسبق لوجهة نظر إقصائية لشريحة كبيرة من المجتمع المصري تتجاوز الـ80% من نساء مصر يرتدين الحجاب والنقاب، ذلك أن خلفية الكاتبة الفكرية العلمانية تنال من مصداقية الكتاب، ونزاهة الكاتبة في الطرح والتحليل والمعالجة لقضية هي بالأساس شرعية وقُتلت بحثاً وشرحاً وتفسيراً وتفصيلاً بين يدي علماء الفقه قديماً وحديثاً، حيث اتفقوا جميعاً بما لا يدع مجالاً للشك في فرضية الحجاب، بينما كان الاختلاف بين الوجوب وسنة النقاب بين الأئمة الأربعة وأهل العلم.
ثم انتقلت الكاتبة للحديث عن حجاب التمييز الديني، الذي كان الهدف الرئيسي له هو فضح استخدام جماعة الإخوان المسلمين للحجاب كأيديولوجية مجتمعية كما تزعم، لفرض توغلهم وسيطرتهم على الشارع، بحيث يتم تمييز المسلمة عن المسيحية، وتمييز المسلمات أنفسهن دينياً وممارسة ضغط نفسي على غير المحجبة، وهو الطرح الذي بمثابة جواز مرور لأي كتاب بإجازة النشر والتوزيع بعد نكبة 30 يونيو، حيث العداء المبرمج للإخوان المسلمين طمعاً في رضا السلطة الحاكمة التي تغذي هذا العداء وتقتات على تقسيم المصريين، وشرذمة الصف الوطني بين مؤيد ومعارض، لذا فإن الكتاب بمثابة عنوان عريض لمرحلة ما بعد 30 يونيو، حيث زعزعة الثقة في كل الثوابت الدينية والوطنية المستقرة في الذاكرة الشعبية لمئات السنين، بهدف هدم كل ما هو قائم على أي أساس ديني وقيمي ووطني حر.
رضا حمودة

0 التعليقات: