أربع سنوات انصرمت من عمر مجلة إتحاد كتاب
الإنترنت المغاربة الإلكترونية. منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2008 ومعركتنا
الرقمية اليومية لم تنعم لا بهدأة الليل
ولا باستراحة النهار. منذ تلك الولادة
القيصرية لهذا المنبر ونحن نرفع شعارا واحدا هو: من أجل ثقافة رقمية مغربية تواكب
العصر.
لم يكن أبدا أساس منطلقنا اكتشاف كوكب الرقمية
فحسب والإنبهار بوميضه الإفتراضي وإنما لشعورنا العميق بواجب مواكبة مستجدات
الثقافة والإبداع الأدبي الرقمي في العالم العربي على الخصوص.
ومن دون شك أن الرهان كان صعبا وقاسيا خصوصا في
مشهد ثقافي مغربي كان ولا يزال مرتهنا إلى السند الورقي بمختلف أصناف إصداراته
بهدف التواصل مع القراء والمتلقين وبالباحثين.
وكان من الصعب على موقعنا الإلكتروني أن يستقطب
ويقنع كتابا مخلصين حتى النخاع للورق والحبر بضرورة الخروج من عصر المحلية إلى
كونية الرقمية، ومن مساحة الواقعي الضيقة إلى فضاء الإفتراضي اللامحدود، حيث تلتقي
وتتلاقح جميع الثقافات والأجناس والأعراف وحيث سيكون بوسع إبداعاتنا وثقافتنا
عموما أن تختبر قدرتها في هذا المنتدى العالمي على الإقناع بخصوصية هويتنا
المتفردة وفسيفسائها الجميل الرباعي الأبعاد أمازيغيا وعربيا وإفريقيا وأندلسيا.
ونستطيع القول بكل جرأة وشجاعة أن مجلتنا
الإلكترونية قد حققت الكثير من أهدافها الثقافية والرقمية. فقد كانت بكل تأكيد
منبرا مفتوحا على جميع تيارات الفكر والأدب من المحيط إلى الخليج ومهووسة بالقضايا
التي تشغل المشهد الثقافي سواء ببلادنا أو بالعالم العربي وهذا ما يؤكده أرشيفها،
وما تؤكده أيضا الملفات الثقافية والفكرية التي طرحناها للنقاش والتي أسهمت في
مناقشة أسئلتها الملحة أسماء أدباء ومفكرين وإعلاميين وازنين في المغرب والعالم
العربي أمثال المطربة اللبنانية أميمة الخليل وأحمد أبومطر من فلسطين والدكتور عبدالله
الفيفي من السعودية والدكتور محمد العمري ومحمد وقيدي والشاعرة والقاصة زهرة
زيراوي وظبية خميس من الإمارات وسميحة خريس من الأردن ولينا هويان الحسن من سورية
والإعلامية المغربية فدوى مساط ..إلخ.
وهكذا كنا أول موقع إلكتروني يطرح سؤال مستقبل
النشر الورقي والإلكتروني قبل ثلاث سنوات وملفا عن الإنترنت وحقوق الملكية الفكرية
وملفا عن الكاتبات العربيات ورهانات الإنترنت وملفا عن رأي الأدباء والكتاب العرب
في الربيع العربي وملفا عن الدخول الثقافي المغربي في ظل الحكومة التي يرأسها حزب
"العدالة والتنمية" وملفا عن اليوم العالمي للشعر بمساهمة ما يناهز 22
شاعرة وشاعر، وأخيرا وليس آخرا ملفا عن المؤتمر 18 لاتحاد كتاب المغرب الذي سوف
يعقد في غضون الشهرين القادمين.
أما بخصوص عدد زوارنا فقد ناهز في شهر
مارس/آذار الماضي 6000 زائر، وهو عدد ضئيل لموقع يهتم بالشأن الفكري والأدبي
والثقافي الذي يعتبر قيمة هامشية في مجتمعنا بالمقارنة مع مواقع إعلامية مغربية
تعتمد في مادتها الخبرية على إحداث الإثارة المجتمعية والسياسية والرياضية. كما
بلغ عدد المقالات المنشورة بالصفحة الرئيسية في مختلف أصناف النقد والفكر والإبداع
الأدبي زهاء 1800 مادة أدبية خلال سنة 2011 فقط، وبلغ عدد الأخبار والإعلانات
الثقافية ما يناهز1163 في نفس السنة.
ونعتقد أننا إلى حدود هذه اللحظة مازلنا نخجل
من هذه الحصيلة المتواضعة بحيث أننا نشعر كل وقت وحين أنه كان بوسعنا أن نحقق أكثر
مما حققناه فيما مضى لو توفرت الإمكانات المادية القمينة بأن يتبوأ موقعنا المكانة
اللائقة به.
واليوم وبنفس العزم بل ربما نحن في إدارة
الموقع أكثر إصرارا مما مضى وفي ظل التحولات الإعلامية الإلكترونية التي يعرفها
المشهد الإعلامي المغربي، ولكون زمن الإشتغال بعقلية الهواية الإعلامية قد ولى منذ
مشاركتنا في اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الإتصال في 10 من مارس/آذار الماضي،
نؤكد أنه قد بات من الواجب علينا أن نرتقي بمجلتنا الإلكترونية إتحاد كتاب
الإنترنت المغاربة إلى منشأة إعلامية ثقافية محترفة بفريق تحرير يتمتع بالمهنية
الضرورية وشبكة من المراسلين القارين في مختلف المدن المغربية الكبرى وفتح مقر
مجهز بالمعدات الإلكترونية والرقمية، وأخيرا الإشتغال على أرضية صلبة في إطار
قانون الصحافة القادم والذي تعده وزارة الإتصال بمشاركة مختلف الفاعلين في الوسط
الإعلامي المغربي.
هذا ما نأمل ونتطلع إلى تحقيقه على غرار العديد
من المنابر الإعلامية الإلكترونية المهنية الرائدة في المغرب والخليج العربي.
لكل هذه الأسباب وغيرها أطلقنا نداءنا قبل أيام
من أجل مساندة مجلتنا الإلكترونية ودعمها باشتراكات مالية رمزية سنوية، واستفادتها
مثل باقي المواقع الإلكترونية الأخرى من مداخيل الإعلانات، كما نعلن ومن هذا
المنبر للرأي العام في المغرب عن استعدادنا لعقد شراكة حقيقية وفاعلة مع أية جهة
تهتم وتعنى بالشأن الثقافي والفني والإعلامي الإلكتروني ببلادنا وكل هذا تحت شعار
"من أجل ثقافة رقمية مغربية تواكب العصر"، ومن أجل النهوض بالدور الذي
يجب أن تقوم به الثقافة في الحراك الديموقراطي الذي تعيشه المملكة.
عبده حقي ـ مدير تحرير مجلة إتحاد كتاب
الإنترنت المغاربة الإلكترونية
www.ueimarocains.com
Monday 16/04/2012
بقلم: عبده حقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق