أصعِد شجونك، كي ترى بلداً يمر وخلفه الآهات. إصعد، كي ترى هذا المسمى الوقت ملقىً في العراء، ترى امتداد الأرض مرآة محطمة. وخزنك والمدى خطان مؤتلفان ليس
سواك إلا المسند الملقى على حجرٍ يكلم نفسه. يا أنت يا هذا المكلم نفسه، ضاقت بنا الأسفار، والطرقات قوسْ ضيقْ، والروح تجرح في الدروب إذا تضيق، وكلما ملنا إلى شجنٍ يفاجئنا سواه. فمن سيقرأ حزننا المنسي، من نقش بأقصى حضرموت إلى جبال في السراة. وهل سنصعد سلم الأشجان من نقشٍ على حجر، إلى جبلٍ، إلى أفقٍ يطل، لكي نرى بلداً يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.
-2-
بعصا النقوش ومئزر السبئي، سوف ترى من الأشياء دهشتها وغيرك لايرى إلا هواه. وأنت من قلق الشجون، إلى التأمل في خبايا الوقت. كيف بكت بلادْ باعدت أسفارها، وتوزعت تعباً على شجر المواجع.. كيف خبأت الأماني في جناح الطير والسدر القليل. ومسند في الروح والأحجار، كيف تصعدت أشجانه من خلف أسراب المواسم كالدعاء. كأن هذا النقش مسرى الكائنات إلى مرايا الأرض. باب الكون يفتح بالتأمل والغناء فهل سنصعد سلمٍ الأشجان من خمط إلى أثلٍ إلى سدر قليلٍ كي نرى بلداً يمر وخلفه الآهات آهْ بعد آهٍ بعد آه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق