اعترف أمبيرطو إيكو في محاضرة ألقاها عام 2017 في محور عن فنون الخيمياء القديمة: قائلا "نظرًا لأنني لم أقم أبدًا بإنتاج الذهب فأنا غير قادر على تقديم أية إجابة لهذه المشكلة". وتابع مبتسمًا: "وهكذا سأنتقل إلى نوع آخر من النار ، كيمياء أخرى ، نوع فني آخر حيث تصبح النار أداة تكوين جديد وتضع الفنان نفسه كمقلد لـ الآلهة."
من هناك انتقل إيكو بسرعة إلى مناقشة بروميثيوس وشقيقه إبيميثيوس الذي "لم يكن أذكى رجل في العالم " ثم - وبشكل مفاجئ – انتقل إلى الاقتباس من مذكرات بنفينوتو سيليني من القرن السادس عشر. إن هذه التوليفات الذهنية تختزل وتتكثف حتى ليتمكن المرء بالكاد من إعادة بناء شبكاتها.
يشكل
هذا المنطق المرح والتشاركي عبر سهولة القفز بين مجموعة ضخمة من المعرفة وأخرى
يشكل سحرًا ومهارة كبيرة لأسلوب ايكو. في الواقع هذا هو الأسلوب الذي أصبح الآن
يعرف - سواء بشكل صحيح أم لا – كقارة كتابة كاملة. في أحدث مجموعة مقالات عن إيكو
صدرت بعد وفاته بعنوان "على أكتاف العمالقة" (والتي تتضمن خطابه عن
الخيمياء) وفي كلمات إيمانويل كاريير التي بلغ تعدادها 97196 كلمة نواجه طريقة
كاملة وراسخة لعرض ورواية العالم : إنه لايراعي قيود القارئ ولا حتى الحدود بين
الجنس السردي والانضباط مع الوقت اللامتناهي بين يديه . ما هو بالضبط الأسلوب الذي
يسعى إليه إيكو؟
في
مقال نشره في عام 1986 يصف أسلوبه على النحو التالي:
سألني
أحد المحاورين الأمريكيين مرة كيف تمكنت من التوفيق بين عملي كباحث وأستاذ جامعي
ومؤلف كتب نشرتها المطابع الجامعية وعملي الآخر ما يمكن أن يسمى في الولايات
المتحدة "كاتب عمود" ... فكان جوابي هو أنها عادة مشتركة بين جميع
المثقفين الأوروبيين في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبطبيعة الحال في إيطاليا: جميع
البلدان التي غالبًا ما يشعر الباحث أو العالم فيها بالحاجة إلى التحدث في الصحف ،
لإبداء الرأي إذا كان ذلك فقط من وجهة نظر اهتماماته الخاصة ومجاله الخاص في
الأحداث التي تهم جميع المواطنين. وقد أضفت في حواري بشكل سيء إلى حد ما أنه إذا
كانت هناك أي مشكلة في ذلك فلن تكون مشكلتي كمفكر أوروبي بل إنها مشكلة المثقفين
الأمريكيين الذين يعيشون في بلد حيث يتم تقسيم العمل بين أساتذة الجامعات
والمثقفين المناضلين بشدة أكثر مما هو عليه في بلداننا.
قبل
34 عامًا كان التمييز الذي حدده إيكو هنا في هذا الحوار بين الولايات المتحدة
وأوروبا يعتبر على أنه مبالغ فيه . يبدو فعلا أن الأمر مبالغً فيه اليوم حيث يوقع
عديد من الأكاديميين الأمريكيين مقالات افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز يوميًا
تقريبًا. ورغم ذلك فإن مثل هذه المقارنات بين المثقفين الأوروبيين والمهنيين
الأمريكيين تظل مقارنات مغرية للأوروبيين: فقد أقاموا موقفًا استعاريا منمقًا.
الكاتب
الأمريكي - هكذا ترسخت صورته النمطية في ما وراء الأطلسي - يخاطب الجمهور بشكل
مقصود وديمقراطي. يوضح بسرعة حجته وبحثه أو خبرته التي يقف وراءها ليؤكد (على) مدى
قلة اهتمامه بثقة هذا الجمهور.
ومن
خلال توافق متمايز فالكاتب الأوروبي يجعل جنسه الأدبي وموضوعه يبدو عرضيًا تقريبًا.
منذ
رينيه دي شاتوبريان - الذي وصفته عديد من المذكرات التي تعود إلى نهاية القرن
التاسع عشر تقريبًا التي وقع مؤلفوها في شلالات نياغارا عندما رأوه لأول مرة –
ازدهرت كتابة المقالات في أوروبا على أساس العفوية والفجائية والارتباك أمام هذا الوافد
الجديد الذي يفترض أن عالمهم قد استقبله بنوع من الترحيب . إن عصر الهواة المشبوهين يمكن القول أنه ساعد
في الحفاظ على - جمهور القراءة من النوع (إيكو) الذي تم تثمينه في الفقرة أعلاه.
الجمهور المثالي منذ قرون .. المتفلسف والمتحذلق دون أن يكون متحيزًا وغير متوجس
من فضوله المنفتح على الفرادة والخصوصية
والاستفزاز والشبع المتأخر.2
كل
هذا يسمى بالطبع وبادعاء طفيف بالاستثناء الجغرافي أو الثقافي. لقد خرق مارك توين
هذا الانقسام الأوقيانوسي المفترض قبل قرنين تقريبًا من خلال كتابه "الأبرياء
في الخارج". يتفوق كثير من الكتاب الأمريكيين المعاصرين مثل ديفيد سيداريس
وتيجو كول في الشكل الاستطرادي والرائع الذي يصفه إيكو بأنه حق من حقوق
الأوروبيين. لكن ومن دون جدال لا يمكن للمرء أن يقرأ المقالات الأوروبية دون أن
يلاحظ كيف يميل مؤلفوها بل ويعارضون توقعات هذا الأسلوب الملتوي.
يعتبر
كل من إيكو وكارير من بين الكتاب الأوروبيين الذين كشفوا عن إمكاناتهم الجمالية
العالية. سيتم تذكير القارئ الذي اعتاد بالفعل على المظهر التقليدي للأسلوب العفوي
لماذا يجب عليه أن يتحلى بالصبر على هذا الهواء المغمور بالدوخة والمعذب بشكل
تلقائي لدى أولئك الكتاب الذين تبدو جماليتهم غير مألوفة . في أفضل حالاتهما يساعد
كلا المؤلفين المرء على اكتشاف ملذات القراءة واتباع عملية التفكير الجاد والمجرد
ودراسة خصوصيته وليس فقط الحصول على نتائجه المثالية.
"من أوجب الواجبات
الأولى على الإنسان المثقف أن يكون مستعدًا دائمًا لإعادة كتابة الموسوعة"
يقول إيكو في مقال سابق . إنها لمقولة خطيرة بينما يقوم إيكو بإعادة ترتيب تعلمه
الواسع وإعادة تكوينه لمعالجة موضوع ضخم بعد الموضوع التالي : الصراع القديم بين
الآباء والأبناء ؛ الجمال والقبح ؛ المطلق والنسبي ؛ المقدس واللامرئي بنية
المفارقات والأقوال المأثورة.
بدأ
إيكو (1932–2016) حياته المهنية كمؤرخ لجماليات العصور الوسطى في جامعة تورين. ثم
على خطى ليو سبيتزر ورولاند بارت قام بتكييف مبادئ درسه ووسع من اهتماماته
التحليلية لتشمل الظواهر الشعبية غير الثقافية مثل البرامج التلفزيونية الأسفار المعولمة
والإعلانات.
إلى
جانب منصبه الأكاديمي بدأ في تحرير وكتابة مقالات قصيرة حول موضوعات متنوعة مثل
بلاغة مقدم برنامج المسابقات مايك بونغورنو. تم جمعها في عام 1963 تحت عنوان
"دياريو مينيمو" أي مذكرات صغيرة" نُشرت باللغة الإنجليزية في عام
1993 وقد منحته هذه المقالات منذ البداية شهرة في جميع أنحاء أوروبا. فضح من
خلالها عدم احترامهم - عندما كنت مراهقًا بولنديًا كاثوليكيًا في التسعينيات -
حفظت بعض مقالات إيكو عن ظهر قلب .ومع تصاعد شهرة إيكو تفرعت إنتاجاته المتزايدة في
مواضيع وأنواع جديدة. إلى جانب أعمدة الصحف التي لا تعد ولا تحصى قام بترجمات
كثيرة، وأعمال نظرية في الأدب واللغة ومنذ الثمانينيات إلى غاية وفاته بدءًا من
اسم الوردة 1980 نشر باللغة الإنجليزية في 1983 سلسلة من الروايات الأكثر مبيعًا.
يظل
صوت المؤلف إيكو دائما منسجما وثابتًا. بروح دعابته الجافة من دون جهد ومن دون
صفاقة. يبدو أنه مقتنع – كما أنه يقنع القارئ ببطء - الصلة المتبادلة وخلق الترابطات
بين السياسات الإيطالية المعاصرة وتوماس الاكويني وجيمس جويس وعلم الآثار في القرن
التاسع عشر وميشيل أوباما وآنا كارنينا.
يعتبر
كتاب "على أكتاف العمالقة" إضمامة لبعض كتابات ايكو الأخيرة وهو سلسلة
من المحاضرات التي ألفها خصيصا للمهرجان الثقافي السنوي. ألقى إيكو أول محاضرة من
هذه المحاضرات الإثني عشر في هذا المهرجان في عام 2001. ولم يتمكن من إلقاء
المحاضرة الأخيرة التي تم تأليفها قبل وفاته بفترة قصيرة في فبراير 2016.
هذا
ليس أفضل كتاب يمكن من خلاله مقابلة إيكو إذا لم نكن قد قرأناه من قبل. هناك أيضا
"يوميات بحد أدنى" أو "العمل المفتوح" أو "الفن والجمال
في العصور الوسطى." وعلى الرغم من ذلك حتى بالنسبة للكتاب الجديد فإن
اللامبالاة والفضول الملح الذي ينشط هذه المحاضرات ستجعله ساحرا ومتألقا . السعادة
المؤثرة في بعض الأحيان لاتصالات إيكو التي تبدو عشوائية – تظهر أكثر وضوحًا في
مقاله عن الأمثال وسط ظهور العديد من القفزات البطيئة – وهذا يوضح مرارًا وتكرارًا
لماذا يفضل العديد من الكتاب الجادين هذا الأسلوب التشاركي على أسلوب أكثر منهجية وترتيبًا.
لا
يقوم إيكو بإلقاء محاضرة على القارئ فحسب بل إنه يشركه فيها أيضًا ويدعوه إلى
تقديم تفاصيل وإضافات إلى أرشيفه المفتوح دائمًا. إنه يقدم التفكير كنشاط لا
نستطيع توجيهه سلفا من دون غموض وتبسيط. التفكير بالنسبة لإيكو مهمة تتطلب مشاركة
العديد من الذهنيات التي تعيده بدلاً من أي منهجية منطقية متفردة .
يتزيى
إيمانويل كاريير بخلفيته الأكاديمية بخفة أكبر. كاربر ابن هيلين كارير دي إينوسوس
مؤرخ المحرقة الشهير . انتقل في بيئات فكرية نادرة منذ الولادة وسرعان ما وجد
مكانه في رواية اللارواية . إن كتاباته تقدم مزيجًا مريبًا من التقارير والسيرة
الذاتية والسيرة الغيرية التي يحب أن ينعتها بأنها "روايات غير خيالية".
إذا
كان النحس والفتنة عند إيكو هو الإنسان المتحذلق فإنه عند كاريير هو الإنسان الحالم
المنفرد الخطير. منذ كتابه الأول عن فيرنر هيرتسوغ تدور كل قطعة من أعماله الخيالية
واللاخيالية حول شخصية متخيلة تمكنت لفترة وجيزة من إقناع الآخرين بحقيقة أحلامه.
بعض هؤلاء المنفردين مثل فيليب ك.ديك هم فنانون أو كتاب والبعض الآخر مثل جان كلود
روماند هم مجرد مرضى عقليًا وأما الكثيرون مثل إدوارد ليمونوف فهم يحومون بين هذين
الصورتين النقيضتين.
كتاب
"المملكة" الذي جاء بعد كتاب هرتسوغ وكذلك دراسات كاريير لليمونوف
وفيليب ك.ديك . هي من بين أمور أخرى التي تتخيل الإيمان الحماسي الذي استلهمه
الرسول بولس من إنجيل لوقا وأتباعه الآخرين خلال العقود المبكرة الحاسمة في المسيحية.
ومع النبل الاستفزازي المقصود من النوع الذي دفع الشاب كارل أوفي كناوسجارد إلى
حدوده القصوى يفحص كاريير أيضًا في دواخله هذه السمات الانعزالية.
يكافئ
كاريير الذي تضطره عوالم خاصة معقدة اللحظات حيث الواقع الخارجي يهيمن على
خصوصياته، أوعندما يتعرض عمله فجأة وبشكل مثير لصدمة الاشمئزاز . إن مثل هذه
اللحظات من التعرض الساهي تعاش باعتبارها انتهاكات عميقة وغالبا ما تثير العنف
العاطفي أو الجسدي . ثم تميل تلك الصدمة الفورية إلى التلاشي بعد دهشة المواضيع
الأكثر وجودية وشمولية التي كان من الممكن أن تحدث له مثل هذه القطيعة العميقة عن الواقع.
97196 كلمة : تقدم المقالات
للقارئ مجموعة متنوعة من هذه الاختلافات في مواضيع كاريير السيكولوجية المتكررة.
العديد من المقالات التي تضمها هي نسخ سابقة أو تعليقات لاحقة على أعمال كارير في الكتاب
بكامله. في "المجرية المفقودة" و "تسعة أعمدة لمجلة إيطالية"
نجد هناك نواة لرواية روسية. في "قصص الجرائم الثلاث" و "قضية
روماند" نلاحظ استعداد كاريير المسبق لكتابة رواية "الخصم". في حين
في قصة "كابوت روماند وأنا" يعلق على تأثيرات وتلقي "الخصم".
بعض المقالات العرضية مثل "أربعة أيام في دافوس" و"كوكب
المشتري" و"ويكاند مع إيمانويل ماكرون" تجمع بين التقارير
والتعليقات الثقافية.
يتميز أسلوب كاريير بميوله الكلاسيكي والجذاب
والجاف بطريقة جعلت ترجمة جون لامبرت ترجمة رائعة. يبدأ الملف الشخصي لكاريير في
ماكرون لصحيفة الغارديان: "الرجل الذي لا يتعرق".
اكتشفت
أنه في 12 شتنبر في جزيرة سانت مارتن وهي منطقة فرنسية توجد في منطقة بحر الكاريبي
دمرها قبل إعصار إيرما. أشجار اقتلعت وأسطح انتزعت من البيوت ، شوارع مغلقة
بركام من الحطام: لمدة ثلاث ساعات كان إيمانويل
ماكرون ، رئيس فرنسا ، يمشي عبر ما تبقى من قرية "جران كاز" في حرارة
شديدة وسط رائحة قوية من مياه الصرف الصحي المتدفقة الأنابيب - بعبارة أخرى إنه "القرف".
كل من رافقه بمن فيهم كاتب هذه السطور كانوا يقطرون عرقًا يقطرون بالمعنى الحرفي
للكلمة مع دوائر كبيرة تحت أذرع قمصانهم. ليس هو فحسب . على الرغم من أنه لم يكن
لديه فرصة دقيقة واحدة لتغيير ملابسه أو التبريد إلا أن قميصه الأبيض ظل بأكمام
ملفوفة وبأناقة لا تشوبها شائبة. لذلك سيضطر للبقاء حتى وقت متأخر من الليل عندما
كان باقي الوفد مرهقين أما هو فلا يزال طازجًا مثل أقحوانة ومستعد دائمًا لمصافحة
أيادي أخرى جديدة.
يستحق
هذا المقطع أن يثار هنا بإسهاب عن عمق ومقدار المحتوى الذي يضمه بتلك الحيوية
السينمائية التي كتبت في فقرة واحدة. إن
كاريير يقوم بتصوير الكارثة العالمية من حوله ثم يعيد التركيز على ماكرون بطريقة
تسلط الضوء على وضعه المتناقض داخل المشهد. يتم تعزيز تفرده البصري لماكرون من خلال
هذه البيئات من الناحية النحوية ومن خلال الفواصل والتوقف الكامل الذي يفصل بين
شخصيته في الأوصاف الحسية الطويلة ومن خلال العديد من العبارات التي تبعده عن
العناصر المادية المباشرة.
إن
التمايز بين ماكرون بهندامه الجيدً وأناقته والصحفيين والضحايا والحطام من حوله
شيء مشوب بالإعجاب ولكنه مثير للسخرية أيضًا. ليس من الصعب أن نقول قبل الأوان إن
كاريير نسب إلى ماكرون شيئًا على غرار ما استخدمه متعاونو ستيف جوبز في تسميته
"حقل تشويه الواقع". لا لم يكتف بذلك فحسب بل : إنه سمح لنفسه ونحن أيضا
أن نقع في ذلك بسخرية ذاتيًة لا يكشف عنها إلا في الصفحات الأخيرة من المقالة.
ما
الذي يميز ايكو وكارير؟ وما الذي يوحدهما معا؟
ايكو
يحاكي رولان بارث وتوماس الاكويني أعظم نموذجين لدى كارير - كما هو واضح هنا – إنهما
روائيان. يستشعر القارئ نوعا من التعالي
الساخر عند مارسيل بروست ، والوضوح الحسي عند غوستاف فلوبير والدقة العاطفية
الصارمة عند مارغريت يورسنار. من خلال نقل انشغال هؤلاء الكتاب بالواقعية النفسية
إلى عالم الروبورتاج يساهم كارير في تيار عالمي أوسع كثيرا . في جميع أنحاء العالم
تم صهر الصحافة والرواية والمقال الشخصي ببطء في ما سماه سيرج دوبروفسكي قبل أي
كاتب آخر ب"التخييل الذاتي".
ولكن
في حالة كاريير فإن شخصيته الخاصة هي دائمًا نقطة عبور للاهتمامات التي تمتد إلى
أبعد من ذلك. إنه جادً دون أن يكون متسامحًا ودؤوبًا ولكن ساذجًا دائما في انتباهه
للآخرين .. يقيم كارير في عوالم الأحلام ليكشف إلى أي حد أن عالم الأحلام هو عالم
رواياتنا الذاتية - حتى ندرك بشعور مرتجف مدى أهمية خيالاتنا ، المثالية ،
والأكاذيب البيضاء .. إنها سعادتنا الشخصية وكم مرة ساقتنا إلى حافة الجنون.
بمجهوده
الأكاديمي لن يختلف إيكو مع هذا الهدف الجمالي والفلسفي. على الرغم من كونه أقل
شخصية بشكل مباشر إلا أن مقالاته تتقاطع في نوع مماثل من الحميمية الفكرية والاهتمام
بعملية التفكير نفسها وليس فقط بالنتائج المثالية لتلك العملية. يستخدم كلا
الكاتبان إيكو وكارير انطباعهما الهائل بطرق تشعرك بالجدية ولكنها أيضًا لا منطقية
وذات خصوصية متوهجة: إنه فعلا تمجيد للإسراف في للتفكير لا تأتي متعته فقط من
فائدته الفورية. قد تشعرك هذه المقالات أحيانًا بالتساهل وهي كذلك. لكن بهذه
الطريقة هي تذكرنا أيضًا لماذا يبقى هذا الفضاء الذهني الباذخ الذي لا حدود له حلم
العديد من المثقفين.
INTELLECTUAL
ALCHEMISTS BY MARTA FIGLEROWICZ
0 التعليقات:
إرسال تعليق