الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، نوفمبر 18، 2021

ملف حول مستقبل النشر الورقي والإلكتروني اليوم مع الدكتور محمد بنلحسن : من إعداد عبده حقي


 طرحنا هذا السؤال قبل عشر سنوات حول مستقبل النشر الورقي والإلكتروني على عديد من الكاتبات والكتاب فكيف يبدو المشهد اليوم وهل صدقت الرؤية عند البعض فيما خابت تكهنات البعض الآخر .

اليوم مع الدكتور محمد بنلحسن :

إذا كان المجال فسيحا اليوم أمام عموم المتلقين وخاصتهم للمفاضلة بين النشر الورقي والنشر الالكتروني ،فلا أظن أن ذلك سيكون بمكنتنا خلال ما يستقبل من أحياز زمنية ،لكي لا أحصرها في شهور أو أعوام قليلة جدا ….لقد أحسست في مرونة السؤال الذي بادرت إدارة مجلتكم الغراء بطرحه حول المفاضلة المذكورة أعلاه ،دليلا على اتساع فرص الاختيار ،في حين يبدو لي بمقتضى التسارع المفرط والذي لا نملك لرده سبيلا ، أقصد نحن مستهلكي الأقطار النامية ،تسارع الاختراعات التكنولوجية الدقيقة من أجهزة الحاسوب المحمولة بمختلف الأحجام والأشكال ،يقلل من إمكانيات المناورة في الاختيار بين ما ينشر على القرطاس وما تلفظه الحواسيب.

فلا غرابة أن يتحول السؤال في ما يستقبل من أيام ،أراها وشيكة جدا وإن كان هناك من يراها بعيدة ،من ماذا تفضل ؟وأيهما تراه أنجع أن تقرأ كتابا ورقيا أو أن تقرأ مؤلفات على الانترنيت؟إلى سؤال لا نملك عنه فكاكا ، فحواه ،كيف تتلقى الكترونيا فقط هذه الإصدارات المتسارعة الصدور ؟؟؟
في هذا العام ،وبعد استفحال الأزمة المالية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة ، بدأنا نسمع عن تسريح صحف عالمية مشهورة لعشرات العمال ، بعد ركود مبيعات الإصدارات الورقية ،بفضل تفضيل جمهور القراء ،القراءة على النيت ، التي تعفيه من أداء تكاليف زائدة لا قبل لكاهله بها ،بعدما أصبح المواطن الأمريكي عاجزا عن السداد بسبب أزمة الرهون العقارية ……
وكما فضل القراء الجرائد الالكترونية ،فضل مالكو أشهر الصحف الإبقاء على الإصدارات الالكترونية فقط لمواجهة تبعات الأزمة…..لقد التقت مصلحة القارئ مع مصالح الناشرين وتوحدوا خلف العلة المشتركة المتعلقة بالأزمة الاقتصادية…وهنا نصل إلى بيت القصيد، المتمثل في بداية انحسار مجال الاختيار أمام القراءة الورقية …..لنكن صرحاء ،هل هذا السؤال سيطرحه أبناؤنا الذين فتحوا أعينهم على الحواسيب بأشكالها المختلفة والأخاذة يوما ما في المستقبل ؟؟؟لا أظن ، إننا نحن المحافظين ، أقصد نحن الذين أشربننا في قلوبنا ثقافة القرطاس ولم يكن لنا في الماضي كما اليوم عنها محيص ، نحن الذين زحفت علينا آلاف صفحات النيت يوميا كل ساعة بل كل دقيقة وكل ثانية ،
 وتزحف رغما عن أنوفنا واقتناعاتنا التقليدية ، ونقف مشدوهين أمامها ولن نعد قادرين على التنصل من سلطانها وبريقها البصري الفاتن والمثير
هل مازال أمامنا متسع من الوقت للفرار بأبصارنا وأفئدتنا من ضغط الصورة الرقمية التي تلاحقنا حيث الخبر الجديد والإصدار الفريد والنبأ العظيم ؟؟؟
يجب التسليم في نظري الشخصي بهذا الوافد الجديد الذي لم تعد أمامنا خيارات كثيرة لاستقباله ، لابد من التعايش والتوافق مع وحوله ….صحيح أن كثيرا من قلاع الحب العاتي للكتاب الورقي والكتب الصفراء ، لازالت تقبع في مهجنا ولا شعورنا ، ولكن لا مفر من الاعتراف بدنو الأجل

 ،وانتهاء الولاء لما يطبع وينشر ورقيا …ومن أبى فما عليه إلا أن يحزم حقائبه ويرحل بعيدا للأقاصي حيث لا هبوب لرياح التكنولوجيا التي أضحت تلتهم الأخضر واليابس

0 التعليقات: