بطلب من الصديق الصحفي والكاتب حسن الأشرف شاركت في هذا الاستمزاج حول موضوع "أدب السجون" وهو خاص بصحيفة الأندبندنت عربية
هل تنسحب مقولة "أدب السجن" على ما يكتب داخل السجون أياً يكن نوعه أو طبيعته، أم أنها تشمل أيضاً ما يكتب عن تجربة السجن من أدب، حتى إن لم يدخل أصحابه السجون؟ ولئن تمكن بعض الأدباء العالميين الذين عاشوا تجربة الأسر من كتابة "أدب السجن" ببراعة وعمق، فإن بعض الأدباء تمكنوا بدورهم من الكتابة عن السجون بمهارة وصدق من دون أن يعيشوا التجربة شخصياً ومنهم على سبيل المثال الروائي المغربي الفرنكوفوني الطاهر بن جلون. فالكتابة أصلاً لا تتم إلا عبر استعادة التجربة سواء عبر المخيلة أو عبر الوجدان، عبر الذاكرة أو عبر الإبداع .وربما يستطيع الكاتب السجين أن يدون الملاحظات أو اليوميات في بعض الأحيان، وربما يمكنه أن يحفظ ما يقاسي ويشهد في ذاكرته، خصوصاً في الأحوال الأشد قسوة وهولاً. أما الكاتب الذي لم يدخل السجن، فيستطيع أن ينطلق من الوثائق والشهادات الحية، معتمداً لعبة التخييل ومتحايلاً على السرد نفسه ليخلق عالماً مطابقاً لعالم السجن وربما أشد واقعية وغرابة في الحين عينه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق