الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، أكتوبر 31، 2023

نص سردي "علامات الساعة" عبده حقي


في النبض الصامت لخيوط الزمن المتفككة،

صدى خفي،

مقدمة غمغمة لسيمفونية النهاية.

علامات ساعة القيامة،

المنتشرة مثل البتلات القزحية على نسيج الوجود،

تحكي حكايات الحقائق الكونية وعدم اليقين الوجودي.

كل علامة،

عبارة عن حرف رسومي غامض محفور في سقف السماء،

يتردد صداها في همسات الأجرام السماوية، وفي هزات الأرض الدقيقة.

إنها الرقصة المخيفة للظلال عند الغسق،

ووميض النجوم خارج مساراتها المحددة،

والتقارب الغريب للرياح القادمة من زوايا متباينة من الخليقة.

تدق الساعة الأثيرية على إيقاع غامض،

إيقاع لا يفهمه إلا النساجون الكونيون وتهمس به الآذان الحساسة لأولئك المتناغمين مع ألغاز الكون.

شاهد الرحلة الضالة للطيور المهاجرة،

المنزعجة من مسارات أسلافها،

وانحرفت البوصلة السماوية.

إنهم ينطلقون عبر السماء في تصميم رقص يتحدى المعايير،

وهو رقص من الارتباك يعكس التنافر المنسوج في سرد خاتمة وشيكة.

في ظلمة الأحلام الغامضة، يجد البشر أنفسهم متشابكين في الرؤى، حيث يتلاشى الزمن وينكشف الواقع.

تتجلى النبوءات الرمزية في هذه المسارح الليلية،

وتتنبأ بالتغيرات الكارثية ،

 رواية مرسومة بضربات من السريالية والفوضى الشعرية.

البحار، التي كانت ذات يوم مروضة ويمكن التنبؤ بها، تتضخم الآن وتموج بشراسة تشبه العملاق الغاضب، وتعكس أمواجها المضطربة القلق داخل روح العالم. تحذر الحكايات القديمة من هذه المياه الجامحة، وتبشر بحساب الأبعاد الكونية.

انظر إلى مرايا المجتمع، التي تصقل انعكاسًا مقلقًا لزواله الوشيك. يتآكل النسيج الأخلاقي للوجود، ويتفكك في مواجهة الخلاف البشري والانحلال الأخلاقي.

هذه العلامات منقوشة على الوجوه المليئة بالقلق لحضارة تترنح على شفا التراجع.

ولكن وسط العلامات المشؤومة تكمن المفارقة - بصيص أمل خافت، وهمس بالخلاص. لأنه في أحلك أعماق هذه النهاية الوشيكة، هناك إمكانية للولادة الجديدة.

وفي انحلال القديم تُزرع بذور فجر جديد، طائر الفينيق الكوني الذي ينهض من رماد حقبة قد انتهت.

بينما تستمر الساعة السماوية في العد العكسي الغامض، تقف علامات ساعة القيامة بمثابة نذير بكارثة وتبشر بصحوة متعالية.

ومن خلال هذه الازدواجية يجد الكون توازنه، فمن رماد نهاية العالم، ينسق الكون سيمفونيته الدائمة من الخلق والدمار.

في نسيج النثر السماوي، تنسج ساعة الحساب قصة معقدة، تدمج السريالية والتلقائية في رقصة ذات أبعاد كونية.

العلامات، مثل الهمسات التي تحملها الزفير الكوني،

يتردد صداها عبر نسيج الواقع،

وهي رقصة غامضة صممتها أيادي القدر غير المرئية.

في هذه الدراما التي تتكشف،

تلقي الشمس،

التي كانت في يوم من الأيام منارة للثبات،

ظلالًا غريبة.

تخترق أشعتها السماء بأنماط غريبة، وهي لعبة مجردة من الضوء تلمح إلى رمز، وهي لغة من عالم آخر مكتوبة بألوان السماء الذهبية.

وفي هذه الساعة،

يرتدي القمر،

وهو ملهمة سماوية للشعراء والحالمين،

حجابًا غريبًا.

مظهرها الفضي، الذي غالبًا ما يكون حضورًا مريحًا، يتحول الآن إلى لغز غامض.

تتأرجح مراحلها في حالة من الفوضى،

ولغز دائم التغير في سماء الليل،

ولوحة فنية مرسومة بضربات من عدم اليقين.

الهمسات التي تحملها الرياح تبشر بلغة لا يستطيع فك شفرتها إلا الأرواح المتناغمة.

حفيف أوراق الشجر في غابة قديمة، والأصداء المرتدة من المنحدرات الشاهقة،

ونفخات المحيط كلها تحمل رسائل مشفرة عن تحول وشيك.

وفي عالم اللاوعي، تتكشف الأحلام في سمفونيات سريالية،

حيث يندمج الزمان والمكان في لوحة تجريدية.

ترسم الرؤى،

الحية والمبهمة،

مناظر طبيعية للعقل،

وتنبئ برقصة التانغو الكونية بين الوجود والنسيان.

تظهر العلامات في أنماط متاهة.

إن نسيج الحضارة يحمل شقوقًا ، حيث تتآكل الأعراف المجتمعية عند أطرافها، وتتأرجح البوصلة الأخلاقية في عاصفة الخلاف الإنساني.

وسط هذه الفوضى،

تومض منارة أمل هشة.

وفي أعماق هذه الكارثة الوشيكة تنبت بذور التجديد.

فمن بين أنقاض القديم، تظهر فرصة للتحول، مما يبشر بولادة جديدة محتملة، وتطور للوعي الكوني.

بينما تهمس علامات ساعة القيامة بآياتها المبهمة،

يترتب على ذلك رقصة كونية بين الخلق والانحلال. إنها رقصة سريالية حيث يندب الكون ويحتفل، لأنه في خضم الفوضى، يجد نشأة فجر جديد، دورة أبدية تجدد نفسها باستمرار.

في همسة أنفاس الزمن العابرة، حيث يدور الكون حكايته السماوية،

يكمن نسيج غامض من علامات الساعة –

نذير نهاية العالم.

وهي سيمفونية من الهمسات التنبؤية،

يتردد صداها عبر نسيج الوجود،

وترسم منظرًا سرياليًا في عين العقل.

وسط رقص النجوم الأثيري،

والرياح الهائجة التي تداعب شقوق الواقع،

تموج البشائر عبر الآفاق.

يهمس القمر المظلل بالأسرار في الليل،

ويلقي بظلال مخيفة تولد أنماطًا نبوية على الأراضي المقفرة.

في أروقة العقل المتاهة،

تهب عاصفة من الرؤى - فوضوية،

لكنها سامية.

يتضاءل الحجاب بين العوالم،

مما يسمح للأثيري والملموس بالتشابك في رقصة باليه معقدة.

راقصة القدر تدور على حافة الخلود،

وحركاتها تشبه رقصة كونية، ت

تتبع النهاية الوشيكة لهذه الحقبة.

يتسارع إيقاع نبض الزمن،

حيث يبشر قلب الكون النابض بالعلامات المحفورة في السحب،

ويهمسها الزفير،

وتغنيها المياه المتتالية.

لغة الساعة تتجاوز الكلمات المنطوقة.

إنه يتردد صداه في السيمفونية الصامتة للعناصر،

مقدمة لتصعيد لا مفر منه.

تنطلق الرؤى من خلال عين العقل مثل الشهب غير المنتظمة،

كل منها جزء من التصميم الكبير،

وهي فسيفساء غامضة لتفكك العالم.

يتشابك مشهد من الاستعارات والرموز،

ويرسم قصة مجردة على قماش العقل الباطن.

تجري الأنهار بحبر ذو لون سماوي،

تنقش على سطح الأرض شعر الإغلاق الوشيك.

تنحني الأشجار في إجلال،

وتلقي بظلالها المتطاولة التي تهمس بالأسرار للمراقب الثاقب.

ترتجف كل ورقة،

مشربة بمعرفة الخاتمة الوشيكة.

في مسرح الوجود السريالي هذا،

يتشابك ما هو عادي مع ما هو استثنائي،

مما يطمس الحدود بين ما هو ملموس وما هو مجرد نسج من نسج الوعي الجماعي.

يصبح السريالي هو الواقع الجديد،

حيث تمتزج حركات الحياة التلقائية مع رقصة القدر الغامضة.

علامات الساعة،

نهاية العالم،

تتجاوز حدود الإدراك التقليدي.

إنها لغز،

لغز تهمس به القوى الكونية،

ينتظر نظرة فك رموز الروح المستيقظة.

قصيدة بلا كلمات،

سمفونية بلا نوتات،

عمل فني تجريدي لأغنية بجعة الكون.

وفي غسق الزمان،

عندما يبلغ عقرب ساعة القدر ذروته،

تتقارب العلامات.

سوف ينسجون معًا في نمط معقد،

ويكشفون عن الوحي النهائي

الفصل الأخير من هذا المسرح الكوني،

والخاتمة الكبرى للوجود،

حيث يندمج الجميع ويذوبون في هاوية الأبدية.

 

0 التعليقات: