وفي وكر الغموض، تتشكل أصداء الأكاذيب، لتحبك أحلاما من أنسجة الواقع. الحيلة المزينة بالروعة، وتنزلق مثل اللص الهارب في تقلبات القصة.
تتراقص الكلمات في توازن غير مستقر، وتتأرجح بين الظلال والأضواء، لتخلق سيمفونية من الأوهام حيث يمتزج الجمال بالظلام. مثل السراب، تنزلق الحقيقة بعيدًا، وتتحول إلى حكاية حيث المسافة تضفي على القصة سحرها الآسر.
الأحلام التي ينسجها
الرواة، هؤلاء المسافرون في الخيال، تتجاوز حدود الواقع، وتكشف عن سحر المجهول.
أناشيد الأكاذيب تنبعث من حقيقة غريبة، حقيقة مموهة في ثنايا القصة، حيث يندمج
الواقع مع الخيال في رقصة آسرة.
في هذه التمثيلية
الغريبة والمعجزة، يغلف جمال الأكاذيب، القادم من حدود بعيدة، الواقع بحجاب من عدم
اليقين، ويكشف روعة حقيقة متعددة الأوجه، حيث تمتزج المسافة بالوهم في إدراكنا.
في العوالم
الغامضة حيث تتعانق الحقيقة مع الوهم، كنت أتجول. لقد نسجت كلماتي من نسيج الأراضي
البعيدة، حيث ساد فن الأكاذيب الجميلة. متذوقا العجائب، تجول عبر العوالم المرئية
وغير المرئية، ملفوفًا بحجاب حكاياتي الغامضة.
تطأ قدماي الأراضي
الحدودية حيث يلتقي الواقع باللاواقع، وحيث تتراقص أصداء الحقيقة مع نزوة الخيال.
تحدثت بالألغاز، حيث كانت كل كلمة عبارة عن ضربة فرشاة ترسم ألوانًا نابضة بالحياة
، وصياغة روايات تلمع مثل الأحلام ويتردد صداها مثل الهمسات القديمة.
في بلدة، تقع بين
التلال ويحجبها الشفق المستديم، نشأت أسطورة - قصة الكذبة الجميلة التي سافرت من
الشواطئ البعيدة. همسات هذا الكذب الغامض، حكاية نسجت من خيوط مملكة غابرة، أسرت
سكان المدينة. تحدثت عن حديقة مقمرة حيث تتفتح الورود في ظلال غير مرئية، وحيث
يحمل العطر في الهواء رائحة الألحان المنسية.
سكان هذه البلدة،
الذين تتوق قلوبهم إلى الخيال، كانوا يبحثون عني، حارس هذه القصص المراوغة. وجدوني
وسط ضباب الغابة المحجبة، جالسًا على حجر مغطى بالطحالب، وعيناي تعكسان أسرار ألف
غروب وغروب للشمس غير المرئي.
توسَّلوا
قائلين: «لقد أخبرنا عن الجمال الذي يأتي من بعيد، حكاية الأراضي البعيدة والأحلام
الآسرة.»
بابتسامة تحمل
أسرار النجوم القديمة ونزوة عوالم الشفق، بدأت في نسج روايتي.
لقد نسجت رواية
طائر فضي الجناح، مخلوق من الشهب السماوية، يحمل ريشه أغاني الآلهة المنسية. لقد
حلق عبر عوالم مجهولة، وهمساته اللحنية كانت تستدعي أصداء مملكة ضائعة منذ زمن
طويل. كانت الأرض التي سعى إليها متدثرة بالربيع الأبدي، حيث تم طلاء السماء
بألوان تتفوق على الفهم، وتتحدث لغة الزهور عن أسرار لا توصف.
انتشرت روايتي،
لترسم صورة لأرض يرقص فيها الزمن في الاتجاه المعاكس وحيث تتلاشى الحدود. نسجت
كلماتي كذبة خادعة تحمل في داخلها حقيقة أعمق بكثير من أعماق أي واقع.
وبينما كان سكان
البلدة يستمعون إلي، شعروا بإثارة أرواحهم، متأثرين بالجوهر الأثيري لأسرار سردي
الفاتن . لقد غلفهم العشق، الذي ولد من الأفق البعيد لخيالي، في شرنقة من السحر،
حيث ذاب الخط الفاصل بين الإيمان والكفر في عالم من الاحتمالات التي لا حدود لها.
وهكذا، استمر
إرث الكذبة الجميلة التي جاءت من بعيد كشهادة أبدية على جاذبية وقوة الرواية التي
تتجاوز حدود الحقيقة والسحر الملموس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق