الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، يوليو 29، 2024

نص سردي : عبده حقي


وراء مياه الأحلام، حيث تنعكس السماء في مرآة لا نهاية لها،

تبحر الكائنات بحثًا عن آفاق بعيدة.

يقطع قارب أحمر جريء المياه اللازوردية،

تحت النظرة اليقظة لسحابة معلقة، حارسة الأسرار السماوية.

البحار المقنع، اللغز الأبيض ذو العيون المحجبة،

يحمل دفة هذا المركب الأثيري.

وعلى صدره تنام سيدة متشحة بالحرير القرمزي،

تهمس بأحلام منسية، وتتمتم عن مكان آخر.

مظلات قرمزية تطفو، حراس صامتون،

ظلال تلقي على وهج الفجر الذهبي.

صدى رنين بعيد، معلق بخيوط ذهبية،

يتردد كذكرى الطفولة، حلوًا وحزينًا.

 

على شاطئ العبث، ملهمة عارية، متوجة بالنور،

تحتفظ بسلة من الأحلام اللؤلؤية، وأصداف من الألغاز.

دجاج وطيور، شهود زمن آخر،

ينتشرون حولها، ويتخللون اللحظة بإيقاع طقسي.

 

رجل، ناي في يده، يتوجع ويستحضر ألحانًا من عالم آخر،

يجلس بلا عاطفة، على حافة السحابة.

تمتزج نغماته مع النسائم، ومداعبات الروح،

والأغاني التي تتطاير بين الأشرعة والأمواج.

 

قوارب مصغرة تنزلق على المرآة السائلة،

شظايا صغيرة من القدر، تبحر نحو جزر غير مرئية.

بالونات معلقة، مثل فسحات التأمل،

تنير طريق المسافرين الليليين.

 

مباني حجرية، بعيدة ،

تشاهد مثل العمالقة النائمين، شهود عصور ماضية.

تمتزج مع الضباب الذهبي،

بقايا أحلام قديمة، وانعكاسات الماضي المتغير.

 

هكذا يبحر القارب الأحمر، بين السماء والماء،

ناقلاً النفوس الضائعة إلى متاهة الأحلام.

كل مجذاف، فكرة، كل موجة، ذكرى،

تندمج في اللانهاية، حيث يصبح كل شيء تاريخًا.

 

في هذا الكون العائم، حيث يتشابك الواقع مع الخيال،

يتوقف الزمن عن مساره، ليسمع همسات القلب.

ونضيع، طوعًا، في هذه الصورة المتحركة،

لنجد جوهر الوجود، من خلال منظور الأحلام.

0 التعليقات: