الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، أغسطس 18، 2024

نص سردي "رقصة اللاشيء في مرآة الوقت" عبده حقي


ماذا حدث؟ أهو صوت الرصاص؟ أم مجرد نبضات من قلب لا يهدأ؟

ها هي الألوان تنسكب في بحر الزمن، الأزرق يتسلل إلى الأصفر، بينما الأحمر يراقب بصمت، مطرقة تتأرجح في الهواء، مطر يسقط دون سحاب، ولا يوجد باب يفتح على الفراغ، كل شيء هنا ينتظر الكلمة الأخيرة، لكن الكلمات ضائعة في فوضى الحواس.

المرايا تخون العيون، والظلال تتآمر مع الضوء، السكين هو القاتل أم مجرد شبح؟

في قلبه أزهار من دخان، وفي جيبه قصائد من رصاص، كأنه مجرى من حبر أسود، ماذا يرى؟ أم أنه فقط يحدق في الفراغ؟

المرأة تستيقظ من موتها، لكن هل هي حقيقة أم وهم؟

عينها تُشرق كشمسٍ غارقة، كل شيء يتحرك بلا سبب، المقاعد تهتز، الستائر تهمس بأسرار، هنا، العالم ينزلق إلى حلمٍ لا نهائي، المنطق يغرق في بحر من عبث، كل شيء هنا يمكن أن يكون ويمكن ألا يكون، هل هو القاتل؟ أم الضحية؟ أم مجرد راكب على صهوة من وهم؟ أغنية تُعزف بلا نهاية، والأرض عيناه تبحثان عن شيء لا يمكن العثور عليه، واليد تمتد نحو سحابة الغبار.

صورة في صورة في صورة، كل إطار يقود إلى متاهة أخرى، والعقل يتوه في دوامة لا نهائية، الأشياء تتحرك بحرية، لكنها لا تصل أبداً، الحلم ينزلق بين الأصابع، واليد تحاول أن تقبض على الرياح.

هل نحن هنا؟ أم أننا مجرد انعكاس في مرآة مكسورة؟

الزمن يذوب في نهر من الزئبق، حائط أم أنه حلم يغرق في حلم آخر؟

كل شيء هنا ممكن ولا شيء حقيقي، بعد الظهر نحن ضائعون في متاهة من مشاعر، ولا شيء يقود إلى أي مكان.

إنها ليست لوحة، لكنها أكثر من مجرد لوحة ، إنها نافذة إلى عالم آخر، حيث العقل يفقد عقله، والفم يتمرغ في النهاية، كل شيء يختفي في الظلال، حائط لكن الألوان لا تزال تهمس، حائط في متاهة من عبث، حيث كل شيء ولا شيء، يتعانقان في رقصة لا تنتهي.


0 التعليقات: