على صهوة المعرفة يأتي عبء الوعي، ثقيلا لا مرئيا ضاغطا على الروح. إنه يقطر مثل مياه الأمطار، ويتجمع في الزوايا المظلمة، كل قطرة لحظة، فكرة لم تتم معالجتها، كل حقيقة لم يتم لفها تتكشف في الداخل، طائر أوريجامي يطير -ولكن أوه، الورقة ثقيلة، مبللة بالحبر والدموع.
يبدو الوجود مثل خيط لا ملفوف في شرايين النسيج، يتكشف، حواف مهترئة تهمس بأسرار الخراب.
في وسط الضباب الرمادي
الذي يلف شوارع المدينة، تتداخل وجوه الغرباء مع بعضها البعض ــ بوتقة
تنصهر فيها الأحزان، عيون تشبه آبار منتصف الليل العميقة، تجذبني إليها، وتجرني إلى أعماقها التي لا نهاية لها.
تحمل كل نظرة انعكاس
حلم مهشم، حيث يغني القمر التراتيل للمتعبين، ويتسرب بريقه الفضي إلى شقوق الأرصفة المكسورة.
هنا، ينسج التعقيد
شبكة من الأسئلة، كل خيط منها عبارة عن كسورية من الخبرة الإنسانية، مع خيوط لزجة من التوقع واليأس.
أنا محاصر - محاصر
أنا في شرنقة حريرية من صنع يدي، الجدران تغلق مع كل نبضة قلب، كل حقيقة مضاءة، مبهرة، مثل وميض البرق الذي يكشف عن الظلال المخفية.
في هذه اللحظة، أقف
على حافة الوجود، متأرجحًا على حافة الفكر، في توازن دقيق، مثل ضحك طفل يرن أجوفًا في مقبرة، مخيف ولكنه رقيق .
عبارة عن سيمفونية
فوضوية، كل نغمة منها عبارة عن صرخة متنافرة تتردد في مخابئ عقلي.
تتردد نغمات حزينة،
مثل عاصفة رعدية بعيدة، وترقص الظلال على جدران وعيي، فتلتوي وتثني ضوء الفهم.
العالم عبارة عن فسيفساء
من الحزن، كل قطعة منها تتناسب بشكل غير كامل مع التصميم العظيم،
مثل الزجاج المكسور
في زقاق منسي، حواف حادة تعكس قلب البشرية المسنن.
ما الذي نتذكره سوى
شظايا حياتنا؟ إنها تنزلق من بين أصابعنا كحبات الرمل، وتتلاشى ألوانها إلى درجات اللون البني الداكن، وتتشابك أشباح الضحك مع همسات اليأس.
تعكس المرآة ألف وجه
ـ كل وجه
منها قصة لم تُروَ، لغز متناثر من الفرح والحزن، تآكلته أيدي الزمن،
والماضي متاهة، وأنا
ضائع بين جدرانها.
تتشابك الحقيقة مع
الأحلام، كرسام ينثر الألوان على لوحة من الغموض.
ما هو الحقيقي إلا
ملمس العشب البارد تحت الأقدام العارية، وحفيف الأوراق التي تهمس بوعود منسية؟
في ساعة الشفق، أتجول
عبر غابة من الأفكار، حيث تمتد الأشجار مثل أصابع الكون، وتغوص جذورها عميقًا في حزن الأرض، والسماء عبارة عن كتلة دوامة من اللونين الأزرق
والأحمر، ولوحة لا نهاية لها من التساؤلات الوجودية.
الوجود يعني الرقص
على حافة السكين، حيث يتشابك الجمال واليأس، وينبض القلب بإيقاع من التناقض، نبض محسوس في نخاع الوجود.
والعقل مسافر لا يهدأ، ولا
يستريح ، يبحث إلى
الأبد عن العزاء في عالم يتحول تحت أقدامنا، مثل الكثبان الرملية في رياح الصحراء، متغير باستمرار، ولكنه هو نفسه إلى الأبد.
أنظر إلى الهاوية وأجد
انعكاسات لنفسي، مكسورة وكاملة، مفارقة مفككة، وفي ذلك الظلام، وميض من الفهم.
وهكذا أحتضن الثقل والحزن المتشابك مع حلاوة الحياة.
في الظلال أجد الوضوح، وحقائق الوجود القاسية ليست سوى مرآة تعكس عمق إنسانيتنا.
مع كل نفس، أنسج ، خيوط الفرح واليأس، فسيفساء نابضة بالحياة من الوجود، كل قطعة شهادة على جمال الوجود.
دعني أجول في الشفق، حيث تلتقي الأحلام والواقع، حيث تهمس الظلال بالأسرار، ويغني القلب أغنية الأشواق. ففي النهاية، نحن جميعًا باحثون، نطارد أصداء وجودنا، وتحت عبء المعرفة، ننهض، مع غروب الشمس، ونلقي بظلال ذهبية على قماش حياتنا، وفي ذلك الضوء، نجد وميضًا من الأمل، وتذكيرًا بأنه حتى في الحزن، هناك جمال يمكن العثور عليه.
تلعب ظلال نبض لينتون
كواسي جونسون حيلًا على العين، في هذا التوسع الحضري، يتنفس الليل ثقيلًا،
كل خطوة تردد صداها
مثل قرع الطبل، إيقاع الحياة هو رنين مستمر - حياة صعبة، زوايا حادة، مساكن متداعية، أصوات ترتفع وتنخفض مثل المد، تتشابك القصص، تتدفق عبر الأزقة، همسات النضال، المرونة التي لا تلين، رقصة البقاء في الظلام، ومع ذلك، في ذلك الظلام، تشتعل شرارة، تومض نار المقاومة، تضيء مسارات الإمكانية، في كل قلب، نبض التاريخ - نبض غير منقطع، غير منحني، غير خائف.
"هو دعوة إلى العمل، ففي كل نظرة تكمن ثقل خياراتنا، والمسؤولية التي نحملها، والعبء المشترك،
للارتقاء، والقتال،
والحب في تحدٍ، في مواجهة الشدائد، نجد قوتنا، والقدرة على صياغة فجر جديد، مع كل خطوة، نستعيد روايتنا، المنسوجة في نسيج التضامن، حيث المعرفة ليست ثقلاً بل نورًا، يرشدنا عبر ضباب اليأس، للبناء، والنمو، والحب - إرث مصنوع من رماد النضال، ونغني معًا، أغنية الثورة،
ترنيمة للمستقبل، حيث يزدهر الأمل في شقوق وجودنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق