أيها العرب، لا تكتبوا وصاياكم،
فالرياح تمزق الحبر،
والصحراء تبتلع الحروف،
والأفق المتصدع يضحك من حزنكم العتيق.
دعوا الرمال تملي على الموج صمتها،
ودعوا النخيل يهتزُّ
للريح كأعمدة منسية،
فالليل يفتح عينيه
على طرقات بلا عودة،
والشمس تسقط في بئر
بلا قاع.
أرأيتم كيف تتراقص
القذائف كأقمار سوداء؟
كيف تُرسِل الحدود
ظلالها الطويلة،
وكيف تتثاءب المدائن
في ليلها المكسور؟
أيها العرب، لا تكتبوا
وصاياكم،
فالأبجدية احترقت،
والأوراق استسلمت للرماد.
العشق يتيه في أزقة
مليئة بالخراب،
والخناجر تلمع في العيون
قبل الأيدي،
يا أبناء الرمل والسراب،
لا تكتبوا وصاياكم،
فالحروف صارت أوهامًا
تغرق في السراديب المنسية.
افتحوا الأبواب لريح
لا تسأل،
لبرق لا يخشى العتمة،
ارسموا على جدران الوقت
منافذ للخروج من هذا
الحلم المتصدع.
لا وصايا، لا شاهد
على الغياب،
فأنتم البحر، وأنتم
العاصفة،
وأنتم الطير الذي يحلق
رغم الجرح ورغم الضياع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق