1
عيونكِ مرايا بعيدة،
كلما اقتربتُ، رأيتُ نفسي غريباً في لغتي.
تسائلني الصحراء عن عطشي،
وأنا لا أملك غير نظرتكِ ماءً.
2
أجلس في ظل رمشكِ العالي،
كأنه نخلة تحرس روحي.
تسقط التمور على جوعي،
وأنا أقتاتُ بالحب لا بالخبز.
3
حين تحدّقين،
أسمع في العتمة أصوات الموج،
وأدرك أن البحر يكتبكِ،
كما يكتب الرملُ أسماء العابرين.
4
أخافُ من وضوحكِ،
كما يخاف شاعرٌ من قصيدته الأخيرة.
لكنّي أستسلم،
وأترك لعينيكِ حرية الحبر.
5
في عينيكِ
خريطة المغرب كلّها:
من جبال الريف إلى واحات درعة،
وأنا أضيع بين السطر والسطر.
6
لماذا تُشبه عيناكِ
نافذتين على فاس القديمة؟
كل حجرٍ في الجدار ينطق،
وأنا أتعلم الصمت كي أسمع.
7
أدخل في قزحيّتكِ
كما يدخل مسافرٌ إلى مراكش.
ألوان الأسواق تعلّقني،
وأنا طفلٌ يلهو بالبهجة.
8
حين أغمض جفنيكِ،
تختفي المدن وتبقى الحكاية.
وأكتشف أن الليل لا يكتمل،
إلا إذا حمل بصمتكِ سرّه.
9
أيتها المغربية،
كل زليجٍ يذكّرني بعينيكِ.
قطع الفسيفساء تركّبني،
وأنا قطعة ناقصة من لوحة.
10
أكتبُ لأحمي نفسي من التيه،
لكن عينيكِ تفضحان القصيدة.
فأفهم أن الشعر لا يُكتب،
إنما يولدُ من نظرتكِ.








0 التعليقات:
إرسال تعليق