الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الاثنين، نوفمبر 24، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي

 


يَسْتَنَدَ هٰذَا التَّقْرِيرُ إِلَى مُتَابَعَةِ جُمْلَةٍ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالتَّقَارِيرِ الدَّوْلِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ حَوْلَ الْمَهَارِجَانَاتِ الثَّقَافِيَّةِ فِي الْمَغْرِبِ وَالْمِنْطَقَةِ، وَالنِّقَاشَاتِ الْجَارِيَةِ حَوْلَ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ فِي الصَّحَافَةِ، وَمُبَادَرَاتِ الأَدَبِ الرَّقْمِيِّ وَحِفْظِ الأَعْمَالِ الْمَوْلُودَةِ رَقْمِيًّا. 

كَمَا رُوجِعَتْ تَقَارِيرُ حَوْلَ تَأْثِيرِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ عَلَى الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَثِقَةِ الْجُمْهُورِ بِالأَخْبَارِ، وَمُؤْتَمَرَاتٌ إِقْلِيمِيَّةٌ وَدُوَلِيَّةٌ مُخَصَّصَةٌ لِلصَّحَافَةِ وَالتَّنْمِيَةِ، إِلَى جَانِبِ مَبَادِرَاتٍ جَامِعِيَّةٍ وَفَنِّيَّةٍ فِي مَجَالِ الأَدَبِ الإِلِكْتْرُونِيِّ وَالأَرْشَفَةِ الرَّقْمِيَّةِ.

شْهَدُ الْمَشْهَدُ الثَّقَافِيُّ وَالْفَنِّيُّ فِي هٰذَا الْيَوْمِ حَرَكَةً مُكَثَّفَةً فِي الْمَغْرِبِ وَالْعَالَمِ، حَيْثُ تَتَقَاطَعُ الْمَهَارِجَانَاتُ الْمُوسِيقِيَّةُ مَعَ الْمَعَارِضِ التَّشْكِيلِيَّةِ، وَتَتَرَافَقُ مَعَهَا دِينَامِيكِيَّاتٌ جَدِيدَةٌ فِي الصَّحَافَةِ وَالْإِعْلَامِ وَالتِّكْنُولُوجْيَا الرَّقْمِيَّةِ وَالأَدَبِ الرَّقْمِيِّ، فِيمَا يُشْبِهُ خَرِيطَةً كَوْكَبِيَّةً لِلتَّغَيُّرِ تَتَّسِعُ دَوَائِرُهَا مِنْ رِبَاطِ الْفَنِّ إِلَى فَضَاءِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ.

فِي الْمَغْرِبِ، يَتَصَدَّرُ الْمَشْهَدَ هٰذِهِ الأَيَّامِ حُضُورُ الْمُوسِيقَى الْعَالَمِيَّةِ وَالإِفْرِيقِيَّةِ عَلَى خَشَبَاتِ الرِّبَاطِ وَفَاسِ وَمَرَّاكُشْ. فَمَهْرَجَانُ «ڤِيزَا فُورْ مُوزِيكْ» يُرَسِّخُ مَكَانَتَهُ كَمُنْتَدًى بَانْ-إِفْرِيقِيٍّ لِلتَّعَارُفِ وَالتَّخَاطُبِ بَيْنَ الْفَنَّانِينَ وَمَدِيرِي أَعْمَالِهِمْ وَمُمَثِّلِي الصِّنَاعَاتِ الْمُوسِيقِيَّةِ، حَيْثُ تَجْتَمِعُ الْأَصْوَاتُ الْقَادِمَةُ مِنْ أَعْمَاقِ الصَّحْرَاءِ وَغِنَاءِ الْغْنَاوَةِ مَعَ تِيَّارَاتِ الْجَازْ وَالإِلِكْتْرُونِيكْ. وَفِي فَاسٍ يَمْتَدُّ نَفَسٌ رُوحِيٌّ مُخْتَلِفٌ، إِذْ يَجْمَعُ مَهْرَجَانُ الثَّقَافَةِ الصُّوفِيَّةِ فَنَّانِينَ وَبَاحِثِينَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَإِفْرِيقْيَا وَآسِيَا وَأُورُوبَّا حَوْلَ سَمَاعَاتٍ رُوحِيَّةٍ وَمَوَائِدَ نِقَاشٍ فِكْرِيَّةٍ، مِمَّا يُؤَكِّدُ أَنَّ الْمَدِينَةَ الْعَرِيقَةَ لَا تَزَالُ تَرَى فِي الْفَنِّ جِسْرًا لِلتَّصَوُّفِ وَالْحِوَارِ الْكَوْنِيِّ. وَفِي مَرَّاكُشْ تَسْتَمِرُّ «دَارُ الشِّعْرِ» فِي إِطْلَاقِ أَمْسِيَاتٍ شِعْرِيَّةٍ جَدِيدَةٍ تُحَاوِلُ أَنْ تُقَرِّبَ الْقَصِيدَةَ مِنَ الْجُمْهُورِ الْيَوْمِيِّ، حَيْثُ يَتَجَاوَرُ الشِّعْرُ الْفَصِيحُ مَعَ الْمَوْشَّحَاتِ وَالتَّجَارِبِ الشَّابَّةِ فِي فَضَاءٍ يَجْمَعُ بَيْنَ التُّرَاثِ وَالاِبْتِكَارِ.

وَعَلَى مُسْتَوَى الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ، تَتَوَاصَلُ الْمَهَارِجَانَاتُ وَالْمَعَارِضُ الَّتِي تُرَاهِنُ عَلَى الْقُوَّةِ النَّاعِمَةِ لِلْفَنِّ. فَفِي الْإِمَارَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَّحِدَةِ تَنْطَلِقُ فَعَّالِيَّاتُ مَهْرَجَانِ الْكِتَابِ فِي الْعَيْنِ، حَيْثُ تَتَوَزَّعُ مِئَاتُ الْأَنْشِطَةِ بَيْنَ تَوْقِيعِ إِصْدَارَاتٍ جَدِيدَةٍ، وَحَلَقَاتِ نِقَاشٍ حَوْلَ تَحْوُّلَاتِ السُّوقِ الْكِتَابِيَّةِ، وَوِرَشِ تَشْجِيعِ الطِّفْلِ عَلَى الْقِرَاءَةِ، مِمَّا يَجْعَلُ الْمَهْرَجَانَ نُقْطَةَ تَقَاطُعٍ بَيْنَ السِّيَاحَةِ الثَّقَافِيَّةِ وَالصِّنَاعَةِ النَّشْرِيَّةِ. وَفِي الشَّارِقَةِ يَتَوَاصَلُ مَعْرِضٌ كَبِيرٌ لِلْفُنُونِ الْإِسْلَامِيَّةِ يُقَدِّمُ مِئَاتِ الْأَعْمَالِ فِي الْخَطِّ وَالْخَزَفِ وَالزَّخْرَفَةِ، فِي مَسْعًى لِقِرَاءَةِ التُّرَاثِ بِعُيُونٍ مُعَاصِرَةٍ، بَيْنَمَا تَشْهَدُ دُبَي مَوْجَةً جَدِيدَةً مِنْ أَفْلَامِ الْأَنِيمِيشِنِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي تَسْتَعِيدُ الْحَكْيَ بِصَوْتٍ مَحَلِّيٍّ وَصُوَرٍ مَشْحُونَةٍ بِالْهُوِيَّةِ وَالِاحْتِجَاجِ.

أَمَّا عَلَى الْجُغْرَافْيَا الْإِفْرِيقِيَّةِ الأَوْسَعِ، فَتَسْتَمِرُّ الْعَوَاصِمُ فِي تَكْرِيسِ حُضُورِهَا عَلَى خَرِيطَةِ الْفُنُونِ الْعَالَمِيَّةِ. فَالْفَنَّانُونَ النِّيجِيرِيُّونَ يَسْتَحْوِذُونَ عَلَى حَيِّزٍ مُهِمٍّ فِي مَعَارِضَ دَوْلِيَّةٍ بِأَبُوظَبِي، حَيْثُ تُمْزَجُ الْمَوَادُّ التَّقْلِيدِيَّةُ بِتِقْنِيَاتِ الْمِيلِتِمِيدْيَا، فَيَظْهَرُ الْقَارَّةُ السَّمْرَاءُ بِصُورَةِ مَخْتَبَرٍ بَصَرِيٍّ لِلتَّجْرِبَةِ وَالِابْتِكَارِ. وَفِي جَهَةٍ أُخْرَى مِنَ الْعَالَمِ، تُعِدُّ مَدِينَةُ «غْيُونْغْجُو» الْكُورِيَّةُ مَرْكَزًا ثَقَافِيًّا مُصَاحِبًا لِقِمَّةٍ دَوْلِيَّةٍ، حَيْثُ تَتَرَافَقُ الْعُرُوضُ الْمُوسِيقِيَّةُ وَالْأَزْيَاءُ التُّرَاثِيَّةُ مَعَ رِسَالَةٍ سِيَاحِيَّةٍ تُرَوِّجُ لِتَرَاثِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْكُورِيَّةِ. وَفِي أُورُوبَّا، لَا يَزَالُ مَهْرَجَانُ «بِيتْشْفُورْكْ» فِي بَارِيسَ يَجْذِبُ عُشَّاقَ الْأَلْبُومَاتِ الْمُسْتَقِلَّةِ وَالْمَوَاهِبِ الصَّاعِدَةِ، مِمَّا يُؤَكِّدُ أَنَّ الْمُدُنَ الْكُبْرَى تُرَاهِنُ عَلَى الْفَنِّ كَرَأْسْمَالٍ رَمْزِيٍّ لَا يَقِلُّ قِيمَةً عَنِ الصَّفَقَاتِ الاقْتِصَادِيَّةِ.

وَبِالْمَوْزَاةِ مَعَ هٰذَا الْغَلَيَانِ الثَّقَافِيِّ، يَتَزَايَدُ نَبْضُ النِّقَاشِ حَوْلَ مُسْتَقْبَلِ الصَّحَافَةِ وَالإِعْلَامِ فِي زَمَنِ التَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ. فَفِي الْمَغْرِبِ، تَسْتَمِرُّ مُحَاوَلَاتُ الْمُؤَسَّسَاتِ الإِعْلَامِيَّةِ فِي مُلَامَسَةِ أَدَوَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ فِي التَّحْرِيرِ وَالتَّوْزِيعِ وَإِدَارَةِ الْجُمْهُورِ، مَعَ سُؤَالٍ كَبِيرٍ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ التَّوَفِيقِ بَيْنَ سُرْعَةِ الْآلَةِ وَحِسِّ الصَّحَفِيِّ الْبَشَرِيِّ. وَفِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ الأَوْسَعِ، تَتَصَاعَدُ نِقَاشَاتٌ حَوْلَ تَضَخُّمِ مَفْهُومِ «الْمُحْتَوَى» عَلَى حِسَابِ «الْخَبَرِ»، وَدَوْرِ الشَّبَكَاتِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ فِي إِغْرَاءِ الصُّحُفِ وَالْقَنَوَاتِ بِالْبَحْثِ عَنْ نِسْبَةِ الْمُشَاهَدَاتِ عَلَى حِسَابِ التَّحَقُّقِ وَالتَّدْقِيقِ.

عَالَمِيًّا، يَتَعَمَّقُ السُّؤَالُ حَوْلَ ثِقَةِ الْجُمْهُورِ فِي الأَخْبَارِ فِي زَمَنِ الَأْلْغُورِيثْمِيَّاتِ. تَقَارِيرُ أَكْثَرَ مِنْ مَرْكَزٍ بَحْثِيٍّ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْجُمْهُورَ مَا يَزَالُ يُفَضِّلُ الْخَبَرَ الَّذِي يَقِفُ خَلْفَهُ صَحَفِيٌّ مَرْئِيٌّ وَمُسَاءَلٌ، فِي حِينِ يُنْظَرُ إِلَى الْخَبَرِ الْمُنْتَجِ آليًّا بِقَدْرٍ مِنَ الارْتِيَابِ، خَاصَّةً فِيمَا يَتَّصِلُ بِالِانْتِخَابَاتِ وَالصِّحَةِ وَالأَمْنِ. وَفِي آسِيَا، تَتَجَرَّبُ مَشَارِيعُ تَدْرِيبٍ لِصُحُفِيِّينَ فِي أَكْثَرَ مِنْ بَلَدٍ عَلَى اسْتِخْدَامِ أَدَوَاتِ التَّحْقِيقِ الرَّقْمِيِّ وَتَحْلِيلِ الْبَيَانَاتِ لِتَغْطِيَةِ قَضَايَا حَيَوِيَّةٍ مِثْلَ سَلَامَةِ الطُّرُقِ، فَيَجْتَمِعُ هُنَا الْهَمُّ الْإِنْسَانِيُّ مَعَ الْأَدَاةِ التِّقْنِيَّةِ فِي مِشْرَطٍ صَحَفِيٍّ وَاحِدٍ.

وَفِي إِفْرِيقْيَا الْغَرْبِيَّةِ يَلْتَئِمُ صُحُفِيُّونَ وَبَاحِثُونَ فِي مُؤْتَمَرَاتٍ تُرَكِّزُ عَلَى عِلَاقَةِ الصَّحَافَةِ بِالتَّنْمِيَةِ، وَعَلَى دَوْرِ الْمِنَصَّاتِ الرَّقْمِيَّةِ فِي تَغْطِيَةِ الصِّحَّةِ وَالتَّغَيُّرِ الْمُنَاخِيِّ وَقَضَايَا الْحُقُوقِ. هُنَاكَ يَتَقَاطَعُ الْهَمُّ التَّمْوِيلِيُّ لِوَسَائِلِ الإِعْلَامِ مَعَ سُؤَالِ اسْتِقْلَالِهَا، وَتَظْهَرُ التِّقْنِيَاتُ الْجَدِيدَةُ – مِنْ تَطْبِيقَاتِ التَّحَقُّقِ مِنِ الْمَعْلُومَةِ حَتَّى أَدَوَاتِ التَّصْوِيرِ بِالْهَاتِفِ – كَمَخْرَجٍ مُمْكِنٍ مِنْ أَزْمَةِ الْمَوَارِدِ، بَلْ وَكَسِلَاحٍ لِمُوَاجَهَةِ الْأَخْبَارِ الزَّائِفَةِ وَالْمُؤَثِّرِينَ غَيْرِ الْمُحْتَرِفِينَ.

وَبَيْنَمَا تَسْتَعِدُّ مُدُنٌ أُخْرَى لِمُؤْتَمَرَاتٍ كُبْرَى فِي الصَّحَافَةِ الِاسْتِقْصَائِيَّةِ وَالإِعْلَامِ الدَّوْلِيِّ، يَتَعَزَّزُ الإِحْسَاسُ بِأَنَّ مِهْنَةَ الصِّحَافَةِ تَقِفُ عَلَى أَبْوَابِ عَهْدٍ جَدِيدٍ: لَا هِيَ تَسْتَطِيعُ الرُّجُوعَ إِلَى زَمَنِ الْجَرِيدَةِ الْوَرَقِيَّةِ فَقَطْ، وَلَا هِيَ قَادِرَةٌ عَلَى أَنْ تُسَلِّمَ مِقْوَدَهَا كُلِّيًّا إِلَى الْخَوَارِزْمِيَّاتِ. هُنَا تَبْدُو الْجَمَلَةُ الْمِفْصَلِيَّةُ: «لَنْ يَنْقُذَ الصَّحَافَةَ إِلَّا مَا جَعَلَهَا مُمْتَازَةً مُنْذُ الْبِدَايَةِ: صَحَفِيٌّ يَسْأَلُ، وَقَارِئٌ يُحَاسِبُ».

فِي ظِلِّ كُلِّ هٰذِهِ التَّحَوُّلَاتِ، يَلُوحُ مَجَالُ الأَدَبِ الرَّقْمِيِّ كَمَخْبَرٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ يَجْمَعُ بَيْنَ الْفَنِّ وَالتِّقْنِيَةِ. فِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ تَتَصَاعَدُ التَّجَارِبُ الَّتِي تَسْتَخْدِمُ الْمَنْصَّاتِ التَّفَاعُلِيَّةَ لِكِتَابَةِ رِوَايَاتٍ مُتَشَعِّبَةِ الْمَسَارَاتِ يُسَاهِمُ الْقَارِئُ فِي صُنْعِهَا بِخِيَارَاتِهِ، وَتَظْهَرُ نُصُوصٌ أُخْرَى تَسْتَفِيدُ مِنِ الصُّوَرِ الْمُتَحَرِّكَةِ وَالْخَرَائِطِ وَالْأَصْوَاتِ لِتَقْدِيمِ أَنْوَاعٍ جَدِيدَةٍ مِنَ السَّرْدِ، حَيْثُ يَتَفَكَّكَ حَدُّ الصَّفْحَةِ الْمَطْبُوعَةِ وَيُعَادُ بِنَاءُ النَّصِّ كَتَجْرِبَةٍ حِسِّيَّةٍ كَامِلَةٍ.

وَعَلَى صَعِيدٍ عَالَمِيٍّ، تَسْتَمِرُّ جَوَائِزُ وَمُبَادَرَاتٌ مَخْصُوصَةٌ لِلأَدَبِ الإِلِكْتْرُونِيِّ فِي تَكْرِيسِ هٰذَا الْحَقْلِ. جَوَائِزُ مُنَظَّمَاتٍ مُتَخَصِّصَةٍ تُكْرِمُ هٰذِهِ الأَيَّامِ أَعْمَالًا تَجْرِيبِيَّةً تَسْتَخْدِمُ أَدَوَاتِ التَّشَعُّبِ وَالْهَجِينِيَّةِ بَيْنَ النَّصِّ وَالصُّورَةِ، وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ تُطْلِقُ مَشَارِيعُ أَرْشَفَةٍ جَدِيدَةٌ لِحِفْظِ الأَعْمَالِ الْمَوْلُودَةِ رَقْمِيًّا قَبْلَ أَنْ تَاكُلَهَا تَحْدِيثَاتُ الأَنْظِمَةِ وَالْأَجْهِزَةِ. وَفِي جَامِعَاتٍ بِأَمِيرِيكَا وَأُورُوبَّا وَآسِيَا تُنَظَّمُ دُرُوسٌ وَنَدَوَاتٌ حَوْلَ الأَدَبِ الرَّقْمِيِّ وَالْإِنْسَانِيَّاتِ الرَّقْمِيَّةِ، تَحْفِزُ جِيلًا جَدِيدًا مِنَ الْكُتَّابِ عَلَى التَّفْكِيرِ فِي النَّصِّ كَمُخْتَبَرٍ تَتَقَاطَعُ فِيهِ الْبَرْمَجَةُ مَعَ الشِّعْرِ، وَالْخَوَارِزْمِيَّاتُ مَعَ الْمُخَيَّلَةِ.

وَبَيْنَ الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ وَإِفْرِيقْيَا وَالْعَالَمِ، يَبْدُو أَنَّ خَيْطًا خَفِيًّا يَرْبِطُ بَيْنَ مَهْرَجَانٍ مُوسِيقِيٍّ فِي مَدِينَةٍ مَغْرِبِيَّةٍ، وَمُؤْتَمَرٍ صَحَفِيٍّ فِي عَاصِمَةٍ إِفْرِيقِيَّةٍ، وَمَعْرِضٍ لِلأَدَبِ الرَّقْمِيِّ فِي مُتْحَفٍ بَعِيدٍ: إِنَّهُ خَيْطُ السَّعْيِ إِلَى أَنْ يَظَلَّ الْإِنْسَانُ فِي قَلْبِ الذَّبْذَبَاتِ الرَّقْمِيَّةِ، فَنَّانًا وَقَارِئًا وَصَحَفِيًّا وَمُوَاطِنًا يَبْحَثُ عَنْ مَعْنًى فِي ضَوْءِ شَاشَاتٍ لَا تَخْمُدُ.


0 التعليقات: