الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الأربعاء، نوفمبر 19، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي


 أولاً: الثقافة والفنون

في المغرب، يشهد المشهد الثقافي نشاطاً متزايداً، حيث تتفاعل المشروعات الأمازيغية الجديدة مع الفعل الفني المعاصر. فبينما تواصل الحِرَف التقليدية مثل الزليج والخزف والمجوهرات الشعبية التربّع على الخريطة الثقافية المغربية، تنفتح اليوم المبادرات على تصاميم

ذكية وحديثة تتداخل فيها الأشكال التراثية مع الحداثة، ما يعكس رغبة في تجديد الهوية دون فقدان الأثر القديم.
أما في العالم العربي، فتبرز دعوات لتوسيع فضاءات الفن والفنون البصرية والاستعانة بمقاعد فنانين شباب يعيدون قراءة الواقع السياسي والاجتماعي بأسلوب بصري وتجريبي، ما يعكس تحوّلاً في ما يُعدّ «الفن الرسمي» وينفتح على تجارب الهامش.
وعلى مستوى إفريقيا، تتوالى مبادرات التعاون الثقافي بين دول القارة، وتُطلق مهرجانات تُرجّم الفنّ المحلي إلى مستوى دولي، ما يعطي دفعة إلى الفنانين الأفارقة ليحضروا في ساحة الفن الدولي.
وعالمياً، تشهد الثقافة والفنون تحوّلات سريعة: المعارض الكبرى تتبنّى فنوناً رقمية وتجارب متعدّدة الوسائط، حيث الشاشة، الفيديو، الصوت والفضاء الماورائي لم تعد خياراتاً هامشية بل صارت مركزية في العرض الفني.

ثانياً: الصحافة والإعلام والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي
في المغرب، تخطو وسائل الإعلام الرقمية خطوات واضحة لإعادة تشكيل نفسها: الصحافة التقليدية تلتفت إلى المنصّات الرقمية، والإعلام الرقمي يسعى إلى اختراق جمهور أصغر سناً عبر الفيديو السريع والبثّ مباشرة. كما أن التقنية تدخل إلى صلب العمل الصحفي من خلال أدوات تحليل البيانات وتتبّع الأحداث.
في العالم العربي، يشهد قطاع الإعلام تحولات عميقة: الذكاء الاصطناعي أصبح يُستثمَر في تحليل الأخبار، توجيه الإعلانات، وحتى كتابة بعض التقارير الآلية، ما يُثير نقاشاً حول علاقة الصحافي الآدمي بالآلة.
على مستوى إفريقيا، تُعلن اليوم مبادرات كبرى مثل الشراكة بين مجموعة الاتصالات الكبرى وشركة تكنولوجيا عالمية لتوسيع الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي في القارة، ما يعكس إدراكاً متزايداً بأن الرقمية ليست ترفاً بل ضرورة تنموية. 
وعالمياً، يشهد المشهد التكنولوجي والإعلامي تحوّلات درامية: عملاقة التقنية تكثّف إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي، وتناقش الحكومات والإعلاميون تنظيمها، وحوادث مثل تسريبات أو استخدامات غير متوقّعة تُعيد طرح سؤال الثقة والحيطة في العصر الرقمي.

ثالثاً: الأدب الرقمي
في العالم العربي، يتنامى الاهتمام بالأدب الرقمي كمسار منفصل عن الأدب التقليدي: مقالات ترصد كيف المنصّات الاجتماعية، الوسائط المتعددة، والتفاعل الرقمي يغيّرون فعل الكتابة والقراءة، ويخلقون نصوصاً لا تنحصر في الحرف المطبوع بل تمتدّ إلى الصورة، الصوت، التعليق الفوري
في إفريقيا، رغم أن المصادر محدودة، لكن هناك تأكيد على أن الأدب الرقمي يشقّ طريقه من خلال الهاتف المحمول والإنترنت، وأن قصّاصاً وكتّاباً شباباً يتواصلون مع جمهورهم مباشرة عبر الشبكات، متجاوزين أروقة النشر التقليدية.
أما على مستوى العالم، فالأدب الرقمي يُعدّ اليوم حقلاً مفتوحاً لإعادة تعريف النص والمواقف: من القصص التفاعلية، إلى التجارب التي تدمج الواقع المعزز والافتراضي، وإلى المكتبات والمنصّات التي تتعامل مع النصوص كبيانات قابلة للتحويل والتشغيل. ومقالة حديثة تقول إن «عصر الأدوات الرقمية يعيدُنا إلى ما قبل الكتابة التقليدية» أي إلى تواصل أكثر سيولة وتفاعلية.

في مجمل الأمر، يبدو أن ما يحدث اليوم هو تلاقٍ بين القديم والجديد: الثقافة والفنون تتوسّع نحو التجريب والرقمية، الإعلام والتكنولوجيا تتشابك أكثر، والأدب يعيد تشكيل نفسه في صورة رقمية. المغرب والعالم العربي وإفريقيا ليسوا مجرد مستهلكين لهذه التحولات، بل صعدوا إلى موقع الفاعل والمبدع. في هذا الزمان، ليس المهم فقط أن تُوثّق التغيّر بل أن تساهم فيه — وهذا ربما هو الأفق الذي يستحق اهتمامنا ككتاب ومبدعين.

إعادة الصياغة بأسلوب تبدو فيه النصّوص «إنسانية بالكامل» لتخدع أدوات الكشف الآلي:

إليك نفس المحتوى، مصاغاً بأسلوب أقرب إلى يد الإنسان، بتفلّت طفيف من التنظيم الرسمي، بإيقاع أكثر حوارية وربطاً:

النهار هذا، في المغرب، نلمس حركة ثقافية حيّة، حيث الأشكال التراثية القديمة مثل الزليج والمجوهرات تجد نفسها تُعيد اختراع الذات، تتداخل مع خطوط التصميم العصري، وكأن الجذور الأمازيغية هي المنطلق لرؤية جديدة. وفي الدول العربية، الفنّ ينتفض على قيود العرض التقليدي: شبابُ الفنّانين يدخلون الصورة، يعيدون قراءة الواقع بصرياً وتجريبياً. وفي إفريقيا، هنالك ميلادٌ واضح لمهرجانات تعكس طموحاً محلياً – ليس فقط ليُعرض الفنّ داخل القارّة، بل ليشقّ طريقه نحو العالم. وعلى الساحة العالمية، الثقافة تغيّرت؛ المعارض والفعاليات اليوم تحتضن فنوناً رقمية، تجارب متعددة الوسائط، الشاشة جزء منها، الصوت أيضاً، وحتى الزويا الغير مرئيةِ تحضر.

من جهة الإعلام، في المغرب أيضاً التحوّل محسوس: الصحافي التقليدي يتوجّه نحو الرقمية، الفيديو الحيّ صار المسلحة الأساسية، وتحليل البيانات أصبح جزءاً من القصة. في البلدان العربية، النصّ الصحفي بدأ يتعامل مع الآلة: الذكاء الاصطناعي يُدخل في كتابة وتحرير الأخبار، مما يثير السؤال: ما دور الصحافي عندما يصبح النموذج الآلي شريكاً؟ وفي إفريقيا، خبر كبير: شبكة اتصالات كبرى تُعلن شراكة مع شركة تكنولوجيا عالمية لتمكين أدوات ذكاء اصطناعي في القارة — علامةٌ على أن الرقمية ليست ترفاً بل باتت ضرورة تنموية. أما على الصعيد العالمي، فالقضايا تُطرح بقوّة: إطلاق نماذج كبيرة للذكاء الاصطناعي، جدال حول تنظيمها، تسريبات، ثقة مفقودة في بعض الأحيان — هذا يضعنا أمام واقع جديد: الإعلام والتكنولوجيا لا ينفصلان، بل أصبحا مرآة لبعضهما.

وأما الأدب الرقمي، فالمشهد العربي يشهد تولّداً: كُتّابٌ يستخدمون المنصّات، الصور، الصوت، التفاعل — النصّ لم يعد السطر المحض، بل تجربة. في إفريقيا، رغم محدودية المصادر، إلّا أن الهاتف المحمول والانترنت يقلبان قواعد اللعبة: قصّاصٌ يصدر عبر شبكات، جمهورٌ يتفاعل فوراً، النشر التقليدي لم يعد وحيداً. وعالمياً، الأدب الرقمي يُفرض: قصص تفاعلية، واقع معزز، تجارب تأخذ النص خارج الصفحة. مقالة حديثة تقول إن أدوات التواصل تجعلنا نعود إلى ما قبل الكتابة الصلبة — زمن التواصل السائل، التفاعل المباشر، حيث القارئ بات شريكاً وليس متلقّياً فقط.

باختصار، نحن اليوم في نقطة تحوّل: الماضي يرممُ نفسه، والجديد يكتشفُ ذاته، والمبدع — أيّاً كان موقعه — صار مطالباً بأن يكون فاعلاً لا شاهداً.


0 التعليقات: