0K
قالت ألفليلى وهي تمسح نظارتها السوداء المشوبة بضباب الكازينو : الحياة هي الحياة ، لعبة مسلية.
قلت لها : والموت أسلى منها ، وناولتها سيجارة إلكترونية ودفعت إلى صدرها بقنينة ستورك من مسحوق الشعيرالحلال .
فردت علي بعد أن أخمدت سيجارتها الإلكترونية في مرمدة قلبي :
ــــ لذى فلنترك رحى اللعبة في كازينو الحياة تدور وتدور ولننتظرمتى وعلى أي رقم في دائرة حظنا سيتوقف مؤشرالروح .
وأجبتها على الفور:
ــــ مرة أخرى تودين أن تلقي بي من الطابق السابع للميتافيزيقا .. فدعينا نعيش نخب هذه الليلة فهل من حكاية جديدة بعد الألف وليلة
ولاحظت وقتئذ حكاية تومض في عينيها وبما أنني كنت الأدرى بمواقع الأزرارالغريزية في جسدها فلم أتردد في الضغط على زرالحكي فوق شفتها القانية .
قالت ألفليلى :
بالأمس ساقتني المتاهات في الأنفاق الشبكية إلى حافة مقبرة تقوم شواهدها الإفتراضية على سؤال ميتافيزيقي (هل تريد أن تعرف تاريخ وفاتك ؟) وقاطعتها قائلا :
ـــــ مرة أخرى في الطابق السابع من الميتافيزيقا .. طيب تابعي أريد أن أعرف تاريخ وفاتي معك .
وأردفت :
ــــ وبقدر مااستشعرت بالرعب والغرائبية فقد إستدرجتني اللعبة كالبلهاء واستهوتني اللحظة على عتبة الماوراء وشرعت في الدوران في قلب زوبعة أسئلة إستخباراتية حول إسمي .. تاريخ ميلادي .. لون بشرتي .. لون عيني .. شكل بصمتي .. عادات نومي .. طول قامتي .. وزني .. ألذ فواكهي .. أسفاري .. كتبي ..طقوسي الجنسية ..الخ ولم أفكرلحظة في التراجع في مغامرتي خشية معرفة تاريخ وفاتي بل أكثرمن هذا راقتني اللعبة وحمى في قرارتي شعوروقناعة أقوى بأن لابد مما ليس منه بد شئنا أم أبينا فلطريق الحياة حتما نهاية … وطبطبت على كتف الكومبيوتروقلت له ثم وماذا سيحدث لوتكشف لنا موعد رجوعنا إلى الله … وتقدمت في النقرات الواحدة تلوالأخرى كأنني أخطومنحدرة إلى سرداب حتفي عن طواعية وبابتسامة عريضة كمان . فقاطعتها وقلت لها بقلب
خافق : إذن أوشكت وقتئذعلى فك لغزك الميتافيزيقي .
وردت ألفليلى بكل إعتداد:
ـــ لاتنتظرمني أن أصف لك أحاسيسي وقتئذ قد تخطئ إذا ما ظننت أن قميصي تبلل من الرعب وتملكني الإرتجاف والإرتعاش والإرتعاد أوربما تبولت من أثرالهلع والشعوربالنهاية ..لا..لا..لا.. كنت متلهفة لسماع النطق بتاريخ الحكم على بالإعدام .. غيرأنني حين نقرت على OK لأستلم تاريخ وفاتي من إدارة الموقع الإلكتروني طلع الجواب بغتة : ( إبعث ببريدك الإلكتروني عبررسالةSMS إلى الرقم 8888) وشعرت لأول وهلة في حياتي أن رغبتي في تجربة لعبة الموت قد خابت .
في تلك اللحظة سكتت ألفليلى ورأيتها تهوي أمامي على الأرض ، وانتابتها نوبة إنتفاض ورعشات وبعد هنيهة خمد جسدها إلى الأبد … لقد ماتت ألفليلى !!!.
0 التعليقات:
إرسال تعليق