تقريرحول فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الإتصال في 10 مارس 2012 بالمعهد العالي للإعلام والإتصال

الصحافة الإلكترونية والقانون تقريرحول فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الإتصال في 10 مارس 2012 بالمعهد العالي للإعلام والإتصال

متابعة :عبده حقي من الرباط

الصحافة الإلكترونية والقانون أو تقنين الصحافة الإلكترونية كان هذا هومحوراليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الإتصال يوم السبت 10 مارس 2012 بالمعهد العالي للإعلام والإتصال .

منذ التاسعة صباحا بدأت وفود المشاركات والمشاركين تتوافد على المعهد من جميع جهات المملكة من وجدة حتى العيون ومن الرشيدية حتى طنجة . وقد بلغ عدد المشاركين حوالي 500 مشاركا يمثلون 250 موقعا إلكترونيا وكان الكثيرمن هؤلاء المشاركين مصحوبين بحواسبهم وملحقاتهم الإلكترونية . كما لوحظ وجود العديد من وسائل الإعلام المغربية المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية .

وبعد إنهاء الترتيبات التنظيمية ، إنطلقت أشغال هذا اليوم الدراسي بكلمة السيد مصطفى الخلفي وزيرالإتصال الناطق الرسمي للحكومة الذي رحب بجميع المشاركات والمشاركين وأكد على أن هذا اليوم الدراسي يؤسس إلى تحول جديد في المشهد الإعلامي المغربي وأنه من دون شك سيكون يوما تاريخيا إجتمعت فيه جل المواقع الإخبارية من أجل تدارس وبكل حرية ومسؤولية جميع إشكاليات الصحافة الإلكترونية بهدف تنظيم هذا القطاع الواعد إن لم يكون القطاع الإعلامي الرئيسي بعد 15 سنة القادمة .

وفي معرض حديثه حدد السيد الوزيرأربعة أسئلة رئيسية ينتظرأن تجيب عنها أشغال وورشات هذا اليوم الدراسي وهي :

1 ــ السؤال الأول يتعلق بالتقنين أي الإطار القانوني الذي من خلاله ستمارس به هذه المهنة في القيام بمهمتها لمراقبة الشأن العام ، وأشار السيد الوزيرإلى ان قانون الصحافة المقبل سيتضمن بابا خاصا بالصحافة الإلكترونية وفق المعاييرالدولية المنظمة لهذا القطاع

2 ــ السؤال الثاني يتعلق بسياسة الدعم من أجل التحديث الثقني والتكنولوجي ، فبلادنا تواجه تحديات توفيرمزود PROVIDER يتوفرعلى شروط الأمان الإلكتروني والصيانة لأن هذا قطاع يتضمن بنية مركبة من الخدمات .

3 ــ السؤال الثالث يتعلق بسياسة الدعم العمومي حيث أن هذا القطاع يقول السيد الوزيريجب ألا يبقى على هامش الصحافة الوطنية لكن يتساءل بأية فلسفة سيتم تدبيرهذا الدعم من أجل الإنخراط في حركية الإستثمار.

4 ــ السؤال الرابع هوسؤال الأخلاقيات وحقوق الملكية الفكرية وأول من سيواجه هذا السؤال هم أصحاب المواقع الإلكترونية بشكل ذاتي ومسؤول من أجل الإرتقاء بهذا القطاع وممارسة رقابته على الفاعلين لتقديم الحقيقة بكل دقة وبتحري وتمحيص دون تميز.

بعد كلمة السيد الوزيرتناول الكلمة يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية وأكد من جانبه أن هذا اليوم الدراسي يعتبربحق بداية لنقاش جدي في المغرب باعتبارأن هذا القطاع هوقطاع مستقبلي وواعد وأشارإلى أن الفرق بين مهنة الصحافة والصحافة المواطنة ، كما شدد أيضا على إشكالية أخلاقيات المهنة والملكية الفكرية في هذا المجال . وفي موضوع قانون الصحافة قال يونس مجاهد أنه لانريد أن يكون التقنين سببا لتقييد الحريات بل تعزيزا لها .

أما نورالدين مفتاح رئيس فيدرالية ناشري الصحف فقد تناول في معرض مداخلته مجموع من النقط الهامة تتعلق أساسا بالتقاطعات بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية وأكد أنه ليس هناك أي سوء فهم بين القطاعين معا وأعاد التذكيرعلى أن الفيدرالية قد إقترحت على الجهات المعنية بقطاع الإعلام والإتصال والنشرإدراج الصحافة الإلكترونية ضمن منطومة ناشري الصحف . وهذا يعني أنها لابد أن تستفيد من دعم الحكومة مثل الصحافة الورقية . وفي موضوع حقوق الملكية الفكرية شدد على ضرورة الإقتباس والأخذ وانتقال المعلومات بين القطاعين معا لأن مشكل حقوق الملكية الفكرية هومشكل عالمي وفي آخر كلمته طالب بالنهوض بهذا القطاع والإرتقاء به إلى مستوى المقاولة المواطنة .

بعد فترة إستراحة شهد المدرج الرئيسي للمعهد إلقاء أربعة عروض تناولت بعض التجارب العربية والعالمية حول تقنين قطاع الصحافة الإلكترونية مثل التجربة الأمريكية والكندية والفرنسية .

وبعد الزوال توزعت أشغال هذا اليوم الدراسي حول أربع ورشات وهي : 1 ـــ الصحافة الإلكترونية والقانون 2 ـــ الأخلاقيات والملكية الفكرية 3 ـــ الكفاءات والمهنية 4 ـــ صحافة المدونات .

وباعتبارأن المحورالرئيسي لهذا اليوم الدراسي كان يتعلق بتنظيم مهنة الصحافة الإلكترونية وتقنينها فإن الورشة القانونية قد شهدت إقبالاملحوظا من طرف الحضوروالمتتبعين مقارنة مع الورشات الأخرى . وقد تضمنت هذه الورشة التي ترأسها الأستاذ عبداللطيف بن صفية ثلاث مداخلات . المداخلة الأولى كانت تحت عنوان (أرضية التنظيم القانوني للصحافة الإلكترونية ) تقدم بها الأستاذ بنيونس المرزوقي أستاذ بكلية الحقوق بوجدة تمحورت حول أربع نقط أساسية هي : 1 ـــ تحديد حاجة إلى التقنين 2 ـــ تحديد الإطار القانوني المنظم لها 3 ـــ تحديد المفاهيم والمصطلحات 4 ـــ الأجوبة التي ينبغي أن يشملها التقنين .

المداخلة الثانية تقدم بها الأستاذ عبده حقي مديرموقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة وكانت تحت عنوان (أي قانون لمستقبل الصحافة الإلكترونية بالمغرب؟) تمحورت حول وجود أنواع من الصحافات الإلكترونية وضرورة تقنينها وفق الضوابط الأخلاقية واحترام حقوق الملكية الفكرية . أما المداخلة الثالثة في هذه الورشة القانونية فتقدم بها المحامي الأستاذ العربي ثابت الذي تساءل عن مبررات التدخل القانوني ، حيث قام بمقارنة لخصائص الصحيفة الورقية والصحيفة الإلكترونية حيث خلص إلى أن هناك خاصيات مشتركة ومتشابهة وفي هذا الإطار إقترح توحيد الإطارالقانوني للصحافة النشر.

بعد ذلك فتح باب المناقشة للجمهوروللإشارة قد بلغ عددا المتدخلين 28 متدخلا إقترحوا 37 توصية تمحورت جلها حول ضرورة إصدارنص قانوني ينظم الصحافة والنشرويعززالحريات ولايعمل على تحديدها ويراعي خصوصية النشاط الصحفي دون المساس بمبدأ الحرية والحق في الولوج إلى المعلومة والحماية من القرصنة . وتجدرالإشارة إلى أنه عرف هذا النقاش بعض لحظات ساخنة طالب بعض المتدخلين فيها بإدراج جميع التوصيات كما شددوا على فكرة الغاء قانون للصحافة الإلكترونية بشكل قطعي .

وفي ختام هذا اليوم الدراسي تناول الكلمة من جديد السيد مصطفى الخلفي وزيرالإتصال الناطق الرسمي للحكومة وأكد مرة أخرى على إلتزام الحكومة بدعم الحريات في قطاع الصحافة الإلكترونية كما نصت عليها المواثيق الدولية وأشارإلى أن الحرية التي تنعم بها بلادنا هي التي أنتجت هذا اللقاء الدراسي وتقييدها سيكون وفقا للمواثيق والقوانين العالمية باحترامها لأخلاقيات المهنة وحقوق الملكية الفكرية . وفي معرض كلمته الختامية هاته أخبرالسيد الوزيرالحضوربلقائه في هذا اليوم بالذات مع وزيرالتجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة واتفقا معا على عقد لقاء يوم الثلاثاء 13 مارس لمباشرة الخطوات الأولى العملية المرتبطة باستراتيجية المغرب الرقمي على أساس الإنخراط في إجراءات إستعجالية تهم التكوين والإعتراف المهني وتعميق المعرفة بأخلاقيات المهنة ، كما أضاف السيد الوزيرأن وزارة الإتصال ستقوم بإصداركتاب أبيض يتضمن جميع المداخلات والتوصيات والذي سيكون تكملة للحوارالوطني حول الإعلام والمجتمع . هذا الكتاب الأبيض سيقوم بإعداده مجموعة من الخبراء وبالمناسبة إقترح أن تعهد مهمة الإشراف على إنجازه للأستاذ بمعهد الإعلام والإتصال عبدالوهاب الرامي حتى يكون هذا الكتاب الأبيض خارطة طريق لمستقبل الصحافة والإلعلام بشكل عام.

وأخيرا لابد من الإشارة إلى أن جل إرتسامات المشاركات والمشاركين قد عبرت عن إرتياحها وثقتها في أن هذا اليوم الدراسي هومن دون شك يعتبرإنطلاقة واعدة بالخيرعلى مستقبل الصحافة الإلكترونية ببلاددنا . كما نشيرإلى أن الوزارة قد أعدت قرصا مدمجا تضمن جل المداخلات التي أشرنا إليها سابقا وقد وزع بالمجان أثناء اللقاء

أنجزالتغطية لجريدة الصباح : عبده حقي من الرباط

Posted in: مقالات إعلامية