شاهد "عيان" : عبده حقي
مفهوم "عيان" في قاموس الصحافة العالمية يعني شاهدا قد يكون ذكرا أوأنثى ، مواطنا عاديا اومواطنا مسؤولا عاين حدثا ما بالعين المجردة . إلا أن كلمة "عيان" في قاموس اللهجة الغاضبة في المغرب تعني في ما تعنيه وصف قدحي لشخص ما بسبب سلوك وقح وسيئ ... وإذا لم تكن هناك من علاقة بينهما سوى علاقة النبروالدلالة على علة الأول السلوكية وعلة الأول السياسية فإنه بين ثنايا المفهوم الأول يجري شلال من الهديرالإعلامي الذي يجعل من هذا المفهوم رصاصة قاتلة يسددها الإعلام المغرض إلى من يشاء وحيثما يشاء ...
قال شاهد عيان .. حسب أوساط عليمة .. صرح مسؤول رفيع المستوى .. قال أحد المراقبين رفض الكشف عن إسمه و..و..وإلى غيرذلك من هذه الأنصال الحادة .. هذه المفاتيح التي تكمن في تفاصيلها شياطين بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة العربية والعالمية .
هنا تنقفل عل نفسها الأسرارفي هذا المطبخ اللغوي الإعلامي الماكرالذي يتأثث من قواميس تقطر بحروف الشر لكي تجند الكتائب والفصائل والفيالق اللغوية المدججة بالرشاشات والمدافع وأحيانا بالأحزمة الناسفة حتى تتمكن من تعبيد الطريق السيارإلى حشود الإنتفاضات والعصيان الأخرس من أجل قلب المعادلات الإستراتيجية لصالح محورعلى حساب محورآخروقوى معادية على حساب قوى معادية لها ...
فكم من شاهد عيان (ماشاف شي حاجة) جرجرته كاميرات الفضائيات من لسانه الأعورقسرا ليدلي بشهادة زور في قضية هي في غالب الأحوال ليست قضيته ولا قضية حتى الكاميرا التي تبتلعه في أحشاء التسجيل لتلفظه في آخرالنشرة الإخبارية إلى مزبلة الإعلام مثل قشرة بطيخ .. وليلعب هذا الشاهد عيان دورالأصبع المشيرببنان الإتهام إلى دوائرالسلطات في الوطن والتي تشتغل ليل نهارلكي تحافظ على الوحدة الوطنية ولتعضدد الجبهة الداخلية ضد أية مؤامرة خارجية ...
هذه وتلك هي إذن المفاتيح اللغوية الإعلامية المجانية التي باتت تستعملها العديد من الفضائيات الديناصورية من أجل حبك السيناريوهات الخبيثة لإعادة ترتيب وتقطيع جسد الخارطة العربية وأيضا للإطاحة بمن تريد ممن في نواياها المبيتة أن أعناقهم قد طالت وحان قطافها .. ولتنصب من تريد على أريكة الحكم الذي تريد وباللون الديني الذي تريد ...
وأجد أنه لايمريوم في الإعلام العربي دون تفخيخ سطورالأخباروالتقاريربتلك التعابير⁄الثعابين .. تلك القنابل الموقوتة التي تزرع ألغامها في المناطق الحساسة من تراب الوطن الواحد بهدف تفتيته .
لم يعد الإعلام المرئي إعلاما يروم وضع المشاهد العربي في الصورة الحقيقية للحدث الداخلي أوالخارجي بالنقل الموضوعي والمحايد في لحظة الهنا والآن ، بل لقد صنعوا منه طلائع سلاح المقدمة التي تعبد الطريق من خلال تسميم الرأي العام لكي يفتح أبواب الوطن على مصراعيها لتتدخل المدرعات والإرهاب بعد أن كان الإعلام قبل عشرين سنة يأتي بعد التدخل العسكري المباشر.
الحرب هي إذن حرب إعلامية والغول اليوم ليس هو أودولف هيتلرالذي قتل ثلاثين مليون مواطن أوروبي ولا صدام حسين الذي دمرت دباباته دولة الكويت الشقيقة ولا إسرائيل التي إحتلت أرضا عربية وشردت شعبا كاملا .. الغول اليوم هي ترسانة الفضائيات العالمية وخبراء الإعلام الذين يدبرون في دهاليزها ما يدبرون .
فماهي إستراتيجية وزارة الإتصال عندنا بهذا الصدد لحماية وطننا من الإستعمارالإعلامي الجديد وهل سنقوي وحدتنا من طنجة إلى الداخلة بتشتيت الملاييرعلى مهرجانات تبين بالملموس أنها لم تدفع بالسياحة الوطنية إلى المراتب الأولى عالميا أم نوزع هذه الملاييرعلى جنود الخفاء في الإعلام المغربي بكل أسانيده ...
رجاءا أيتها الفضائيات التسوناميات الديناصوريات أتركونا نعيش بأمان في وطننا
0 التعليقات:
إرسال تعليق