مابعد نهاية العالم !!
عبده حقي *
بالأمس 21 دجنبرإنتهى عالمنا!! أمنا الأرض التي
كنا نقيم على أديمها ، حيث كان كل واحد منا يعيش حياته إلى أجل مسمى .. نتناسل ..
نتقاتل .. وننتظرالحروب !! لكننا بالأمس لم نكن محظوظين مثل أسلافنا الذين فاضت
أرواحهم على الأسرة البيضاء الدافئة وهم محاطون بالأقارب والأحباب والميسورين منهم
بفريق من الأطباء .
الكثيرمن المتنطعين مثلي لم يصدقوا قبل الأمس بهذا
الإرتطام وأن قيامة حقيقية تنتظربني البشر يوم 21 دجنبر... ترى كيف كان شعورهم وهم
يشاهدون بالعين المجردة من كل وهم تلك الكتلة الجرمية المشتعلة والهائلة هابطة توا
من السماوات العليا بسرعة ضوئية وخيالية على رؤوسهم ... من دون شك أن أي بني آدم
على هذه الأرض لم يكن يفكرفي تراجيديا الإرتطام وإنما فيما بعد الكارثة ، إلى أين
سوف نمضي بعد الحريق وإلى أين ستحملنا سيول الحمم الحمراء ...
لاشك أن الملاحدة فكروا في العدم والمومنون في الجنة
والمذنبون في جهنم والبعض الآخرمن البوذيين الحمقى فكروا في فرضية حلول وإستنساخ
أرواحهم إلى حيوانات مثل القطط والكلاب والضفادع .
إنتهت الآن دراما الأرض ومأساتنا عليها .. وغادرتنا وغادرناها
إلى غيررجعة .. وهانحن اليوم 22 دجنبرفي فسحة العالم الآخر.. بعيدون بملاييرالسنين
الضوئية عن ضجيج تلك الكرة الصغيرة البغيضة التي يسمونها الأرض .. سوف نرتاح إلى
مالانهاية في أبد الآبدين .. نرتاح من مكرالسياسة والسياسيين وقلق الديموقراطية
وصداع الخبزوالصراع الطبقي ومطاردة عفاريت الفساد وعقدة البقاء وهاجس الموت وجدوى الكتابة
وكذب الزوجات ونفاق الأصدقاء ووو
هنا إذن في هذه الضفة الفيحاء من الميتافيزيقا سوف نبدأ في
التفكيرفي بناء حضارة إنسانية جديدة لاتلتقي فيها غيرأرواح بني البشر.. بلون واحد
ولسان واحد .. لارغبات حسية نتقاتل من أجلها .. لابترول يتطاحن من أجله
الكبارويخططون بسببه في مراكزدراساتهم الإسترتيجية للإستيلاء على شعوب العالم ..
لامخابرات تحصي الأنفاس وتترصد الحركات والسكنات .. لامعتقلات يشيدها الإنسان
ليعزل أخاه الإنسان .. لابرلمان تشبه بنايته كعكة كبيرة في حجم الوطن .. لاتلفزيون
يدجننا بنشراته وسهراته .. لاإيديولوجيا ولادين ولا أفيون له .. لاأسلحة للدمارالشامل
.. لاليل .. لانهار .. ولاهم يحزنون .. هنا فقط يوجد ظل وهواء وماء وحدائق وصمت
أبدي مطلق إلى أن يبتدع الإنسان إرتطاما آخرمثل ذاك الذي كان سيحدث بالأمس ولم يحدث
ولن يحدث أبدا وكم تمنيت في السرلوحدث في كوكب الجهل والأمية والظلامية آمين يارب
العامين ...
كاتب ومديرموقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة
0 التعليقات:
إرسال تعليق