إدريس عبدالنورـ عبده حقي ـ نخند بلحسن ـ مليكة عسال ـ سعيد يقطين ـ محمد أسليم |
كان اعتزامنا تكريم الدكتورسعيد يقطين مغامرة للدخول إلى مملكة السرد التي لاتحدها حدود .. مملكة يحرس حصونها وقلاعها فارس نذرعمره لسيدة السرود ..
مناهجها ومباهجها .. أما حين اقتحمت بوابة هذه المملكة الباذخة سردا وحكيا وتنظيرا وجدت نفسي أمام قامة تطال بمنجزها النقدي والدراسي القديروالوازن أسمى الطبقات في سلم الدراسات السردية العربية …
منذ أواخرالثمانينات كانت تصلني أصداء الأديب سعيد يقطين .. ولا أخفيكم سرا أنه تاهت بي السبل، كيف وأين ألتقي الرجل وأي رجل ..لنتبادل قليلا أوكثيرا من الثرثرة فوق السرد على شرفة مقهى أوفي بهو محطة أو فندق أوبيت أوحتى على رصيف … وتركنا للصدفة والزمن أن يرتب اللقاء ..
فكان لي ما شئت في مساء ثقافي أواسط تسعينات القرن الماضي نظمها فرع اتحاد كتاب المغرب بفاس بإدارة المايسترو المقتدرالدكتورأحمد شراك بمناسبة إصداريقطين الجديد (ذخيرة العجائب العربية : سيف بن ذي يزن المركز الثقافي العربي / بيروت ـ الدار البيضاء ،1994 ). وأعلنت في اللقاء جهرا : لن أترك السانحة تمر دون أن أسأل المحتفى به عن (للا شطيبة أو ساحة الفقراء) تلك التحفة القصصية التي انتظمت في بنيتها كل بهارات السرد الشعبي الحكائي الذي تختص به العديد من الساحات (الجوطيات) بتعبير قاموس مدننا السفلى …
انتهى اللقاء وخمنت أن مكرالعمر والزمن قد يخذلني في لقاء ثان. لكن الزمن لم يكن ماكرا بل كان أكرم معي مما خمنت حين جاد علي بلقاء أخيرفي أشغال ندوة (الثقافة والتكنولوجيا) التي نظمتها وحدة الوسائطيات في الآداب والعلوم الإنسانية بتنسيق مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب بجامعة المولى إسماعيل بمكناس يومي 4 و5 مايو(أيار) الماضي . طبعا لم يكن اليومان كافيين لكي ننهل من ذاكرة وعقل علامة السرد المغربي والعربي الدكتورسعيد يقطين. كما أننا لم نشبع بما يكفينا من عوالم توقعات الخيال العلمي مع صديقنا الدكتورمحمد أسليم ورحلاته الفضائية في عجائب وغرائب الرقمية وتنبؤه بهبوط السوبيرمان قريبا وتكليم الآلات المنزلية …
كان لقاؤنا أقصرمما تمنيت وأفدح مما حدث لي وأنا أشيعهما في بوابة محطة القطار بمكناس ورأيتهما يختفيان مثل حكيمين دخلا ساحة الهديم ليقول حكمتهما الأزلية ويحلقا إلى سماواتهما… هذا هوالرجل سعيد يقطين وهذا هو نهجه اليقين .. حياة أسفار ورحلات تارة في متاهات السرد وتارة في متاهات وطننا الجميل … السعيد يقطين إليك محبتي الصادقة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق