إيرنست
ساباتو أديب أرجنتيني من أصل إيطالي / ألباني ، إزداد بناحية ( بوخاس ) في إقليم
بوينيس إيريس في 23 يونيو 1911
كتب
إيرنست ساباتو مؤلفه المشهور ( سارتر ضد سارتر ) سنة 1968 ، آصر فيه بين التفكير
حول العالم وقوته الإبداعية وبالرغم من ندرة إنتاجاته فإن تأثيره في عالم الفكر
والأدب كان له الأثرالواضح .
بعد
دراسته لعلوم الفيزياء والفلسفة وحصوله على شهادة الدكتوراة في الفيزياء بجامعة (
لابلاتا ) سيرحل إلى باريس وسيقضي بها سنتين كان خلالهما يتردد بين الحين والآخر
على وطنه الأرجنتين . سنتان كانتا حاسمتين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية
توزعت فيها اهتماماته اليومية بين حلقات السوربون والبحث العلمي في مؤسسة ( كوري )
إلى جانب الأديبين ( إيرين ) و( فريديريك خوليو كوري ) وأيضا القراءات الشعرية
ليلا بساحة ( مونبارناس ) برفقة جماعة السورياليين .
سيعود
إيرنيست ساباتو إلى الأرجنتين وسينكب على نظرية ( النسبية ) وفي سنة 1940 سيعين
أستاذا بجامعة (لابلاتا ) ، وبعد 1945 سينصرف نهائيا إلى الحقل الأدبي وينقطع عن
البحث العلمي .
في هذه
المرحلة الجديدة كتب العديد من المقالات الأدبية على صفحات جريدة الوطن التي كانت
معارضة لنظام
حكم (
بيرون ) واستقال من كرسيه الجامعي في ( لابلاتا ) . ولولعه بالمجال الأدبي والصحفي
سيعمل رئيس
تحرير لصحيفة
( الإينوفيرسو ) وهي صحيفة مشهورة عرفت بمقارباتها الجريئة للقضايا الفكرية
والسياسية والإجتماعية والفلسفية وقد تبدى هذا في خطها التحريري العام الذي ينادي
بالحياد الأخلاقي والعلمي .
في
موضع آخر اشتغل إيرنست ساباتو وفي نفس الإهتمام الصحفي مديرا لأسبوعية ( موندو
أرجنتينو ) وكذلك
متعاونا
مع الكثير من الدوريات الأمريكية والأوروبية وأصدر خلال هذا المسار ثلاث روايات
والعديد من المقالات والأبحاث ذات التوجه السجالي العام .
سيعين
إيرنست ساباتو من طرف حكومة ( راوول ألفونسين ) في لجنة تقصي الحقائق حول الأشخاص
المفقودين والمجهولي المصير بالأرجنتين إبان الحكم الديكتاتوري ( كوناديب) ( CONADEP) وتمكن من الحصول وجمع اللآلاف
من شهادات التعذيب والإختطاف والإغتصاب التي اقترفها النظام العسكري السابق ، كما نشر
هذه التقارير في بوينيس آيرس سنة 1985 في كتاب عنونه ب ( Jamais plus
) ( لن يتكرر ) .
أصيب
إيرنست بمرض القرنية في عينيه مما حتم عليه التوقف عن الكتابة والميل إلى عالم فن
التشكيل ونذكر هنا بمعرضه المشهورالذي أقامه مركز ( بامبيدو ) بفرنسا سنة 1989 .
يتميز
العالم الروائي عند إيرنست ساباتو بملمحين أساسين من شخصيته ويتبدى هذا في هذه
المراوحة بين الرفض والمديح وهذا التناوب في البحث عن تفسير حقيقي للإنسان والعالم
. لقد كان بحثا موسوما بالكثير من الفضول وبالكثير من الدفاع عن التناقضات الواقعية
... يقول إيرنست ساباتو ( إننا نبحر إلى الآفاق البعيدة ،
كي
نبحث في الطبيعة وكلنا توق عارم لمعرفة كنه الإنسان ، إننا نبتدع شخصيات خيالية ،
كما أننا نبحث في وجود الله ، لكنه في
النهاية يتكشف لنا أننا لم نكن نطارد سوى ذواتنا. )
ظهرت روايته
البكر ( النفق ) سنة 1948 وقد نوه بها العديد من الأدباء الكبارخصوصا : ألبير كامو
وغراهام غرين ، ثم أصدر بعدها روايته الثانية بعنوان ( أبطال وقبور ) سنة 1961 التي
يعتبرها النقاد والأدباء قمة إبداعاته وأعماله الأدبية على الإطلاق وأخيرا ( ملاك
الرعود ) التي شكلت إلى جانب الروايتين السابقتين ثلاثية ( بوينس آيرس ) .
بعض
أقواله المنتقاة من رواياته :
ـــ إن
فشل الآخرين ينقدنا من السقوط ( عن أليخاندرا ) سنة 1961
ـــ
أعتقد أن الحقيقة جديرة بالرياضيات ، الكيمياء ، الفلسفة وليس بالحياة . الوهم
والخيال والرغبة والأمل أهم في حياتنا من الحقيقة ( المصدر السابق )
ـــ
ليست حياتنا إلا صيحات مجهولة ومتتالية في بيداء من النجوم اللامبالية ( عن رواية
النفق ) سنة 1978 .
عبده
حقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق