الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، ديسمبر 03، 2018

بورتريه إيرنست ساباتو ترجمة : عبده حقي

إيرنست ساباتو أديب أرجنتيني من أصل إيطالي / ألباني ، إزداد بناحية ( بوخاس ) في إقليم بوينيس إيريس في 23 يونيو 1911
عرف بتعدد اهتماماته ، فهو الفيزيائي ، الروائي ، الباحث والناقد الأدبي . تتميز أعماله الأدبية بمزجها بين التيار الواقعي والميتافيزيقي والتفافها أساسا حول قساوة المعيش اليومي في العالم الراهن ...
كتب إيرنست ساباتو مؤلفه المشهور ( سارتر ضد سارتر ) سنة 1968 ، آصر فيه بين التفكير حول العالم وقوته الإبداعية وبالرغم من ندرة إنتاجاته فإن تأثيره في عالم الفكر والأدب كان له الأثرالواضح .
بعد دراسته لعلوم الفيزياء والفلسفة وحصوله على شهادة الدكتوراة في الفيزياء بجامعة ( لابلاتا ) سيرحل إلى باريس وسيقضي بها سنتين كان خلالهما يتردد بين الحين والآخر على وطنه الأرجنتين . سنتان كانتا حاسمتين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية توزعت فيها اهتماماته اليومية بين حلقات السوربون والبحث العلمي في مؤسسة ( كوري ) إلى جانب الأديبين ( إيرين ) و( فريديريك خوليو كوري ) وأيضا القراءات الشعرية ليلا بساحة ( مونبارناس ) برفقة جماعة السورياليين .
سيعود إيرنيست ساباتو إلى الأرجنتين وسينكب على نظرية ( النسبية ) وفي سنة 1940 سيعين أستاذا بجامعة (لابلاتا ) ، وبعد 1945 سينصرف نهائيا إلى الحقل الأدبي وينقطع عن البحث العلمي .
في هذه المرحلة الجديدة كتب العديد من المقالات الأدبية على صفحات جريدة الوطن التي كانت معارضة لنظام
حكم ( بيرون ) واستقال من كرسيه الجامعي في ( لابلاتا ) . ولولعه بالمجال الأدبي والصحفي سيعمل رئيس
تحرير لصحيفة ( الإينوفيرسو ) وهي صحيفة مشهورة عرفت بمقارباتها الجريئة للقضايا الفكرية والسياسية والإجتماعية والفلسفية وقد تبدى هذا في خطها التحريري العام الذي ينادي بالحياد الأخلاقي والعلمي .
في موضع آخر اشتغل إيرنست ساباتو وفي نفس الإهتمام الصحفي مديرا لأسبوعية ( موندو أرجنتينو ) وكذلك
متعاونا مع الكثير من الدوريات الأمريكية والأوروبية وأصدر خلال هذا المسار ثلاث روايات والعديد من المقالات والأبحاث ذات التوجه السجالي العام .
سيعين إيرنست ساباتو من طرف حكومة ( راوول ألفونسين ) في لجنة تقصي الحقائق حول الأشخاص المفقودين والمجهولي المصير بالأرجنتين إبان الحكم الديكتاتوري ( كوناديب) ( CONADEP)  وتمكن من الحصول وجمع اللآلاف من شهادات التعذيب والإختطاف والإغتصاب التي اقترفها النظام العسكري السابق ، كما نشر هذه التقارير في بوينيس آيرس سنة 1985 في كتاب عنونه ب (  Jamais plus ) ( لن يتكرر ) .
أصيب إيرنست بمرض القرنية في عينيه مما حتم عليه التوقف عن الكتابة والميل إلى عالم فن التشكيل ونذكر هنا بمعرضه المشهورالذي أقامه مركز ( بامبيدو ) بفرنسا سنة 1989 .
يتميز العالم الروائي عند إيرنست ساباتو بملمحين أساسين من شخصيته ويتبدى هذا في هذه المراوحة بين الرفض والمديح وهذا التناوب في البحث عن تفسير حقيقي للإنسان والعالم . لقد كان بحثا موسوما بالكثير من الفضول وبالكثير من الدفاع عن التناقضات الواقعية ... يقول إيرنست ساباتو ( إننا نبحر إلى الآفاق البعيدة ،
كي نبحث في الطبيعة وكلنا توق عارم لمعرفة كنه الإنسان ، إننا نبتدع شخصيات خيالية ، كما أننا نبحث في وجود الله ، لكنه  في النهاية يتكشف لنا أننا لم نكن نطارد سوى ذواتنا. )
ظهرت روايته البكر ( النفق ) سنة 1948 وقد نوه بها العديد من الأدباء الكبارخصوصا : ألبير كامو وغراهام غرين ، ثم أصدر بعدها روايته الثانية بعنوان ( أبطال وقبور ) سنة 1961 التي يعتبرها النقاد والأدباء قمة إبداعاته وأعماله الأدبية على الإطلاق وأخيرا ( ملاك الرعود ) التي شكلت إلى جانب الروايتين السابقتين ثلاثية ( بوينس آيرس ) .
بعض أقواله المنتقاة من رواياته :
ـــ إن فشل الآخرين ينقدنا من السقوط ( عن أليخاندرا ) سنة 1961
ـــ أعتقد أن الحقيقة جديرة بالرياضيات ، الكيمياء ، الفلسفة وليس بالحياة . الوهم والخيال والرغبة والأمل أهم في حياتنا من الحقيقة ( المصدر السابق )
ـــ ليست حياتنا إلا صيحات مجهولة ومتتالية في بيداء من النجوم اللامبالية ( عن رواية النفق ) سنة 1978 .

عبده حقي

عن موقع ويكيبيديا

0 التعليقات: