كيو يوان ((بالصينية: )) (278-340 قبل الميلاد) (Qu Yuan) هو شاعر صيني عاش خلال حقبة الممالك
المتحاربة في الصين القديمة. واشتهر بإسهاماته التي قدمها في
المجموعة الشعرية
التي تُعرف باسم Chu-ci (وتُسمَّى
أيضًا بـأغاني الجنوب أو أغاني شو). وتُعتَبر كل من Chuci وShi Jing (كتاب
الأغاني) أعظم مجموعتين شعريتين في الـشعر الصيني القديم.
لا تتوافر سوى القليل من التفصيلات التاريخية
عن حياة كيو يوان، ولكن تم مناقشة تأليفه لكثير من قصائد Chu-ci بالتفصيل. وبالرغم من ذلك، يشتهر جيدًا بكتابة لي ساو (Li Sao)، وهي أكثر قصائد Chu-ci شهرةً، وربما أيضًا العديد من القصائد
الأخرى في تلك المجموعة. وتظهر أولى الإشارات المعروفة إلى كيو يوان في قصيدة
كتبها جيا يي (Jia Yi) في
عام 174 قبل الميلاد، وهو مسؤول من لويانغ افترى عليه بعض المسؤولين الحاقدين
فنفاه وين إبراطور هان إلى تشانجشا. وأثناء سفره، كتب قصيدة يصف فيها المصير
المشابه الذي لاقاه "كيو يوان" من قبله. وبعد ثمانين عامًا، ظهرت أول
سيرة ذاتية معروفة عن حياة كيو يوان في تسجيلات المؤرخ العظيم لـسيما كيان، مؤرخ
مملكة هان، بالرغم من احتوائها على عدد من التفصيلات المتناقضة.
تُعد سيرة كيو يوان الذاتية التي ألفها سيما
كيان هي المصدر المعروف للحصول على معلومات عن حياة كيو، على الرغم من أنها غير
مباشرة وربما تكون متأثرة كثيرًا بمعرفة سيما بكيو. كتب سيما أن كيو ينحدر من فرع
لعشيرة شو الملكية وعمل كمسؤول لدى هواي ملك شو (حكم في فترة 289-328 قبل
الميلاد). ويقال إن كيو كان يؤيد سياسة التحالف مع الممالك الأخرى في تلك الفترة
ضد دولة كين المهيمنة، والتي هددت بالسيطرة عليهم جميعًا. ولكن، كان الملك قد وقع
تحت تأثير وزراء آخرين حاقدين افتروا على كيو يوان ونفوا مستشاري الملك الذين
كانوا مخلصين له جدًا. ويُقال أن كيو عاد أولاً إلى المدينة التي ولِدَ بها. وفي
منفاه، قضى كيو الكثير من وقته يجمع الأساطير ويعيد ترتيب القصائد الغنائية
الشعبية أثناء سفره في الريف، فأنتج أعمالاً من بين أعظم الأعمال الشعرية في الأدب
الصيني مُعبرًا عن حبه المتقد لبلاده واهتمامه الكبير بمستقبلها.
تقول الأساطير بأن الأسى بلغ منه مبلغًا حتى
وصل إلى حالة صحية متردية جدًا؛ وأثناء اكتئابه، اعتاد على السير بجوار ينبوع من
الماء، حيث يتأمل انعكاسه في الماء ويتأمل نفسه وهيئته الهزيلة والضعيفة. ووفقًا
للأساطير، سُمِّي هذا الينبوع ب"ينبوع التأمل". ويوجد حاليًا ينبوع عند
منحدر التل في زيانبنجلابنج فيما يُسمَّى بـمقاطعة زيجوي في منطقة هوباي، وهو
يُعتبر الينبوع الأصلي من زمن كيو .
في عام 278 قبل الميلاد، علم كيو أن الجنرال
باي كي (Bai Qi) من دولة كين قام
بالاستيلاء على عاصمة بلده يينج، وعندها يُقال أنه كتب قصيدة رثاء طويلة اسمها
"رثاء يينج"، واجتاز بعدها نهر ميلو في المنطقة المعروفة حاليًا بـهونان
وهو يحمل حجرًا عازمًا على الـانتحار كشكل من أشكال الاحتجاج على فساد عصره.
يُعتبر كيو يوان أول كاتب شعر في الصين يقترن
اسمه بأعماله، حيث إن الأعمال الشعرية لم تكن تُنسَب لمؤلفين معينين قبل ذلك
الوقت. كما يُعد أول من اخترع أسلوب الـساو (sao)،
الذي سُمِّي على اسم عمله لي ساو (Li Sao)،
حيث ترك الأشعار التي تتكون من أربعة مقاطع والتي استُخدمت في قصائد شي جينج (Shi Jing) واتخذ الأشعار ذات
الأطوال المختلفة. فأنتج قصائد بها إيقاع وحيز أكبر للتعبير. كما يُعد كيو يوان
أيضًا واحدًا من أبرز رموز الـرومانسية في الأدب الصيني الكلاسيكي، وأثرت روائعه
في بعضٍ من أكبر الشعراء الرومانسيين في مملكة تانج مثل: لي باي (Li Bai). وفي عهد مملكة هان،
أصبح كيو يوان مثالاً بطوليًا لكيف يمكن أن يتعامل الباحث والمسؤول الذي حُرِم من
الاهتمام الشعبي الملائم لقيمته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق