فلنكافح الناسور أكثر مما مضى
ناسور الولادة هو فتحة غير طبيعية بين الجهاز التناسلي والمسالك البولية أو المستقيم بسبب المخاض الطويل أو المتعسر بدون علاج. ويمكن أن تهدد جائحة كوفيد-19 الجهود المبذولة
للقضاء على ناسور الولادة، الذي يُعد واحدا من أخطر المضاعفات التي تحدث أثناء الولادة وأشدها أسا.
من الممكن تجنب ناسور الولادة والوقاية منه من خلال تأخير سن الحمل الأول ووقف الممارسات التقليدية الضارة والحصول على الرعاية التوليدية في الوقت المناسب. ومن المؤسف أن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) يؤثر في جميع التدابير الوقائة في البلدان النامية التي لم يزل الناسور موجها فيها، أو البلدان التي تعاني من فشل نظمها الصحية — حتى من قبل وقوع جائحة فيروس كورونا — في إتاحة رعاية صحية إنجابية جيدة وميسورة.
وبسبب جائحة فيروس كورونا، فإن من المتوقع أن تصل حالات زواج الصغيرات إلى 13 مليون حالة مع حلول عام 2030. فالأسر تعمد إلى تزويج بناتها للتخفيف من عبء رعايتهن، وبخاصة عند تضعضع الاقتصادات بسبب الأوبئة.
كما يُتوقع أن تتسبب الجائحة كذلك في حدوث تأخير كبير في البرامج الرامية إلى إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المعروف بالختان وإنهاء زواج الأطفال، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة عدد حالات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) خلال العقد المقبل بنحو مليوني حالة عما كان سيحدث لولا ذلك. هذه البرامج المتأخرة، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية المتزايدة على مستوى العالم، قد تؤدي إلى زيادة حالات ناسور الولادة. .
في العديد من الأماكن، تغلق المرافق الصحية أو تحد من خدماتها. عندما تكون النظم الصحية منهمكة في الاستجابة لحالات فيروس كورونا (كوفيد -19)، فقد لا يكون لدى الطاقم الطبي الوقت أو معدات الحماية الشخصية اللازمة لتقديم المشورة ومستلزمات تنظيم الأسرة. في بعض الأماكن، تمتنع النساء عن زيارة المرافق الصحية بسبب قيود الحركة أو مخاوفهن من التعرض للإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19).
وفي ظل هذا التصور المستقبلي المحتمل للتدابير الوقائية، فمن الضروري توجيه دعوة للمجتمع الدولي لاستغلال هذه المناسبة الدولية لإذكاء الوعي العام وتكثيف الإجراءات للقضاء على الناسور، فضلا عن ضرورة المتابعة الصحية لمرضى الناسور بعد العمليات الجراحية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق