الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، نوفمبر 27، 2020

الإسلام السياسي: من أزمة السلطة إلى أزمة الأخلاق - عبده حقي


إن التأثير الواضح للإسلام السياسي على الحياة السياسية والاجتماعية في العالم العربي خلال العقدين الماضيين لم ينبع من ممارسته السياسية كفاعل سياسي فحسب ولكن أيضًا من خطابه السياسي والاجتماعي والثقافي الذي حاول دائما أن يكون خطابا توافقيا ومؤثرا في المجتمع. هناك عديد من أسماء المفكرين والمنظّرين السلفيين مثل المصري حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر وعبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان في المغرب وحسن الترابي في السودان أو التونسي رشيد الغنوشي الذين عرفوا بتنظيراتهم المستمدة من التراث الإسلامي منذ أربعة عشر قرنا .

لقد كانت الأزمات التاريخية التي عاشتها المؤسسات السياسية في كثير من الدولة العربية منذ منتصف القرن العشرين والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها العديد من المجتمعات الإسلامية ، هي السبب الرئيسي لظهور الحركات الإسلامية المعارضة وحتى المتطرفة وطرحت تصوراتها من أجل التطوير المفاهيمي لمشروعها كبديل أيديولوجي حقيقي للوضع الراهن. وبالتالي فإن الإسلام السياسي هو في أساسه مشروع قد توخى تغييرا واسع النطاق لكنه غير واضح بشكل جيد بدلاً من كونه أيديولوجية موحدة للعمل السياسي. ويمكن القول أن المشروع الإسلامي هو مشروع سياسي قائم على شرعية سماوية ودينية كان أحد قضاياه الجوهرية هو الارتباط الديالكتيكي بين الإسلام والسلطة.

إن المجال الأخلاقي ليس إلا مطية يركبها السياسيون الإسلامويون في خطاباتهم بهدف الوصول لسدة الحكم . وهكذا ارتكز مجال العمل السياسي الإسلاموي في مشروعهم على القيمة الأخلاقية الطوباوية التي لن تتحقق إلا في مدينتهم الفاضلة التي كشفت بالملموس دعوتهم للأمر بالمعروف وقيامهم في المقابل بالمنكر إن سرا أو جهرا .

وبالتالي إن خطاب الأحزاب والحركات الإسلامية يختلف من حيث العناصر الأكثر براغماتية أو الاستراتيجية التي تستخدمها حيث يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن العنصر الأخلاقي هو مصدر القوة الرئيسي لمعظم الحركات الإسلاموية . أنها تحاول تحويل الإسلام السياسي إلى لاعب وحيد وإلى نقطة مرجعية اجتماعية وسياسية لا يمكن الاستغناء عنها في إطار التنافس السياسي على السلطة.

 

0 التعليقات: