نعود بعد زهاء عقد من الزمن للنبش في ذاكرة مدونتنا الإلكترونية لنستكشف إن
كان شيء ما قد تغير في الواقع الثقافي المغربي والعربي وسؤاله المتجدد كل عام حول
الدخول الثقافي .
وإذا كان المثقف العربي (ثوريا أوعضويا أوتقنيا ) رقما حاسما وأساسيا في صناعة التغييرفي المشروع الثقافي والسياسي العربي في القرن الماضي ، فالسؤال المطروح في هذا القرن هو: مالذي يفسرخفوت صوته عن مواقفه الطليعية المعهودة ..؟؟ فهل ظهوروسائط تواصل جديدة والإنفجارالكبيرلشبكة الإنترنت بما أتاحته من تكسير للجدار الرابع في العالم قد جعلت المواطن العربي البسيط قادرا بذاته على نقل التعبيرعن رفضه بواسطة أسانيد حديثة (مدونات ، يوتوب ، إس إم إس ، فيس بوك ، تويتر، رسائل إلكترونية ..إلخ) مما جعله يتجاوز حاجته التاريخية والتقليدية إلى دورالمثقف الطليعي وصوته المتميزكوسيط للتعبيرالرافض نيابة عنه ...
الثقافة هى السلاح البتار الناعم القادر على تهيئة العقول والأنفس لرؤية ما هو حق وما هو باطل .. وبالتالى القابلية لتغير الباطل واذكاء الحق ومع ذلك يجب رصد مجموعة من الملاحظات:
أولا: الثقافة تعمل (غالبا) على المدى البعيد..
وليست من القوة أو العنف بحيث تحدث التغيير فى حينة مباشرة.
ثانيا: الثقافة تعمل على الانسان وسلاحها الانسان
وهدفها الانسان.. والانسان لا يتغير أو حتى يعدل من أفكاره سريعا
ثالثا: ان التجارب العملية فى العالم تؤكد
أن التغيير عن طريق الثقافة يبدأ بالعناية الطفل.. فالتجربة فى ماليزيا (حيث
رصدت 22% من ميزانية الدولة للطفل لمدة 15
سنة، هى التى أفرزت جيلا قادرا على تحمل المسؤلية) وأيضا التجربة فى
اسرائيل حيث قالوا أن الطفل أنقذ اللغة العبرية
ودولتهم - والحديث يطول فى هذا المجال- ولى كتاب "الطفل والحرب فى
الأدب العبرى" رصدت فيه تلك التوجهات
الثقافية الواعية الى أطفالهم بتوجه ايديولوجى قح.
أخيرا لابد من التفاؤل وعلى المثقفين العمل
مع ملاحظة أن تعريف المثقف يجب أن يعدل بعد انجازات شباب الانترنت فى مصر
وتونس.. ولا ننسى أن التقنية الرقمية الجديدة
باتت ثورة فى مجال الثقافة.. وهو موضوع آخر له فرصة أخرى
مع تحياتى دوما
السيد نجم
0 التعليقات:
إرسال تعليق