تقديم عبده حقي : نعود بعد زهاء عقد من الزمن للنبش في ذاكرة مدونتنا الإلكترونية لنستكشف إن كان شيء ما قد تغير في الواقع الثقافي المغربي والعربي وسؤاله المتجدد كل عام حول الدخول الثقافي .
وتأسيسا على كل هذه الحمولة الثقافية الملغومة نطرح سؤالنا حول توقعات الدخول الثقافي على مجموعة من الأدباء والمثقفين آملين أن تكون مساهماتهم قد أنارت بعض الزوايا الهامة فيه .
اليوم مع الدكتور الشاعر والناقد علي العلوي :
إن حصيلة المنجز الثقافي المغربي على المستوى الوزاري هزيلة جدا، لا بل إنها عرفت تراجعات خطيرة؛ مثل حجب الدعم المالي، مما دعا عدة هيئات ثقافية وأدبية إلى اتخاذ قرارمقاطعة الدورة 17 للمعرض الدولي للكتاب، وأيضا التراجع عن المكتسبات المحققة في مجال دعم الإنتاج والترويج المسرحيين، مما دفع الهيئات المسرحية إلى مقاطعة الدورة 13 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس. ولقد سبق ذلك القيام بوقفات احتجاجية أمام وزارة الثقافة، تنديدا بالتدبير الرديء والأحادي للشأن الثقافي من لدن الوزير الحالي.
وفي ظل تقاعس وزارة الثقافة في أداء واجبها من أجل
النهوض بالشأن الثقافي، لم تتوانَ بعض الهيئات الثقافية في الشد على جمر المشهد
الثقافي والأدبي من خلال تنظيم ندوات وملتقيات ومهرجانات أدبية وفنية، كانت لها
أصداء طيبة على مستوى الإعلام العربي؛ مثل مهرجان أصيلة السنوي، وملتقى أبي الجعد
الشعري، وملتقى المعتمد بن عباد الشعري، وغيرها كثير. هذا فضلا عن إصدار الكتب والجرائد والمجلات،
إما في إطار هيئات، وإما بشكل فردي.
وفي سياق المستجدات السياسية التي يعرفها المغرب هذه
السنة، سيكون الدخول الثقافي مختلفا عن سابقيه نوعا ما، حيث إنه سَتُشَكَّلُ
أَوَّلُ حكومة في ظل الدستور الجديد؛ أي بعد انتخابات 25 نوفمبر؛ وأملنا أن يأتي
وزير ثقافة جديد، ينسينا الانتكاسات والتراجعات التي عرفها المشهد الثقافي والأدبي
في عهد الوزير الحالي.
من جانب آخر، ستشكل هذه السنة فرصة لتعميق النقاش حول
الربيع العربي، وأيضا مناسبة لتأريخ نجاحاته المتمثلة أساسا في التخلص من بعض الأنظمة
الاستبدادية. ولعل المثقف المغربي مطالب بمزيد من التماهي مع روح الحراك العربي،
من أجل أن يساهم في التغيير الحاصل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق