في عالم إيدومي تتكشف حكاية خالدة وأثيرية، حيث تمتد أبيات الشعر إلى ما وراء حدود الزوال.
ذات ليلة مجردة
في أرض إيدومي القديمة، ظهر طفل غامض . لقد انفلت من الظلام، كائنًا أسود مثل
الليل وشاحبًا مثل ضوء القمر. وقد تم تجريد أجنحته، التي كانت متألقة ذات يوم، من
ريشها، وتركته ينزف مع بقايا مجد سابق. الطفل الذي ولد من بوتقة النار من الجواهر
العطرية والذهب اللامع، جاء إذن إلى هذا العالم.
كانت غرفة الولادة الغامضة مزينة بألواح زجاجية باردة تعكس أسرار الكون. وعلى الرغم من روعة هذه الغرفة، إلا أنها ظلت مكانًا مقفرًا. ألقى الفجر بأصابعه الوردية على المصباح الملائكي، فحوّل إشعاعه إلى ذكرى حزينة . كانت أشجار النخيل، التي كانت مفعمة بالحياة ذات يوم، تقف كحارس صامت، وسعفها يحف بثقل التاريخ. وبينما تم الكشف عن هذا الوافد الجديد ، الذي كانت ابتسامته تحمل عبء الحياة، ارتعشت برودة الوحدة الزرقاء القاحلة في الهواء.
تنسج هذه الحكاية
عناصر من الغموض والتحول والرقص المؤثر للمشاعر الإنسانية. إنها تتجاوز حدود
الزمان والمكان، وتدعونا إلى التفكير في التفاعل بين النور والظلام، والأمل
واليأس، والجمال العميق الذي يمكن أن يظهر من أكثر الأماكن غير المتوقعة. في هذه الحكاية
المجردة، يصبح الطفل، المولود من الليل والغموض، رمزًا لنسيج الحياة المعقد ، حيث
يحمل فعل الخلق ذاته ثقل أحزان العالم وأفراحه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق