الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، يونيو 18، 2024

مكاشفات (47) عبده حقي

955

كالشاعر الذي يغزل أبياتاً من نسيج الكون، يرسم جسد الصحراء مناظر طبيعية للعقل، حيث الخيال لا يعرف حدوداً، وحيث يندمج الواقع بالخيال.

956

في صمت الليل، عندما تلقي النجوم ضوءها المتلألئ على جسد الصحراء، يصبح الكون ملعبًا للإمكانيات اللامحدودة، ولوحة تولد عليها الأحلام وتصاغ المصائر.

957

تحت حجاب الظلام، يكشف جسد الصحراء جوهره الحقيقي، عالم من الغموض والسحر حيث تتلاشى الحدود بين ما هو مرئي وما هو غير مرئي في غياهب النسيان.

958

مع كل لحظة تمر، يكتب جسد الصحراء فصلاً جديدًا في كتاب الوجود، شهادة على قوة الحياة المستمرة في التغلب على أكثر المناظر الطبيعية قاحلة.

959

مثل شاعر ضائع في أحلام اليقظة، ينسج جسد الصحراء حكايات الدهشة والرهبة، وينسج روايات من خيوط الخيال ويبث الحياة في نسيج الواقع.

960

في بوتقة الحر والغبار، يشكل جسد الصحراء روح التائه، ويخفف من المرونة في وجه الشدائد والشجاعة من الخوف، حتى تصبح أعتى العواصف مجرد همسات في مهب الريح.

961

مع كل شروق شمس، يستيقظ جسد الصحراء من سباته، طائر الفينيق ينهض من رماد الليل ليستقبل الفجر بأذرع مفتوحة وقلب مليئ بالاحتمال.

962

مثل الفيلسوف الذي يتأمل طبيعة الوجود، يطرح جسد الصحراء أسئلة بلا إجابات، ويدعونا إلى التأمل في أسرار الحياة وإيجاد المعنى وسط الفوضى.

963

في أحضان العزلة، يصبح جسد الصحراء ملاذًا للروح، ملجأً من تنافر العالم حيث يسود السلام ويتوقف الزمن.

964

مع مرور كل موسم، يخضع جسد الصحراء لتحول، ويولد من جديد اللون والحياة وسط البرية القاحلة، وهو تذكير بأنه حتى في أحلك الأوقات، ينبع الأمل إلى الأبد.

965

مثل شاعر ينسج أبياتًا من نسيج الكون، يروي جسد الصحراء قصص الحب والخسارة، والانتصار والمأساة، والصراع الأبدي بين النور والظلام.

966

في صمت الفجر، عندما يحبس العالم أنفاسه، يصبح جسد الصحراء لوحة رسمت عليها الأحلام بظلال الذهب والقرمز، شهادة على جمال الإمكانية.

967

مع كل هبة ريح، يتغنى جسد الصحراء بأغنية الحرية والتحرر، لحناً يتردد صداه عبر الرمال وهمس عالم بلا حدود ولا قيود.

968

مثل الفيلسوف الذي يحدق في هاوية الأبدية، يواجهنا جسد الصحراء بالسؤال النهائي لوجودنا، ويتحدانا للعثور على معنى في اتساع الكون وهدف في رحلة الروح.

969

في رقصة الوجود، الضوء والظل شريكان أبديان. ولا يمكن لأحدهما أن يوجد بدون الآخر، لأن الظلام هو مجرد غياب الضوء.

970

ينير النور، ويكشف، ويجلب الوضوح. إنه رمز المعرفة والحقيقة والتنوير.

971

أما الظل فهو يحجب ويخفي. إنه رمز الغموض وعدم اليقين والمجهول.

972

ومع ذلك، ففي الظل نجد العمق والمنظور والفروق الدقيقة. إنه الظل الذي يعطي شكلاً للضوء.

973

بدون الظل، الضوء مسطح وغير مثير للاهتمام. بدون ضوء، الظل لا يمكن اختراقه ومخيف.

974

الحكمة، شمعة متلألئة في كهوف الوجود الواسعة، لا تضيء بالقوة الغاشمة، بل برقصة الظلال اللطيفة على الحائط.

يهمس بحكايات محفورة في حلقات الأشجار القديمة، ويغني مع تنهيدة الريح عبر الحجارة المتهالكة.

975

الحكمة ليست مجموعة من الحقائق، بل هي نسيج منسوج من خيوط التجربة، حيث يأخذ الفرح والحزن، والانتصار والفشل، مكانهم الصحيح. إنه لا يرشدنا إلى وجهة محددة مسبقًا، بل نحو فهم أعمق للرحلة التي تتكشف باستمرار.

يتبع


 

0 التعليقات: