الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، يوليو 12، 2024

المغرب في أفق 2050 من منظور المستقبليات: (1) عبده حقي


بينما نتجه نحو عام 2050، يتوقع المستقبليون (علماء المستقبليات) والمحللون حدوث تحولات مهمة في جميع أنحاء العالم، والمغرب ليس استثناءً. يقع المغرب على مفترق الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ويلعب موقعه الجغرافي الفريد وتراثه الثقافي دورا محوريا في تشكيل مستقبله.

فقد أظهر الاقتصاد المغربي مرونة ونمواً على مدى العقدين الماضيين، مع استثمارات كبيرة في البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة. وبحلول عام 2050، يتصور المستقبليون المغرب كمركز اقتصادي مزدهر، يستفيد من موقعه الاستراتيجي وموارده المتنوعة.

ويعتمد الاقتصاد المغربي حاليا بشكل كبير على الزراعة والفوسفات والسياحة. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يكون هناك اقتصاد أكثر تنوعا. وتشمل القطاعات الرئيسية المتوقع أن تدفع النمو الاقتصادي ما يلي:

يهدف المغرب بشكل طموح إلى ترسيخ مكانته كلاعب رائد في المشهد التكنولوجي المزدهر في أفريقيا. وتشير الاستثمارات الاستراتيجية للدولة في حاضنات التعليم والتكنولوجيا إلى نية واضحة لتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال. ومن خلال إعطاء الأولوية للتعليم، يضمن المغرب أن تكون قوته العاملة مجهزة بالمهارات اللازمة للنجاح في عالم سريع التطور تقوده التكنولوجيا. ويعد التركيز على حاضنات التكنولوجيا أمرا بالغ الأهمية بشكل خاص لأن هذه البيئات تعمل على رعاية الشركات الناشئة والشركات الصغيرة، وتزويدها بالموارد والدعم اللازم للابتكار والنمو.

لقد أظهر صعود مراكز التكنولوجيا العالمية القوة التحويلية للتكنولوجيا في دفع النمو الاقتصادي والتنمية. ويسعى المغرب إلى محاكاة هذه النجاحات من خلال خلق بيئة مواتية لازدهار شركات التكنولوجيا. ويتجلى التزام الحكومة بهذه الرؤية في السياسات والمبادرات المصممة لجذب الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع التكنولوجيا. ومن المتوقع أن يؤدي هذا المنهج الاستباقي إلى ظهور صناعة تكنولوجية قوية يمكنها المنافسة على نطاق عالمي.

باختصار، فإن التركيز الاستراتيجي للمغرب على التعليم وحاضنات التكنولوجيا يمهد الطريق أمام البلاد لتصبح لاعبا مهما في صناعة التكنولوجيا في أفريقيا. ومن خلال تعزيز ثقافة الابتكار، لا يضع المغرب نفسه كمركز للتكنولوجيا فحسب، بل يقود أيضًا النمو الاقتصادي المستدام والتنمية.

لقد برز المغرب كقوة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث حقق تقدما ملحوظا في قدراته في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لقد استثمرت هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بشكل استراتيجي في تسخير هذه الموارد الطبيعية الوفيرة، ووضع أساس قوي لمستقبل مستدام. لا تقتصر أجندة المغرب الطموحة للطاقة المتجددة على تلبية احتياجاته من الطاقة فحسب، بل تهدف أيضا إلى أن يصبح مصدرا رئيسيا للطاقة إلى المناطق المجاورة.

تابع


0 التعليقات: